الخميس، 27 نوفمبر 2025

08:26 م

ما مدى تأثير انفجار بركان إثيوبيا على سد النهضة؟

سد النهضة

سد النهضة

مع ثوران بركان “هايلي جوبي” في إثيوبيا قبل أيام، للمرة الأولى منذ 12 ألف عاما، تزايدت التساؤلات والتخوفات من تأثير البركان على السد النهضة ومدى خطورة ذلك على دولتي المصب، مصر والسودان. 

وأطلق بركان "هايلى جوبي" في إثيوبيا، عمودا من الرماد والغاز بارتفاع يقارب 14 كيلومترا، وهو ارتفاع كاف لحقن مواد في نطاق الطيران التجاري الرئيسي. 

 بركان "هايلى غوبي"

البركان لا يؤثر على السد

وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، الدكتور عباس شراقي، إن هذا البركان يبعد عن سد النهضة مسافة 650 كم، وبالتالي هذه المسافة لا تؤثر على السد أو على أحواض نهر النيل.

وأشار عباس شراقي في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إلى أن إثيوبيا بوجد بها 12 حوض نهري (وهي عبارة عن منطقة منخفضة يتجمع بها الأمطار وتكون نهرًا)، ولدى إثيوبيا 12 نهر 3 منهم في حوض النيل و9 منهم خارج حوض النيل وليس للبركان علاقة بالأحواض وتأثيره بعدي كل البعض حتى على مياه النيل نفسها.

وأضاف أن تأثير البركان سيكون على إثيوبيا فقط، موضحًا أن النشاط البركاني ليس بجديد، والرياح جمعت كل الغازات والرماد البركاني إلى الشرق في أريتريا واليمن وسلطنة عمان حتى وصل الهند.

سد النهضة

بداية انفجار البركان

ولفت شراقي، إلى أن البركان بدأ صباح 24 نوفمبر ثورة بركانية جديدة شمالي إثيوبيا على الحدود مع إريتريا، بالقرب من البركان الأشهر أفريقيا بركان "إرتا ألى"، وتعنى بلغة أبناء البلد، "جبل الدخان" ويطلقون أيضا عليه "طريق الجحيم" بسبب الحمم البركانية.

وأوضح أن منطقة الأخدود في إثيوبيا تحتوى على عشرات البراكين القديمة والحديثة والأكثر شهرة والناشط باستمرار بركان "أرتا ألى"، وتشكل منطقة مثلث العفر ملتقى ثلاث صفائح أرضية هي الأفريقية والأسيوية، والصومالية، مما يجعلها نشطة زلزاليا وبركانيا.

وأضاف شراقي، أن البركان انفجر مكونًا عمودًا كبيرًا من الرماد والغازات أهمها ثاني أكسيد الكبريت (SO2)، وصل إلى ارتفاع حوالي 10-15 كم متجهة نحو اليمن والسعودية، وتقع هذه البراكين في مثلث عفر داخل الأخدود الأفريقي المنخفض حوالى 125 م تحت سطح البحر.

البراكين في اثيوبيا

 الانفجار البركاني نتج عن تغيّر في المسارات الجيولوجية

وقال أستاذ الاستشعار عن بُعد وعلوم الأرض بالجامعات الأمريكية، الدكتور هشام العسكري، إن الانفجار البركاني الذي شهدته إثيوبيا نتج عن تغيّر في المسارات الجيولوجية داخل الأرض، إضافة إلى ارتفاع الضغط الحراري وتراكم ثاني أكسيد الكربون وباقي الغازات المتصاعدة.

وأوضح العسكري في برنامج “بالورقة والقلم” المذاع على فضائية “TEN” مع الإعلامي نشأت الديهي، أن هذه الغازات تعد المحرك الأساسي لأي انفجار بركاني، مشيرًا إلى أن السحب التي رُصدت في المنطقة مصدرها المباشر هذا الانفجار غير المتوقع.

ولفت إلى وجود مناطق محيطة بالبركان تشهد انزلاقات أرضية وتغيرات إقليمية ناجمة عن النشاط البركاني، فضلًا عن تأثر المنطقة ببعض الزلازل الإقليمية التي أدت إلى اهتزازات ملحوظة في القشرة الأرضية.

البراكين في اثيوبيا

انفجر البركان بعد 12 ألف سنة

وأكد أن الانفجار البركاني الحالي يُعد حدثًا نادرًا، إذ جاء بعد 12 ألف سنة من الخمول الجيولوجي، لافتًا إلى أنه الانفجار الأخير مثل زلزال عام 2023 الذي تزامن أيضًا مع نشاط بركاني في بعض المناطق.

وتوقّع احتمال حدوث زلازل تتبعية مرتبطة بالبركان، نتيجة اختلالات تكتونية تتشكل بعد مثل هذه الانفجارات، محذرًا من وجود 70 مليار طن من المياه في خزان سد النهضة يُسبب ضغطًا هائلًا على القشرة الأرضية، ما قد يؤدى إلى خلل تكتوني واسع في المنطقة المحيطة، خاصة مع التغيرات الجيولوجية الحالية المرتبطة بالبركان.

واختتم العسكري تصريحاته بالتأكيد على أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب البيانات العلمية الدقيقة المتعلقة بالسد وما يجري حوله، قائلًا إن عدم تبادل المعلومات يحد من قدرة الباحثين على التنبؤ بالمخاطر الطبيعية المحتملة واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.

انفجار بركان "هايلى غوبي"

اقرأ أيضًا:

مفيض توشكى كلمة السر، كيف تعاملت مصر مع فوضى تشغيل سد النهضة؟

وزير الري: إثيوبيا تدير سد النهضة بعشوائية، ومصر جاهزة لكل السيناريوهات

شراقي: توربينات سد النهضة متوقفة والمفيض العلوي يعمل ببوابة واحدة

search