الإثنين، 15 ديسمبر 2025

02:51 م

محادثات برلين تستمر وسط خلافات حادة حول دونباس والضمانات الأمنية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

تتجه الأنظار اليوم الاثنين، إلى العاصمة الألمانية برلين التي تستضيف جولة ثانية من المباحثات المكثفة بين وفود الولايات المتحدة وأوكرانيا وعدد من الحلفاء الأوروبيين، في مسعى لتقريب وجهات النظر بشأن إنهاء الحرب المستمرة بين كييف وموسكو.

ويقود الوفد الأمريكي، المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، بمشاركة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث وصف ويتكوف المناقشات التي عُقدت يوم الأحد بأنها إيجابية، في إشارة إلى إحراز تقدم أولي في بعض الملفات.

في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده أبدت استعدادها للتخلي عن طموحها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مقابل الحصول على ضمانات أمنية من الولايات المتحدة، على أن يقرها الكونجرس الأمريكي، إلى جانب ضمانات مماثلة من الدول الأوروبية.

نقاط الخلاف الأساسية لا تزال قائمة

ورغم هذا الانفتاح الأوكراني، لا تزال عدة ملفات شائكة عالقة، أبرزها رفض كييف الطلب الأمريكي بسحب قواتها من أجزاء من إقليم دونباس شرقي البلاد، والتي لا تزال خاضعة لسيطرة الجيش الأوكراني.

كما طالب مسؤولون أوروبيون وأوكرانيون، بتوضيح الموقف الأمريكي بشأن الخطوات التي ستتخذها واشنطن في حال أقدمت روسيا على خرق أي اتفاق سلام محتمل وشنّت هجومًا جديدًا على أوكرانيا.

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن مسألتي التنازل عن الأراضي والضمانات الأمنية تشكلان محور النقاشات الأساسية في محادثات اليوم.

مفاوضات صعبة

ونقل عن شخص مطلع على تفاصيل جلسات الأحد قوله، إن المباحثات كانت صعبة، مشيرًا إلى أن الجانب الأمريكي بدا غير مستعد للتراجع عن مسودة مقترحه للسلام، التي تتألف من 20 بندًا، من بينها بند يدعو إلى تنازل أوكرانيا عن إقليم دونباس.

ورغم التوصل إلى توافق بشأن بعض القضايا، مثل تحديد قوام القوات المسلحة الأوكرانية في زمن السلم عند نحو 800 ألف جندي، رفضت كييف القبول بالمطلب الأمريكي المتعلق بالتخلي عن أجزاء من منطقة دونيتسك التي ما زالت تحت سيطرتها.

وأكد الرئيس الأوكراني في أكثر من مناسبة، أن مسألة التنازل عن الأراضي تمثل قضية شديدة الحساسية ومثيرة للجدل، موضحًا أن الدستور الأوكراني لا يجيز للرئيس اتخاذ قرار كهذا بشكل منفرد، وأن أي تغيير في الحدود يجب أن يُحسم عبر استفتاء شعبي.

خطط أوروبية تنتظر قرار واشنطن

وضعت بريطانيا وفرنسا وعدد من العواصم الأوروبية الأخرى تصورات تفصيلية للدعم الذي يمكن تقديمه إلى أوكرانيا، بما في ذلك بحث إمكانية نشر قوة طمأنة داخل البلاد، وجرى عرض هذه الخطط على مسؤولين عسكريين أمريكيين.

إلا أن الولايات المتحدة لم تحسم بعد قرارها السياسي بشأن طبيعة وحجم المساعدة التي قد تقدمها، بحسب ما أفادت به مصادر أوكرانية وأوروبية.

تشدد الموقف الروسي

على الجانب الآخر، لم يطرأ تغيير على موقف موسكو، فقد أعلن مستشار السياسة الخارجية في الكرملين، يوري أوشاكوف، أن روسيا ستعارض بشدة أي خطة سلام تتضمن المقترحات التي قدمتها كييف وبروكسل.

وشدد أوشاكوف على أن أوكرانيا لن تتمكن أبدًا من استعادة شبه جزيرة القرم أو الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي، كما رجح أن تعترض موسكو على أي بنود تنص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إقليم دونيتسك.

وأشار إلى أن روسيا، كما كرر مسؤولون روس آخرون، لا تزال متمسكة بسيطرتها على إقليم دونباس في شرق أوكرانيا.

اقرأ أيضًا:

خبراء أمن أمريكيون: تخلي أوكرانيا عن هدف الناتو لن يغير محادثات السلام

search