الأربعاء، 17 ديسمبر 2025

07:40 م

رسالة اعتراف و"شنطة زرقاء"، مدرس ينهي حياة زوجته وأولاده ويلقي نفسه تحت عجلات قطار

شريط سكة حديد - أرشيفة

شريط سكة حديد - أرشيفة

عاش سكان حي أبوقير في الإسكندرية ليلة مرعبة، بعد أن أقدم معلم على جريمة مروعة هزت المدينة، حيث قتل زوجته وأولاده الثلاثة قبل أن ينهي حياته تحت عجلات قطار، تاركًا خلفه رسالة اعتراف و"شنطة زرقاء" كشفت فصول مأساة إنسانية معقدة.

معلم يقتل أسرته ثم ينتحر بالإسكندرية

المتهم حسن زغلول (51 عامًا)، مدرس التربية الرياضية، الذي ترك رسالتين قبل أن يتخلص من نفسه؛ الأولى يعترف فيها بقتل زوجته وأولاده، والثانية يوجّه فيها رجال الأمن إلى "شنطة زرقاء" خبأها فوق دولاب منزله، مؤكدًا أنها تحتوي على كل ما عاشه ومر به، والأسباب التي دفعته لارتكاب جريمته.

خطوبة تنتهي بالرصاص

كشفت محتويات الأشرطة المسجلة داخل الشنطة أن جذور المأساة تعود إلى سنوات مضت، حيث تربى حسن وعاش في الإسكندرية، ووقع في حب فتاة وتقدّم لخطبتها، ولكن بعد الخطوبة دخل الثنائي في دوامة من المشاكل بسبب غيرته المرضية وشكه الدائم، مما دفع خطيبته لطلب فسخ الخطوبة بهدوء.

إلا أن حسن رأى في طلبها إهانة لكرامته واتهمها بأنها على علاقة بآخر، وقرر الانتقام، فدعاها لمقابلته للمرة "الأخيرة" في محطة الرمل، وهناك أطلق عليها الرصاص، وحُكم عليه بالسجن 7 سنوات مع إيداعه مستشفى الأمراض العقلية، بعد أن أثبتت التقارير الطبية أنه لم يكن في كامل وعيه وقت الجريمة.

حياة جديدة.. ثم انهيار

خلال فترة احتجازه، لاحظ الأطباء تحسن حالته، وأُفرج عنه، وفي مفارقة غريبة، تزوج حسن بعد خروجه مباشرة من الممرضة التي كانت تشرف على علاجه داخل المستشفى، وهي سيدة تدعى "خضرة"، التي كانت على دراية كاملة بتاريخه، وأقنعها حسن بأنه دافع عن شرفه في الجريمة السابقة، وبدأ حياة جديدة معها، وأنجبا ثلاثة أطفال: أمل، وشيماء، ومحمود.

عاد حسن للتدريس وحاول تدبير أمور المعيشة، حتى سافر للعراق لفترة لجمع المال، لكن الأموال أنفقت على مصاريف البيت وتعليم الأولاد في مدارس خاصة، وفي عام 2006، قرر ترك التدريس والتحول للعمل عازف أورغ في إحدى الفرق، لكنه عانى من قلة العمل والدخل، وتزايدت عليه الأعباء مع كبر أولاده.

القرار المأساوي

تحت وطأة الضغوط المالية والخلافات الأسرية، التي كانت زوجته "خضرة" تتحمل جزءًا كبيرًا منها بصبر، وصل حسن إلى حافة الانهيار، وكشفت التسجيلات أنه فكر أولًا في إنهاء حياته، وذهب إلى سطح المبنى، لكن خطر له: "بدل ما أموت لوحدي، لا، ده هأموت أنا ومراتي وولادي.. كده أريحهم".

وبمنطق أناني مروع، قرر إنهاء حياة أسرته كلها، خاصة أن أحلام أولاده كانت تتزايد (أمل طالبة إعلام، وشيماء تحلم بأن تصبح طبيبة)، وأحضر شنطته الزرقاء، ووضع فيها صور أبنائه وذكرياتهم، وبدأ بتسجيل أشرطة "كاست" يروي فيها تفاصيل حياته كلها، من أزمة خطوبته الأولى إلى معاناته الأخيرة، وكتب رسالته النهائية.

ليلة الجريمة

في الليلة الحاسمة، بينما كان البيت غارقًا في النوم، دخل حسن على أولاده الثلاثة الواحد تلو الآخر وطعنهم حتى الموت، ثم انتقل إلى غرفة زوجته وكرر الجريمة، وبعد أن أتم جريمته الشنيعة، خرج إلى الصالة وشغل التلفزيون والراديو على إذاعة القرآن الكريم، وأغلق جميع نوافذ الشقة.

ثم نزل ليحتسي كأسًا من الشاي في مقهى قريب، كما ذكر شهود العيان، قبل أن يستقل التاكسي إلى محطة سيدي بشر، ويسير على قدميه باتجاه مسار قطار أبوقير.

النهاية تحت العجلات والرسالة في اليد

وقف حسن بثبات أمام القطار القادم، رغم صيحات التحذير من الموجودين، دهسه القطار ولقى مصرعه على الفور، وعندما هرع الناس إليه، وجدوا في يده رسالة مكتوبة تقول: "أنا حسن زغلول، مدرس رياضيات، قتلت زوجتي وأولادي الثلاثة أمل وشيماء ومحمود، وهتلاقوهم بعد شوية. روحوا بيتي هتلاقوا الجثث".

تحركت الشرطة فورًا إلى العنوان المذكور لتتفاجأ بمشهد مروع: جثث الزوجة والأطفال مبعثرة في غرف المنزل، وبالتفتيش عثروا على "الشنطة الزرقاء" فوق الدولاب، التي حوت القصة كاملة مسجلة بصوته، لتكون هي المحقق الرئيسي لفصول المأساة.

اقرأ أيضًا:

"واحد اتنين تلاتة".. محمد رمضان يطرح أغنية جديدة بعد إحالته للتحقيق

محاكمة محمد رمضان بسبب "رقم واحد يا أنصاص" 6 نوفمبر

search