الأربعاء، 10 ديسمبر 2025

09:18 م

"كان زماني كشفت دلوقتي"، الحاجة انتصار باعت كل ما تملك تنفيذًا لوصية زوجها

الحاجة انتصار

الحاجة انتصار

في مشهد إنساني يجسد أسمى معاني التضحية، ضربت الحاجة انتصار، إحدى سيدات قرية ميت موسى التابعة لمركز شبين الكوم بالمنوفية، أروع الأمثلة في العطاء، بعدما تبرعت بكل ما تملك من أجل تنفيذ وصية زوجها الراحل، وتحقيق حلمه في إنشاء مستوصف طبي يخدم أهالي القرية ويخفف عنهم معاناة البحث عن العلاج.

حياة زوجية امتدت 42 عامًا

عاشت الحاجة انتصار مع زوجها الراحل رحلة كفاح طويلة امتدت لـ42 عامًا، لم يرزقهما الله خلالها بأبناء، إلا أن علاقتهما كانت مليئة بالمودة والتراحم. 

وخلال الفترة الأخيرة من حياة الزوج، عانى من المرض وصعوبة الوصول إلى الرعاية الطبية المناسبة، خاصة في ظل بُعد الخدمات الصحية عن القرية .

وصية من قلب الألم

في أحد الأيام، وأثناء معاناته من المرض وصعوبة التنقل بسبب هطول الأمطار، قال الزوج لزوجته “لو كنا بنينا مستشفى أو مستوصف، كان زماني كشفت دلوقتي”،ولم تكن تلك الكلمات مجرد شكوى عابرة، بل تحولت إلى وصية إنسانية استقرت في قلب الحاجة انتصار، وقررت أن تجعلها مشروع حياة وصدقة جارية لها ولزوجها.

قرار شجاع وتحرك فوري

بعد وفاة زوجها منذ نحو عام ونصف، لم تتردد الحاجة انتصار في اتخاذ القرار الأصعب في حياتها، فقررت تنفيذ الوصية مهما كلفها الأمر.

وتواصلت مع مجموعة من صناع الخير وشباب العمل التطوعي بالقرية، وطرحت عليهم فكرة إنشاء مستوصف طبي يكون في متناول جميع الأهالي، خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.

تبرعت بكل ما تملك

لم تكتفي الحاجة انتصار بالفكرة أو الدعم المعنوي، بل قدمت نموذجًا عمليًا نادرًا، حيث تبرعت بمنزلها الخاص ليتم تحويله إلى مستوصف طبي متكامل، كما قامت ببيع قطعة أرض كانت تمتلكها، وتبرعت بكافة أموالها ومدخراتها، بالإضافة إلى ذهبها، من أجل استكمال المشروع، غير آبهة بحجم التحديات أو التكاليف المطلوبة.

شهادة من صناع الخير

وأكد الشباب القائمون على تنفيذ المشروع أن الحاجة انتصار كانت مثالًا في الدعم والإصرار، حيث لم تتراجع لحظة واحدة، وكانت تتابع خطوات التنفيذ أولًا بأول، وتحثهم على الإسراع في العمل، إيمانًا منها بأن هذا المشروع سيكون طوق نجاة لكثير من المرضى، وصدقة جارية تظل في ميزان حسنات زوجها.

وتحولت قصة الحاجة انتصار من مجرد موقف فردي إلى رسالة إنسانية لكل من عرفها أو سمع عنها.

اقرأ أيضًا:

أكرم حسني يتبرع ببدلة “أبو حفيظة” لصالح “راعي مصر”

تابعونا على

search