السبت، 13 ديسمبر 2025

03:30 م

لنقص التمويل، خفض يصل إلى 70% في حصص الغذاء للمجاعات بالسودان

انتشار المجاعة في السودان

انتشار المجاعة في السودان

يواجه ملايين السودانيين الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية بالغة القسوة في ظل الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، احتمال تقليص المساعدات الغذائية خلال الفترة المقبلة، في ظل عجز مالي يهدد قدرة برنامج الأغذية العالمي على الاستمرار في تقديم الدعم بالحجم المطلوب، وفق تحذيرات أطلقها مسؤولون في البرنامج.

تقليص الحصص اعتبارًا من يناير

أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الجمعة، أنه سيبدأ اعتبارًا من الشهر المقبل، خفض حصص الغذاء المقدمة للمجتمعات التي تواجه المجاعة في السودان، بسبب نقص التمويل.

وأوضح مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في البرنامج روس سميث، خلال إحاطة للصحفيين من جنيف عبر اتصال بالفيديو من روما، أن البرنامج سيضطر بدءًا من يناير إلى تقليص الحصص الغذائية بنسبة 70% للمجتمعات التي تواجه المجاعة، وبنسبة 50% للمجتمعات المعرّضة لخطر المجاعة، وفقًا لقناة "روسيا اليوم".

انتشار المجاعة في السودان

تحذير من مرحلة حرجة في أبريل

وأشار سميث إلى أن الوضع المالي للبرنامج يتجه نحو مزيد من التدهور، قائلاً: "بحلول أبريل المقبل، سنصل إلى مرحلة حرجة للغاية فيما يتعلق بالتمويل"، ما يضع استمرارية العمليات الإنسانية في السودان أمام تحديات غير مسبوقة.

أوضاع إنسانية قاسية للنازحين

ووصف سميث الظروف التي تعيشها العائلات المتضررة بأنها بالغة الصعوبة، موضحًا أن "عائلات تعاني من المجاعة منذ أشهر، وواجهت فظائع جماعية، وتعيش الآن في أماكن مكتظة، ولا تتلقى سوى دعم محدود للغاية".

وأضاف أن هذه المجتمعات تعاني من نقص حاد في الخدمات الصحية، في وقت يقيم فيه النازحون داخل ملاجئ هشة مصنوعة من القش، ما يزيد من هشاشة أوضاعهم المعيشية.

وتواجه مناطق عدة في إقليم دارفور المجاعة وسوء التغذية، وسط توقعات بتفاقم الأزمة الغذائية اعتبارًا من فبراير 2026، مع نفاد المخزونات الغذائية واستمرار القتال.

وتتفاقم هذه التحديات، بحسب البرنامج، بسبب الفجوة الواسعة بين حجم الاحتياجات الإنسانية المتزايدة والموارد المتاحة لتلبيتها.

أرقام مقلقة لانعدام الأمن الغذائي

ووفقًا لأحدث تصنيف مرحلي متكامل للأمن الغذائي، فإن 21.2 مليون شخص في السودان، أي ما يعادل 45% من إجمالي السكان، يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بحسب بيانات برنامج الأغذية العالمي.

وتعود جذور هذه الأزمة إلى الحرب التي اندلعت عام 2023 بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

نزوح واسع من الفاشر إلى طويلة

وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 100 ألف شخص فروا من مدينة الفاشر منذ سيطرة الدعم السريع عليها أواخر أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أن نحو 15 ألفًا منهم وصلوا إلى بلدة طويلة المجاورة، التي تخضع لسيطرة قوات محايدة.

وبحسب الأمم المتحدة، يقيم حاليًا نحو 650 ألف شخص في بلدة طويلة، بعد أن لجأ إليها مئات الآلاف من مخيم زمزم في أبريل الماضي، خلال جولات سابقة من القتال.
 اقرأ أيضًا:

"الأرقام صادمة"، الولادة في السودان خطر يهدد حياة الأمهات والمواليد

search