السبت، 08 نوفمبر 2025

10:07 م

تحذير من "هجمة يوم الصفر".. تستهدف تطبيق واتساب

يشهد العالم اليوم طفرة تكنولوجية غير مسبوقة، صاحَبها ارتفاع كبير فى معدلات الهجمات السيبرانية التى تستهدف الأفراد والمؤسسات على حد سواء. 

وفى هذا السياق، برزت مؤخرًا هجمة جديدة تُعرف باسم “هجمة يوم الصفر” (Zero-Day Attack)، وهي من أخطر أنواع الاختراقات الرقمية التي تعتمد على استغلال ثغرات غير مكتشفة داخل الأنظمة أو التطبيقات قبل أن تُصدر الشركات تحديثات لإصلاحها.

وقد تم رصد نشاط ملحوظ لهذا النوع من الهجمات يستهدف تطبيق واتساب، حيث تتم العملية من خلال اتصال هاتفي قصير للغاية، دون الحاجة إلى الرد أو فتح أي رابط أو ملف، وهو ما يجعلها شديدة الخطورة، إذ تُفعَّل الثغرة بمجرد حدوث الاتصال.

هذه الثغرة تُمكّن المهاجم من الوصول إلى البيانات الشخصية للمستخدم، بما في ذلك الصور والمحادثات والملفات، دون أن يلاحظ الضحية شيئًا، وقد يظل الجهاز مخترقًا لفترة طويلة دون اكتشاف.

وتأتي خطورة هذا النوع من الهجمات من كونها لا تعتمد على الوسائل التقليدية المعروفة، مثل الرسائل المزيفة أو الروابط الاحتيالية، بل تُستخدم فيها تقنيات متقدمة يصعب اكتشافها إلا عبر أنظمة أمنية سيبرانية متطورة. ولهذا السبب، فإن الوعي الرقمي أصبح اليوم خط الدفاع الأول أمام أي خطر إلكتروني محتمل.

ومن هذا المنطلق، أدعو جميع المستخدمين، وخاصة العاملين في الجهات الحكومية والقطاعات الحيوية، إلى الالتزام بعدة إجراءات ضرورية للحماية، أهمها:

  • تحديث التطبيقات والأنظمة التشغيلية بشكل مستمر فور صدور أي تحديث أمني.
  • تفعيل المصادقة الثنائية (Two-Factor Authentication) لحماية الحسابات الحساسة.
  • تجنّب استخدام الأجهزة الشخصية في المراسلات أو تبادل الملفات السرية.
  • استقاء الأخبار والتنبيهات الأمنية من المصادر الرسمية فقط، لتجنّب تداول الشائعات والمعلومات المضللة.

كما أود الإشارة إلى خطر آخر متنامٍ يتمثل في الاعتماد المفرط على الوكلاء الذكيين المبنيين على تقنيات الذكاء الاصطناعى، والذين يتولون إدارة البريد الإلكتروني أو الرد على المكالمات أو الرسائل. فرغم ما توفره هذه الأنظمة من سرعة ودقة، إلا أن استقلاليتها المفرطة قد تُعرّضها للاختراق أو الانحراف عن مهامها، بما يهدد سرية البيانات وسلامتها.

ختامًا، فإن بناء ثقافة أمن رقمي وطنية أصبح واجبًا لا يحتمل التأجيل، فالهجمات الإلكترونية لم تعد بعيدة عن أحد، وقد تأتي من مكالمة واحدة عابرة. لذا، يبقى الوعي والالتزام بالإجراءات الوقائية هما السلاح الأقوى لحماية أنفسنا ووطننا من أخطار العالم الرقمي المتزايدة.

search