السبت، 06 ديسمبر 2025

05:49 م

146 قضية ملفقة لعائلة واحدة، عصابة ابتزاز الأثرياء ترتدي قناع "ضابط مخابرات"

مجهول يقود عصابة لابتزاز العائلات الثرية في الدقهلية

مجهول يقود عصابة لابتزاز العائلات الثرية في الدقهلية

انقلبت حياة عشرات العائلات في محافظة الدقهلية رأسًا على عقب، بعد أن اكتشف أفرادها أنهم ضحايا تشكيل عصابي منظم تخصص في استهداف الأثرياء وميسوري الحال عبر تلفيق قضايا وبلاغات كيدية في محافظات لم يتواجدوا فيها من قبل.

بلاغات من حيث لا يدري

وبلغ عدد القضايا الملفقة لعائلة “أشرف المغاوري”، وأشقائه وأبنائه 146 قضية، مُحررة ضدهم في 4 محافظات، وفقًا لمستندات حصلت عليها "تليجراف مصر" من ضحايا التشكيل العصابي الذي لم يُكشف بعد عن عقله المدبر.

لم يصدق أفراد عائلة المغاوري ما وقع في أيديهم من إخطارات وإشعارات قضائية، إذ وجد كل منهم نفسه فجأة متهمًا في قضايا إيصالات أمانة بقيمة 20 ألف جنيه لكل قضية، في محافظات منها القاهرة والجيزة والغربية ودمياط، رغم أن معظمهم لم يغادر نطاق محافظة الدقهلية التي يقيم فيها.

عائلة المغاوري لم تكن الضحية الوحيدة لعصابة ابتزاز الأغنياء، فبعد تقصيهم بشأن العصابة اكشفوا أن عدد العائلات التي جرى استهدافها بلغ 33 على الأقل، وأن أفراد هذه العائلات باتوا متورطين في أكثر من 146قضية مماثلة، بنفس الأسلوب والقيمة المالية ذاتها (20 ألف جنيه).

"الفلوس أو الحبس"

لم تكتفِ العصابة بتلفيق القضايا للعائلات ميسورة الحال، بل تابعت خطتها بمرحلة الابتزاز المباشر، وفقًا لرواية أشرف المغاوري أحد الضحايا الذي تحدث لـ"تليجراف مصر" عن تفاصيل مع جرى، موضحًا أنه تلقى هو وأشقاؤه ونجله العديد من الاتصالات الهاتفية من شخص مجهول وصفه بأنه “زعيم العصابة”، وأبلغهم برسالة واضحة: "يا تدفعوا حق الشيكات دي فلوس أو عقارات، يا تتحبسوا".

ولم يتردد المتصل في تهديدهم صراحة بأن أي محامٍ سيتقدم للترافع عنهم "سيتعرض للبطش"، في محاولة لبث الرعب في نفوس الضحايا ومنعهم من اللجوء إلى القضاء.

"ضابط مخابرات" يجمع المعلومات

كما أكد أحد الضحايا في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أنه مع تعاون العائلات وبدء البحث عن مصدر الكارثة، وبحسب المستندات وشهادات الضحايا، فإن صبي زعيم العصابة (مساعده) والمُعرّف في بعض البلاغات بـ"ن.أ"، يتنقل بين قرى الدقهلية منتحلًا صفة "ضابط مخابرات" ويجمع معلومات دقيقة عن العائلات الميسورة، من أسماء أفرادها وبياناتهم الشخصية إلى وضعهم المالي وممتلكاتهم.

وبعد ذلك، تبدأ المرحلة التالية، حيث يتم تزوير توقيعات الضحايا على إيصالات أمانة أو شيكات، واستخدام بياناتهم الشخصية لتحرير محاضر ضدهم في دوائر شرطة بعيدة عن محل إقامتهم، ما يصعّب على الضحايا متابعة الأمر ويضاعف من حيرتهم وخوفهم.

نمط موحد ودليل على التخطيط

وما يؤكد الطابع المنظم للإجرام، هو التكرار الموحد في نمط البلاغات، فالمحاضر كلها تحمل القيمة المالية ذاتها (20 ألف جنيه)، وتتبع الأسلوب الوصفي نفسه، وتُحرر في مراكز شرطية تتوزع على 5 محافظات (القاهرة، الجيزة، الغربية، دمياط، والدقهلية)، في إطار استراتيجية واضحة لتعقيد الأمر على الضحايا وتشتيت الجهات الرقابية.

اقرأ أيضًا:
حكم قضائي ضد المتهمين بإكراه محام على توقيع إيصالات أمانة بكفر الشيخ

10 إيصالات.. ضبط سيدة و5 رجال لاحتجازهم شخصا في الوايلي

search