الأربعاء، 26 نوفمبر 2025

02:39 م

"تمرد الدعم السريع على الجيش"، البرهان يكشف شرارة الحرب في السودان

حميدتي والبرهان

حميدتي والبرهان

في ظل استمرار الحرب في السودان، حذّر رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان من أن المواجهات مع ميليشيا الدعم السريع تمثل تهديدًا يمتد إلى كامل الإقليم، مؤكدًا أن البلاد تقف أمام منعطف حاسم يحدد مستقبلها بين الانهيار والفوضى أو التعافي والاستقرار.

وجاءت تصريحات البرهان في مقال رأي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أمس الثلاثاء، حيث أعرب عن ترحيبه بأي جهود تدعم الوصول إلى سلام عادل ومنصف، مشددًا على أن السودان يخوض “معركة بقاء” لتحقيق هذا الهدف. ودعا الولايات المتحدة وحلفاء بلاده الإقليميين إلى اتخاذ خطوات جادة لإنهاء الحرب المندلعة منذ أبريل 2023، موضحًا أن أي سلام دائم يستوجب تفكيك ميليشيا الدعم السريع.

ترحيب سوداني بتصريحات ترامب

وأشار البرهان إلى أن السودانيين تلقوا بإيجابية التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو بشأن الأزمة، معتبرًا أنها وضعت الحقائق في إطارها الصحيح وحددت الطرف المسؤول عن إشعال الصراع. 

وأضاف أن الشعب السوداني ينتظر من واشنطن البناء على هذا الموقف، معربًا عن قناعة واسعة بأن الإدارة الأمريكية الحالية تتمتع بالقدرة على مواجهة الأطراف الخارجية التي تُطيل أمد الحرب.

كما وصف البرهان مواقف ترامب عقب لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنها "مشجعة" وتعكس دعمًا واضحًا لإنهاء الأزمة.

عبد الفتاح البرهان 

جذور النزاع

وأوضح رئيس مجلس السيادة أن جذور الحرب تعود إلى تمرد ميليشيا الدعم السريع في أبريل 2023، بعد أن حشدت قواتها سرًا حول الخرطوم وسيطرت على مواقع استراتيجية قبل شن هجمات على مؤسسات حكومية وعسكرية. 

وقال إن الدعم السريع انقلبت على الجيش الوطني الذي كان يفترض أن تندمج فيه، واصفًا ما حدث بأنه "خيانة" دفعت البلاد إلى أتون الحرب.

ولفت إلى أن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وجهات دولية أخرى وثّقت انتهاكات واسعة ارتكبتها الميليشيا، شملت عمليات قتل جماعي وعنفًا جنسيًا وترويعًا للمدنيين. 

وأوضح أنه عند سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر أواخر أكتوبر، تحدثت تقارير عن وقوع مذابح راح ضحيتها الآلاف. 

ونقل عن مدير مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل تقديرات تشير إلى مقتل نحو 10 آلاف مدني قبل انقطاع الاتصالات، وهو رقم يفوق بخمسة أضعاف ضحايا هجمات 11 سبتمبر، في مؤشر على حجم المأساة.

خطة وقف إطلاق النار ورفض الأطراف

وجاءت تصريحات البرهان بعد يوم من تأكيد مبعوث الرئيس الأمريكي إلى أفريقيا، مسعد بولس، أن طرفي النزاع لم يوافقا بعد على مقترح وقف إطلاق النار، داعيًا الجانبين إلى قبول الخطة الأمريكية دون شروط مسبقة. 

وقال بولس في مؤتمر صحفي بأبوظبي: “نحث الطرفين على قبول الهدنة الإنسانية كما طُرحت أمامهما من دون أي شروط”.

وفي المقابل، كان البرهان قد انتقد، الأحد الماضي، الوساطة الأمريكية واعتبرها غير محايدة، معلنًا رفضه لمقترح الرباعية الدولية (الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات).

من جهتها، أعلنت ميليشيا الدعم السريع في السادس من نوفمبر موافقتها على مقترح هدنة إنسانية، وذلك بعد إحكام سيطرتها في 26 أكتوبر على مدينة الفاشر، التي كانت آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور.

وتجدر الإشارة إلى أن الرباعية كانت قد طرحت في سبتمبر الماضي خطة تشمل هدنة لمدة ثلاثة أشهر، مع إبعاد الحكومة الحالية وميليشيا الدعم السريع عن المرحلة السياسية التي تلي النزاع.

اقرأ أيضًا:

بابنوسة تشتعل مجددًا، الجيش السوداني يعلن تكبيد الدعم السريع خسائر فادحة

search