السبت، 20 ديسمبر 2025

11:31 م

خلافًا للتوقعات، النفط والغاز يسيطران على سوق الطاقة حتى 2050

الطلب العالمي على الوقود الأحفوري

الطلب العالمي على الوقود الأحفوري

أكدت الوكالة الدولية للطاقة أن الطلب العالمي على الوقود الأحفوري سيستمر في الارتفاع خلال العقود المقبلة، رغم السنوات الطويلة من الرهان على الانتقال السريع نحو الطاقة النظيفة. 

وأوضحت الوكالة أن الطلب على النفط والغاز لن يصل إلى ذروته قبل عام 2050، خلافًا للتقديرات السابقة التي كانت ترجح بلوغ الذروة في وقت أقرب، ما يعكس استمرار الاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري في مختلف القطاعات الاقتصادية، خصوصًا في النقل والصناعة والبتروكيماويات، لا سيما في الاقتصادات الناشئة التي تشهد نموًا سكانيًا وصناعيًا متسارعًا.

ارتفاع الطلب على النفط

وتوقعت الوكالة أن يرتفع الطلب العالمي على النفط إلى نحو 113 مليون برميل يوميًا بحلول منتصف القرن الحالي، بزيادة تقارب 13% مقارنة بمستويات عام 2024. 

وأشارت إلى أن الغاز الطبيعي سيشهد بدوره توسعًا ملحوظًا في الطلب، مدفوعًا بدوره كمصدر انتقالي للطاقة في عدد من الدول، مع توقع تضاعف المعروض العالمي من الغاز الطبيعي المسال ليصل إلى نحو تريليون متر مكعب سنويًا مقارنة بنحو 560 مليار متر مكعب حاليًا، في ظل استثمارات ضخمة ومشاريع بنية تحتية جديدة قيد التطوير حول العالم.

أسباب زيادة الطلب على النفط

وعزت الوكالة هذه الزيادة المتوقعة إلى النمو السكاني، وتوسع النشاط الصناعي، وزيادة مستويات التحضر في العديد من المناطق، إلى جانب التأثير المتنامي لثورة الذكاء الاصطناعي التي تتطلب كميات كبيرة من الكهرباء لتشغيل مراكز البيانات وشبكات الحوسبة المتقدمة. 

الطلب على الغاز والنفط عالميًا

وذكرت الوكالة أن الإنفاق السنوي العالمي على توليد الكهرباء المخصصة لتشغيل مراكز البيانات سيصل إلى نحو 540 مليار دولار، ما يشكل ضغطًا إضافيًا على منظومات الطاقة ويعزز الحاجة إلى مصادر إمداد مستقرة وقادرة على تلبية الطلب المتزايد.

كيف يؤثر الطلب على البيئة ؟

وفي الوقت نفسه، حذرت الوكالة الدولية للطاقة من التبعات البيئية الخطيرة لهذه الزيادة، مشيرة إلى أن استمرار الاعتماد المتزايد على الوقود الأحفوري سيجعل من الصعب تحقيق أهداف الحد من الاحترار العالمي، مع احتمال تجاوز العالم عتبة 1.5 درجة مئوية، في ظل محدودية فرص التراجع دون الاعتماد الواسع على تقنيات امتصاص الكربون من الغلاف الجوي.

وأكدت الوكالة أن النفط والغاز لن يخرجا من المشهد العالمي في المستقبل القريب، بل سيستمران في صدارة مزيج الطاقة العالمي حتى منتصف القرن على الأقل، وهو ما يعكس اتساع الفجوة بين الطموحات المناخية والواقع الاقتصادي للطاقة.

أقرأ أيضًا:-

النفط يحمي موسكو، الاقتصاد الروسي يصمد أمام الحرب والعقوبات

آبار وحقول، كم بلغ عدد "كنوز" مصر المكتشفة خلال عام 2025؟

أسعار النفط تتجه لتسجيل انخفاض للأسبوع الثاني على التوالي

search