الخميس، 04 ديسمبر 2025

06:14 م

أهم المؤشرات العالمية: S&P 500 وDow Jones وNASDAQ وFTSE وNikkei

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

مقدمة: لماذا يتابع الجميع المؤشرات

تشبه المؤشرات المالية موازين الحرارة للاقتصاد. فهي لا تقيس درجة الحرارة فعليًا، لكنها تُظهر إن كانت الأسواق “ساخنة” بالحماس أم “باردة” بالحذر. كل مؤشر يجمع مجموعة من الشركات الكبرى التي تشكل العمود الفقري لاقتصاد بلدٍ ما. وعندما يريد المستثمرون معرفة الحالة العامة للسوق بسرعة، فإنهم ينظرون إلى المؤشرات بدلًا من تحليل مئات الرسوم البيانية للأسهم.

تعكس المؤشرات ما هو أبعد من الأرقام – إنها تُظهر مزاج السوق. فهي تُخبرك متى يسود التفاؤل ومتى يبدأ القلق. وحتى إن لم تتاجر بالأسهم، فإن حركة المؤشرات تؤثر على حياتك اليومية – من خلال أسعار الصرف، وأسعار الطاقة، وحتى قيمة مدخرات التقاعد.

خمسة مؤشرات رئيسية تتصدر المشهد العالمي: S&P 500 وDow Jones وNASDAQ وFTSE 100 وNikkei 225. معًا، تروِي هذه المؤشرات قصة حركة الأموال وثقة المستثمرين في مختلف أنحاء العالم.

ما هو المؤشر المالي فعلًا؟

يقيس المؤشر المالي أداء مجموعة مختارة من الشركات. تخيّل سلة تضم أبرز الشركات في الاقتصاد: عندما ترتفع أسعار أسهمها، ترتفع قيمة السلة، والعكس صحيح. إنها طريقة بسيطة لمتابعة السوق ككل.

لكل مؤشر طريقته الخاصة في الحساب. فـ Dow Jones يعطي وزنًا أكبر للأسهم الأعلى سعرًا، بينما يركّز S&P 500 على حجم الشركة وقيمتها السوقية – كلما كانت الشركة أكبر، زاد تأثيرها.

وبالنسبة للمستثمرين، فإن المؤشرات هي أدوات قياس واتجاه في آنٍ واحد. فهي توضح إلى أين يسير السوق، وتشكل الأساس للعديد من أدوات التداول مثل صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) والعقود المستقبلية.

ويمكنك استكشاف المؤشرات العالمية بالتفصيل من خلال قسم مؤشرات الأسواق العالمية، حيث تجد أمثلة رئيسية ومعلومات عن مختلف المناطق.

لمحة سريعة عن أبرز المؤشرات العالمية

المؤشر

المنطقة

عدد الشركات

التركيز الأساسي

ما الذي يعكسه

S&P 500الولايات المتحدة500الشركات الأمريكية الكبرىنبض الاقتصاد الأمريكي
Dow Jonesالولايات المتحدة30الشركات الصناعية والمالية الكبرىمزاج السوق والتقاليد الاقتصادية
NASDAQالولايات المتحدةأكثر من 3000التكنولوجيا والابتكارنبض عالم التقنية
FTSE 100المملكة المتحدة100الشركات العالمية الكبرىصحة الاقتصاد البريطاني والتجارة الدولية
Nikkei 225اليابان225الصناعة والتصديرقوة الصناعة اليابانية

تحرك هذه المؤشرات الأسواق حول العالم. فارتفاع S&P 500 يعزز الثقة في الأسواق العالمية، بينما تراجع Nikkei 225 قد يثير القلق بين المصدّرين في آسيا. هذه المؤشرات ليست مجرد أرقام – بل إشارات يقرأها يوميًا المستثمرون والبنوك المركزية وخبراء الاقتصاد.

S&P 500: نبض الاقتصاد الأمريكي

يُعرف مؤشر S&P 500 بأنه الرقم الأهم في عالم المال العالمي. فهو يضم 500 من أكبر الشركات الأمريكية مثل Apple وMicrosoft وAmazon وCoca-Cola وExxonMobil.

يغطي المؤشر كل القطاعات تقريبًا، ولهذا يُعد المرآة الأوضح للاقتصاد الأمريكي. فعندما يرتفع، ينتشر التفاؤل في الأسواق العالمية، وعندما ينخفض، تبدأ المخاوف.

المؤشر يعتمد على القيمة السوقية، لذلك تؤثر الشركات العملاقة مثل Apple وMicrosoft عليه أكثر من غيرها. بالنسبة لمعظم المستثمرين، يُعد S&P 500 المعيار الأساسي الذي يقيسون به أداءهم. وحتى الأسواق خارج الولايات المتحدة غالبًا ما تتحرك بتناغم مع هذا المؤشر.

Dow Jones: الرمز الأقدم في وول ستريت

ظهر مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) عام 1896، أي قبل أن توجد معظم الشركات المدرجة فيه حاليًا. بدأ بـ12 شركة فقط، واليوم يضم 30 شركة من أبرز الأسماء مثل Boeing وVisa وMcDonald’s.

