الجمعة، 12 ديسمبر 2025

07:09 م

الدولار الأمريكي أمام مفترق طرق، ضعف مرتقب في 2026

تراجع الدولار الأمريكي

تراجع الدولار الأمريكي

توقع عدد من البنوك الكبرى في وول ستريت، من بينها دويتشه بنك وجولدمان ساكس، استمرار تراجع الدولار الأمريكي في 2026، مع استمرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة تدريجيا، في ظل استقرار أو تشديد السياسات النقدية في بنوك مركزية أخرى حول العالم، وذلك وفق “بلومبرج”.

واستقر الدولار الأمريكي، خلال الأشهر الستة الماضية بعد موجة انخفاض حادة في النصف الأول من 2025، إذ سجلت العملة أكبر تراجع لها منذ أوائل السبعينيات، في أعقاب اضطرابات الأسواق العالمية نتيجة حرب التجارة التي قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

تراجع الدولار الأمريكي في 2026

ويتوقع الاستراتيجيون، أن يشهد الدولار الأمريكي مزيدا من الضعف في 2026، إذ من المرجح أن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو تيسير السياسة النقدية، بينما تستمر بنوك مركزية أخرى مثل البنك المركزي الأوروبي في إبقاء أسعار الفائدة ثابتة أو رفعها تدريجياً، ما يدفع المستثمرين إلى بيع الديون الأمريكية وتحويل السيولة إلى دول بعوائد أعلى.

ووفق تقديرات "بلومبرج"، قد ينخفض مؤشر الدولار عالميًا، الذي يُتابع على نطاق واسع، بنحو 3% بحلول نهاية 2026.

وأشار ديفيد آدامز، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في مورجان ستانلي، إلى أن السوق ما زال يتيح مجالاً واسعاً لتضمين توقعات بخفض إضافي للفائدة الأمريكية، ما يمهد الطريق لمزيد من ضعف الدولار، مضيفاً أن التراجع المتوقع سيكون أقل شمولاً مقارنة بانخفاض العملة الأمريكية هذا العام، الذي أدى إلى هبوط مؤشر بلومبرج للدولار الفوري بنحو 8% في أكبر انخفاض سنوي منذ 2017.

خفض الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة 

وتتزامن هذه التوقعات مع تقديرات بخفض الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة مرتين في العام المقبل، بمقدار ربع نقطة لكل خفض، وسط احتمالية أن يتعرض رئيس الاحتياطي الفيدرالي الجديد لضغوط من البيت الأبيض لتعزيز التيسير النقدي.

ومن المتوقع أن يحافظ البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة الحالية، بينما يبدأ بنك اليابان في رفعها تدريجياً، ما يعكس تبايناً في السياسات النقدية يصب في صالح العملات الأجنبية الأخرى مقابل الدولار الأمريكي، بحسب لويس أوجانيس، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي العالمية في جيه بي مورجان بلندن.

تراجع الدولار الأمريكي

ويؤثر ضعف الدولار الأمريكي على الاقتصاد المحلي من خلال رفع تكلفة الواردات وزيادة أرباح الشركات الأمريكية من الخارج، ما يعزز الصادرات ويستفيد منه التجار الذين انتقدوا عجز الميزان التجاري الأمريكي. 

ويفتح الطريق أمام موجات صعود جديدة في الأسواق الناشئة، مع تحوّل المستثمرين نحو الاستفادة من أسعار الفائدة المرتفعة.

صفقات تجارة الفائدة 

ولعبت صفقات تجارة الفائدة في الأسواق الناشئة دورا بارزا، حيث استثمر المتعاملون في دول منخفضة الفائدة لاستغلال عوائد أعلى في العملات الأخرى، محققين أكبر أرباح منذ عام 2009، وفقاً لتقارير جيه بي مورجان وبنك أوف أمريكا، مع التركيز على عملات مثل الريال البرازيلي والوون الكوري الجنوبي واليوان الصيني.

ويراهن بعض المحللين على صعود الدولار الأمريكي مقابل عملات محددة، مستندين إلى قوة الاقتصاد الأمريكي المدعوم بطفرة الذكاء الاصطناعي، وهو ما قد يجذب تدفقات استثمارية جديدة ويعيد بعض الزخم للعملة الأمريكية في 2026، بحسب توقعات سيتي جروب وستاندرد تشارترد.

وفي مذكرة سنوية، وصف جورج سارافيلوس من دويتشه بنك الدولار الأمريكي بأنه أغلى من قيمته العادلة، مع توقع انخفاضه مقابل العملات الرئيسية الأخرى العام المقبل مع تعافي النمو وارتفاع عوائد الأسهم في بقية الأسواق العالمية، مؤكداً أن دورة صعود الدولار الطويلة في العقد الحالي قد تكون قد انتهت.

اقرأ أيضًا:

تسبب في خسارة 40 مليار دولار، حبس ملك العملات المشفرة 15 عاما

45 جنيهًا للجرام، قفزة في أسعار الذهب بمصر خلال صباح الجمعة

لاري أليسون يخسر 25 مليار دولار من ثروته بعد انهيار سهم أوراكل

search