الإثنين، 10 نوفمبر 2025

05:47 م

الصليب الأحمر: 80% من المرافق الصحية في السودان خارج الخدمة

مستشفيات السودان

مستشفيات السودان

يشهد السودان، تدهورًا حادًا في نظامه الصحي مع اقتراب دخول الحرب عامها الثالث، حيث أعلن رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، دانيال أومالي، أن منظومة الرعاية الصحية في البلاد انهارت بالكامل تقريبًا، مشيرًا إلى أن عددًا من الجرحى اضطروا للبحث عن العلاج في دول مجاورة نتيجة غياب المرافق الطبية العاملة.

وأوضح أومالي، خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة بورتسودان يوم الأربعاء، أن ما بين 70% و80% من المرافق الصحية، خرجت عن الخدمة، الأمر الذي يحرم اثنين من كل ثلاثة مدنيين من الحصول على الرعاية الطبية الأساسية، وأضاف أن 20% من المستشفيات العاملة تواجه نقصًا حادًا في الأدوية والمعدات والكوادر الطبية، ما يزيد من صعوبة تقديم الخدمات الصحية للمواطنين، وفقًا لما نقلته قناة "العربية".

النساء والأطفال هم الأكثر تضررًا

وأكد أومالي أن النساء والأطفال وكبار السن هم الأكثر تضررًا من هذه الأزمة، حيث أصبح الحصول على العلاج غاية في الصعوبة في ظل ما تشهده البلاد من نهب للمرافق الصحية وتهديد للعاملين والمرضى وممارسة للعنف الجسدي ضدهم.

وكان وزير الصحة السوداني هيثم محمد، قد أكد في وقت سابق أن نحو 80% من المستشفيات والمرافق الصحية خرجت عن الخدمة، نتيجة وقوعها في مناطق اشتباكات أو تعرضها لأضرار جزئية أو كلية، ما فاقم من أزمة القطاع الصحي في البلاد.

وخلال المؤتمر ذاته، دعا رئيس بعثة الصليب الأحمر الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، مشددًا على ضرورة تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين أثناء العمليات القتالية، والسماح للمنظمات الإنسانية بالعمل بأمان من أجل تقديم الدعم والحماية للمدنيين المتضررين من النزاع، وأوضح أن اللجنة الدولية تعمل مع جميع الأطراف بهدف حماية الأرواح في مختلف مناطق السودان.

العنف تفاقم المأساة الإنسانية

وفي تقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أشار إلى أن البلاد تشهد حالات عنف جنسي على نطاق واسع، يعاني خلالها العديد من الناجين من غياب الخدمات الطبية العاجلة والدعم النفسي والاجتماعي، ما يجعل تقدير حجم الظاهرة بدقة أمرًا صعبًا.

وأوضح التقرير أن إفادات الشهود ترسم صورة قاتمة لما يجري، وتشير إلى نمط ممنهج من العنف يهدف إلى تجريد الضحايا من إنسانيتهم، كما أشار إلى أن العنف الجنسي تسبب في نزوح قسري لعشرات العائلات، حيث فر بعضهم فور وقوع الاعتداءات، بينما تم استهداف آخرون أثناء محاولتهم الفرار إلى مناطق أكثر أمانًا.

ووفقًا للتقرير، فإن أكثر من 70 ناجية، معظمهن من الحوامل، ترددن في طلب الرعاية الطبية المبكرة خوفًا من الوصم الاجتماعي، ومع تقدم الحمل وجدن أنفسهن دون دعم أو مساندة، وأحيانًا بعيدات عن عائلاتهن التي واجهت صعوبات في استيعاب ما حدث أو التواصل مع المفقودين.

ارتفاع في أعداد المفقودين

وأشار التقرير إلى أن اللجنة تلقت 7700 طلب بحث عن مفقودين حتى نهاية ديسمبر الماضي، بزيادة 66% عن عام 2023، كما سهلت اللجنة أكثر من 45 ألف مكالمة هاتفية بين أفراد العائلات داخل السودان، في محاولة للم شمل الأسر المشتتة جراء الحرب.

وجددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دعوتها إلى ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، مؤكدة أهمية الحفاظ على الحد الأدنى من المعايير الإنسانية وفصلها عن الأجندات السياسية، وشددت على أن حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق ليستا خيارًا بل التزامان قانونيان بموجب القانون الدولي الإنساني.

اقرأ أيضًا:

البرهان يوجه الجيش السوداني لاستعادة مناطق يسيطر عليها الدعم السريع

search