على رأسها العم زكريا.. "مائدة المحبة" تجمع المصريين "مسلمين ومسيحيين"

نصوم معًا ونفطر معًا.. هذا هو لسان حال جموع المصريين مسلميها ومسيحيها، إذ يتزامن شهر رمضان المبارك، مع الصوم الكبير.

الوحدة الوطنية

على مدار 10 سنوات، أعطت منطقة المطرية لا سيما "عزبة حمادة"، درسًا في الوحدة الوطنية، إذ يجتمع على مائدة الإفطار الرمضانية من كل عام، أهالي المنطقة كافة، فلا فرق بين مسلم أو مسيحي، فقط هنا "كلنا مصريين".

الصليب والمصحف

العم زكريا رمزي، الرجل الستيني الذي يحمل الصليب بيد، والمصحف باليد الأخرى، اعتاد أن يضع الفانوس بجانب الصليب في الشرفة المطلة على الشارع، والتقطت له صورة في الشهر نفسه من العام الماضي، تصدرت الترند وأصبحت حديث العالم حينذاك، يقترح أن يطلق اسم “مائدة المحبة” على الإفطار الجماعي الذي تشهده منطقة عزبة حمادة، التي يقطن وأسرته فيها.

شهر الخير

العم زكريا هو واحد من أقدم سكان المنطقة، يقول لـ “تليجراف مصر”: أنتظر شهر رمضان الكريم بشغف كبير، "رمضان شهر البركة والخير"، لافتًا إلى أن الأجواء الروحانية تدفئ قلوب الجميع، ولا تصطفي ديانة عن أخرى.

قلب المطبخ

يضيف زكريا: أنه شارك في الإفطار الجماعي منذ عامين، إذ يسكن " في قلب المطبخ"، على حد وصفه، لافتًا إلى أن تحضيرات هذا اليوم يتم التنسيق لها من قبلها على الأقل بـ 5 أيام كاملة.

عائلة كبيرة

وعن ذكريات الإفطار الجماعي الذي بدأ منذ نحو 10 سنوات، أكد العم زكريا أن بداية القصة ترجع إلى وجود عائلة كبيرة بعزبة حمادة تضم 6 أسر بأطفالهم، أقاموا المائدة في الشارع، ومن ثم تحول الموضوع تدريجيا إلى مشاركة أسر أخرى، إلى أن وصل المشهد إلى ما هو عليه الآن.

قيم المواطنة

مأدبة الإفطار التي جمعت العشرات من أهالي المنطقة، تعكس قيم المواطنة والتسامح والتعايش بين مختلف الديانات والثقافات، هكذا وصف العم زكريا الحالة الجميلة التي تجمع المصريين.

أدوار محددة

وتابع: "كل منّا له دور في الإفطار.. الرجال يشرفون على الشباب الذين هم معنيون بشراء المتطلبات اللازمة للإفطار الجماعي، سيدات المنطقة يساهمون بتجهيز العصائر والحلوى كل حسب مقدرته، أما الأطفال فينتظرون اليوم بشغف ولهفة كبيرة للمشاركة في الاحتفالية الرمضانية التي حظيت بصدى واسع ووصلت للعالمية".

ناس بسيطة

أهالي المنطقة "ناس بسيطة"، يعبرون عما بداخلهم بطريقة عفوية، مقترحًا أن يسمى هذا الإفطار بـ "مائدة المحبة".

نعمل بكل حب

وأشاد العم زكريا بالدور الذي يقوم به الشيف أحمد أكرم، الذي يشارك بالمعدات والطبخ دون تقاضي أي مبلغ مقابل ما يقدمه من خدمات لعشرات الآلاف من الناس، مشيرًا إلى أنه يواصل الليل بالنهار مدة لا تقل عن ثلاثة أيام متواصلة حتى يتم إخراج اليوم بشكل يليق بأهالي المنطقة.

خارج الصندوق

أفكار جديدة خارج الصندوق تبدع فيها منطقة المطرية كل عام لاستقبال شهر رمضان الكريم، حيث حولت شوارعها إلى لوحات فنية تحاكي ذكريات الشهر الفضيل.

بوجي وطمطم وبكار وفؤاد المهندس وشيريهان، ما إن ترى هذه الشخصيات إلا وتجد ذاكرتك تسترجع تلقائيًا ذكريات شهر رمضان الكريم لا سيما في مرحلة الطفولة، لذا حولت المطرية شوارعها للوحة فنية تضم تلك الشخصيات وأكثر.

لوحات فنية

تحولت البنايات إلى لوحات فنية تحاكي ذكريات الشهر الفضيل، والزينة تزيد الشوارع جمالًا، والفوانيس عنصر أساسي في كل "بلكونة"، لدى الجميع بلا استثناء.. مسلم كان أو مسيحي.