السبت، 06 ديسمبر 2025

07:01 م

بعد مقطع "سب الغوطة"، من هي لونة الشبل مستشارة الأسد؟

لونة الشبل وبشار الأسد

لونة الشبل وبشار الأسد

مع اقتراب الذكرى الأولى لسقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد، عادت قضية وفاة مستشارته الخاصة لونة الشبل إلى الواجهة بقوة، بعد انتشار مقاطع مصورة جديدة تُظهر حوارات بينها وبين الأسد خلال جولة في الغوطة.

ظهر بشار الأسد في الفيديوهات المسربة وهو يطلق عبارات حادة، بينها شتيمة مباشرة للغوطة قائلًا: "يلعن أبو الغوطة"، عندما كانت الشبل تستعيد مشهدًا سابقًا داخل الغوطة، وفي مقطع آخر، يقر الأسد بأنه لا يشعر بأي شيء عند رؤية صوره المنتشرة في الشوارع، قائلًا: "لا بشوفها بعيني ولا بعقلي"، وذلك ردًا على سؤال لونة الشبل حول إحساسه تجاه الصور المنتشرة له في الشوارع، وفي مقطع أخر  وجّه بشار الأسد ولونا الشبل سخرية لاذعة تجاه الشرطة السورية ووزير الداخلية، قائلًا: "لا أشعر بالخجل فقط بل بالقرف".

طبيعة العلاقة بين الأسد والشبل

وقال الأكاديمي والباحث السياسي، أحمد جاسم الحسين خلال مكالمة هاتفية مع قناة "العربية": إن الأسد يظهر في التسريبات المتداولة وهو يتحدث إلى لونة الشبل بارتياح لافت، مدركًا تمامًا وجود الكاميرا، بل ويبتسم ويضحك خلال الحوار، هذا يعكس طبيعة العلاقة الخاصة التي جمعتهما داخل الدائرة الضيقة للنظام.

ولم تخفِ الشبل، التي عُرفت بدهائها السياسي، أسلوبها الهادئ في التعامل معه، إذ بدت وكأنها تعامله كتعامل الراشد مع طفل مدلل، عبر طرح أسئلة ذكية هدفها امتصاص انفعالاته وتعزيز شعوره بالسيطرة، في محاولة واضحة لكسب رضاه والحفاظ على موقعها داخل السلطة.

لكن مع اشتداد صراع الأجنحة داخل النظام، ووعي الأسد بأن سقوطه بات مسألة وقت، بدأت تُروّج روايات عن مقتل الشبل بأوامر مباشرة منه، فمع تعاظم الصراع على الأموال والنفوذ، خاصة الأموال الطائلة التي جمعها الأسد عبر الفرقة الرابعة وحرسه الخاص، تحولت الشبل إلى جزء من معركة التصفية داخل النظام، في توقيت كان يشهد انهيارًا وشيكًا  لنظام السلطة.

من هي لونة الشبل

ولدت لونة الشبل في السويداء عام 1975، وبدأت مسيرتها في التلفزيون السوري قبل أن تنتقل إلى قناة الجزيرة حتى عام 2010.

لاحقًا أصبحت وجهًا بارزًا في المجال الإعلامي والسياسي للنظام السوري، وشاركت في وفد النظام خلال مؤتمر "جنيف2" عام 2014.

وفي نوفمبر 2020 أصدر بشار الأسد قرارًا بتعيينها مستشارة خاصة في رئاسة الجمهورية، ما عزز موقعها داخل الدائرة الضيقة للنظام، وفقًا لما ذكرته "العربية".

اتهامات قبل وفاتها

في عام 2024، وُجهت اتهامات إلى شقيقها ملهم الشبل، وهو عميد في الجيش السوري، بتسريب معلومات حساسة حول المجموعات الموالية لإيران، ووُضع تحت الإقامة الجبرية، ما عزز الشكوك حول دوافع سياسية وراء الحادث المعلن.

كما ترددت تقارير عن اتهامات لاحقت لونا نفسها بتسريب محاضر اجتماعات سرية بين ضباط سوريين وإيرانيين، هذه الاتهامات تزامنت مع توترات داخل الحلقة المقربة من الأسد، ومع عمليات "إبعاد" تدريجية طالت الشبل قبل أشهر من وفاتها.

حادث يوليو 2024

في يوليو 2024 أعلنت وكالة "سانا" تعرض الشبل لحادث أدى إلى انحراف سيارتها وإصابتها بجروح بالغة، بينها نزيف في الرأس، قبل أن تُنقل إلى العناية المركزة وتتوفى لاحقًا.

ولم تقنع رواية الحادث الكثيرين، خاصة بعد تسريب معلومات حول تعرض السيارة لصدمات متكررة وبطريقة توحي بوجود تعمد لا مجرد حادث عرضي.

الاغتيال ضمن خطة الهروب

قال الباحث السياسي، نضال السبع في لقاء تلفزيوني: "إن الأسد عمد إلى تصفية لونة الشبل ضمن مسار بدأ منذ مطلع العام نفسه، عندما شرع بنقل أموال ضخمة من سوريا إلى روسيا ضمن خطة للهروب والتنحي."

وبحسب السبع، قضى الأسد على عدد من الأشخاص المطلعين على تفاصيل هذه التحويلات المالية، من بينهم محمد براء قاطرجي، الذي لعب سابقًا دورًا في تجارة النفط بين النظام وتنظيم داعش.

ويؤكد السبع أن الشبل كانت من بين المطلعين على أسرار مالية حساسة، ما جعلها هدفًا للتصفية قبل مغادرة الأسد البلاد.

عقوبات أمريكية

كانت لونة الشبل ضمن الشخصيات السورية الخاضعة للعقوبات الأمريكية، وعلى الصعيد الشخصي، تزوجت أولًا من الإعلامي اللبناني سامي كليب، ثم لاحقًا من رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا وعضو مجلس الشعب عمار ساعاتي.
 

اقرأ أيضًا:

"سب الغوطة"، تسريبات مسربة تكشف الوجه "غير الناضج" لبشار الأسد (فيديو)

search