الأربعاء، 17 ديسمبر 2025

06:11 م

أفراد أمن وعمال، خبير أمني: خلل جوهري وراء الاعتداء على الأطفال بالمدارس

مدرسة - ارشيفية

مدرسة - ارشيفية

شهدت الآونة الأخيرة الكشف عن تعرض بعض الأطفال لاعتداءات جسدية، داخل مؤسسات تعليمية أو تدريبية، الأمر الذي تسبب في حالة استنفار داخل الأسر المصرية ووسائل الإعلام ومنصات التواصل للتوعية من مخاطر هذه الحالات وكيفية التعامل معها.

وقبل أيام تم القبض على فرد أمن بمدرسة خاصة بالقاهرة، بعد أن بلاغات من أولياء أمور خمسة أطفال في مرحلة “كي جي 2”ضده، وفي المنصورة، تورط مدرب في أكاديمية كرة قدم خاصة بالاعتداء على الأطفال وتصويرهم بالفيديو وبيع هذه المقاطع على "الدارك ويب" 
أما في الإسكندرية، فقد وصلت قضية اعتداء جنايني بمدرسة خاصة على أربعة أطفال إلى المحكمة الجنائية، وتم إحالة أوراق المتهم إلى المفتي تمهيدًا للنظر في الحكم عليه بالإعدام، فيما لا تزال قضية مدرسة "سيدز" الدولية بالقاهرة، قيد التحقيق وسط مؤشرات على تورط عناصر أخرى.

خلل في منظومة الحماية

في حوار خاص مع "تليجراف مصر"، حذر اللواء أشرف عبدالعزيز، الخبير الأمني والاستراتيجي، من استمرار النظرة الجزئية لهذه الجرائم، مؤكدًا أن "تكرار الوقائع داخل المؤسسات التعليمية ليس صدفة، ولكنه مؤشر قوي على خلل جوهري في منظومة الحماية والرقابة داخل هذه الأماكن".

وأضاف عبدالعزيز: "التعامل مع كل واقعة على أنها حادثة فردية يمثل خطأً استراتيجيًا، نحن أمام قضية أمن مجتمعي بالأساس، المدرسة التي تفشل في حماية طفلها تفشل في رسالتها كاملة، وتتحول من حصن أمان إلى نقطة اختراق خطيرة للاستقرار النفسي والاجتماعي".

وشدد الخبير الأمني على أن “الردع الحقيقي لا يكمن فقط في معاقبة الجناة، بل يمتد إلى محاسبة كل من قصّر في واجب الرقابة، أو تغاضى عن علامات الخطر، أو حاول التستر لحماية السمعة المؤسسية على حساب سلامة الأطفال، مشيرًا إلى أن التهاون مع جرائم الاعتداء على الأطفال داخل المدارس “كارثة” ”. 

تحليل الظاهرة ولماذا المدرسة؟ 

وتابع: يشير التحليل الأمني إلى عدة عوامل تجعل بعض المؤسسات التعليمية بيئة محتملة للجريمة مثل؛ "الثقة العمياء في المتهمين وتسليم الأسرة الطفل للمؤسسة وكلها ثقة بأنها ستوفر له الحماية، وخوف الطفل من التهديد، وخوف الأسرة من "الفضيحة" أو التعقيدات، وتخوف المدرسة من تضرر سمعتها، مما يخلق حلقة مفرغة من الصمت تغذي الجريمة".

غياب آليات الحوكمة الرقابية

واختتم بالقول كل ذلك بالإضافة إلى:"وجود لوائح وهمية، أو كاميرات مراقبة لا يتم مراجعتها، وعدم وجود آليات واضحة للإبلاغ داخل المؤسسة وإهمال الفحص والتقييم والاعتماد على الشهادات فقط في تعيين العاملين مع الأطفال، وعدم إخضاعهم لفحوصات نفسية وسلوكية دورية ".

اقرأ أيضًا:

كيف يمكن للأهل مساعدة أطفالهم على التعافي من صدمات الاعتداء؟ (خاص)

search