على عكس المؤشرات الحديثة، فإن Dow Jones يعتمد على سعر السهم، ما يعني أن السهم الأغلى يمكن أن يحرّك المؤشر أكثر من الأسهم الأرخص. رغم أن هذه الطريقة قديمة، إلا أن المؤشر لا يزال مؤشر الثقة الأشهر في الأسواق.

عندما تقول نشرات الأخبار: “ارتفع داو جونز 400 نقطة”، يعرف الجميع أن هذا يعني التفاؤل، ولو مؤقتًا.

NASDAQ: روح العصر التكنولوجي

يُجسد مؤشر ناسداك المركب روح الابتكار والتكنولوجيا. أُنشئ عام 1971 كأول بورصة إلكترونية في العالم، وأصبح موطنًا لعمالقة العصر الحديث مثل Apple وAmazon وGoogle وMeta وTesla وNVIDIA.

يضم المؤشر أكثر من 3000 شركة، ويأتي نحو نصفها من قطاع التكنولوجيا، لذا يُعتبر مقياسًا دقيقًا لنبض الابتكار. يرتفع بسرعة عندما يسود التفاؤل بمستقبل التقنيات الجديدة، وينخفض بالقدر نفسه عندما يسيطر القلق.

فهو يعكس الثقة في مستقبل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة والبرمجيات الحديثة. وإذا كان S&P 500 يقيس حرارة الاقتصاد، فإن NASDAQ يقيس نبضه الحقيقي – سريع، متقلب، لكنه حيّ بالحركة.

FTSE 100: نافذة لندن على العالم

يُعرف مؤشر FTSE 100، أو ما يُسمى بـ “فوتسي”، بأنه المؤشر الرئيسي في بورصة لندن. يضم 100 شركة كبرى مثل BP وShell وHSBC وUnilever وGlaxoSmithKline.

رغم أنه بريطاني الاسم، فإن معظم أرباح شركاته تأتي من الخارج، ما يجعله مؤشرًا عالميًا بحق. لذلك، تؤثر أسعار النفط والسلع والسياسات العالمية عليه أكثر من الأخبار المحلية.

يهيمن على FTSE 100 قطاع الطاقة والتمويل والموارد الطبيعية أكثر من التكنولوجيا. فعندما ترتفع أسعار النفط والمعادن، يميل المؤشر إلى الارتفاع أيضًا. ويظل هذا المؤشر إشارة رئيسية للمستثمرين الأوروبيين الذين يتابعون كيف تؤثر التجارة الدولية على أداء الشركات الكبرى.

Nikkei 225: مؤشر الصناعة اليابانية

يتتبع مؤشر نيكاي 225 صحة الاقتصاد الياباني منذ عام 1950. يضم 225 شركة تمثل جوهر الصناعة اليابانية مثل Toyota وSony وPanasonic وNintendo.

مثل مؤشر داو جونز، يعتمد Nikkei على سعر السهم، ما يمنح الأسهم مرتفعة السعر تأثيرًا أكبر. ويتفاعل المؤشر بسرعة مع تغيّرات سعر الين الياباني، والطلب العالمي على الصادرات، واتجاهات التجارة.

ولأن الاقتصاد الياباني يعتمد بشكل كبير على التصدير، يُعتبر Nikkei مؤشرًا لقطاع الصناعة في آسيا ككل. فعندما يرتفع، يعني ذلك غالبًا تجدد الثقة في الإنتاج العالمي.

لماذا تُعد هذه المؤشرات مهمة؟

تلعب المؤشرات دور البوصلة في عالم الأرقام. فهي توضح أين يتجه رأس المال – نحو الثقة أم نحو الحذر.

تساعد المستثمرين على تقييم الأداء؛ فإذا كان نمو المحفظة أسرع من S&P 500 مثلًا، فذلك دليل على النجاح. كما تُستخدم في إنشاء صناديق المؤشرات والعقود المستقبلية التي تسمح بتداول أسواق كاملة بخطوة واحدة.

الأهم من ذلك، أن المؤشرات تُحوِّل الأحداث الكبرى – من الانتخابات إلى الحروب – إلى بيانات اقتصادية واضحة. لمتابعة حال الاقتصاد العالمي، يكفي غالبًا مراقبة حركة هذه المؤشرات دون قراءة كل تقرير تفصيلي.

كل مؤشر هو أكثر من رقم – إنه نبض رأس المال العالمي، الذي يضبط إيقاع الأسواق من نيويورك إلى طوكيو.

الخلاصة: خريطة الاقتصاد العالمي

تشكل المؤشرات الخمسة الكبرى – S&P 500 وDow Jones وNASDAQ وFTSE 100 وNikkei 225 – خريطة حية للاقتصاد العالمي.

يعكس S&P 500 الثقة الأمريكية، وDow Jones يمثل التقاليد، وNASDAQ يُجسد الابتكار، وFTSE يُظهر الامتداد العالمي، بينما يُعبّر Nikkei عن مرونة الصناعة اليابانية.

فهم هذه المؤشرات يساعد المستثمرين على التنقل بين فترات الاضطراب واكتشاف الفرص بثقة. فهي تُحوّل الفوضى إلى وضوح.

وفي عالمٍ يعج بالأخبار والآراء، تظل المؤشرات هادئة وموضوعية. لا تبالغ ولا تخاف – بل تروي الحقيقة كما هي. وهذه البساطة الصادقة هي ما يجعلها أكثر المصادر موثوقية في عالم المال الحديث.

 

 

search