ارتفاع سعر الفضة في مصر 22% خلال أسبوع، قفزة قوية

سجلت أسعار الفضة في مصر والسوق العالمية ارتفاعات قوية وغير مسبوقة في خلال الأسبوع الماضي، مدفوعة بتراجع المخزونات العالمية، واستمرار الضغوط على جانب المعروض، إلى جانب تنامي الطلب الاستثماري والصناعي على المعدن الأبيض، في واحدة من أقوى موجات الصعود التي يشهدها سوق الفضة منذ سنوات.

وأوضح تقرير صادر عن مركز “الملاذ الآمن”، أن الفضة أصبحت في صدارة المشهد داخل أسواق المعادن النفيسة، مع تصاعد اهتمام المستثمرين بها باعتبارها أداة تحوط وادخار، فضلًا عن دورها المتزايد في الصناعات التكنولوجية والطاقة النظيفة.

أسعار الفضة في مصر

أما أسعار الفضة في مصر، فقد سجلت ارتفاعات ملحوظة، حيث صعدت بنحو 22% خلال أسبوع واحد، بزيادة نحو 19 جنيهًا للجرام، ما يعكس حالة من الزخم القوي داخل السوق المصري.

وصعد سعر جرام الفضة عيار 800 من مستوى 86 جنيهًا إلى نحو 105 جنيهات، فيما سجل جرام الفضة عيار 925 قرابة 121 جنيهًا، بينما بلغ عيار 999 نحو 131 جنيهًا، في حين استقر سعر جنيه الفضة عند مستوى 968 جنيهًا.

وأشار مركز "الملاذ الآمن"، إلى أن السوق المحلية تشهد نشاطًا غير مسبوق، مدفوعًا بارتفاع الطلب من الأفراد، بالتزامن مع نقص المعروض واحتكار بعض الموردين للخامات، ما أدى إلى اتساع الفجوة بين السعر المحلي والعالمي إلى نحو 10 جنيهات للجرام، وبنسبة تقارب 8%.

وأوضح التقرير، أن سعر جرام الفضة عيار 999 يتداول محليًا عند مستويات تفوق السعر العادل عالميًا، الذي لا يتجاوز 121 جنيهًا، مرجعًا هذا الفارق السعري إلى تقليص المعروض وسعي بعض التجار لتحقيق هوامش ربح إضافية في ظل موجة الصعود الحالية.

الفضة ملاذ ادخاري بديل 

وأكد التقرير، أن الفضة تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى ملاذ ادخاري بديل لشريحة واسعة من المواطنين، في ظل الارتفاعات القياسية التي سجلها الذهب في السوق المحلية.

وأشار إلى أن سعر جرام الذهب عيار 21 تجاوز مستوى 6060 جنيهًا، بينما اقترب سعر جرام الذهب عيار 24 من 7000 جنيه دون احتساب المصنعية، ما دفع العديد من المستثمرين الأفراد وأصحاب المدخرات الصغيرة إلى الاتجاه نحو الفضة باعتبارها خيارًا أقل تكلفة وأكثر جاذبية في فترات التقلبات السعرية وارتفاع معدلات المخاطر.

أسعار الفضة عالميا

وعالميًا، واصلت أسعار الفضة تسجيل مكاسب قوية، حيث ارتفعت الأوقية بنحو 17.27 دولار خلال أسبوع واحد، بعدما افتتحت تعاملات الأسبوع عند مستوى 62 دولارًا، وأغلقت عند 79.27 دولار للأوقية، مسجلة أعلى مستوياتها التاريخية على الإطلاق.

وأوضح تقرير "الملاذ الآمن" أن الفضة حققت مكاسب تجاوزت 173% منذ بداية عام 2025، متفوقة بفارق كبير على الذهب، الذي سجل ارتفاعًا بنحو 65% خلال العام نفسه، في أحد أقوى أعوامه منذ عام 1979، وسط صعود جماعي للمعادن النفيسة.

ما أسباب ارتفاع سعر الفضة؟

وأشار التقرير إلى أن الأداء القوي للفضة جاء مدعومًا بعدة عوامل رئيسية، أبرزها تزايد توقعات الأسواق بخفض أسعار الفائدة الأمريكية مرتين خلال عام 2026، ما عزز جاذبية الأصول غير المدرة للعائد، وعلى رأسها المعادن النفيسة.

كما ساهم تراجع الدولار الأمريكي، إلى جانب ضغوط السيولة بنهاية العام، في زيادة الإقبال على الفضة باعتبارها أداة تحوط مالي ومكونًا صناعيًا أساسيًا في الوقت ذاته.

ورجح محللون أن تتجه أسعار الفضة إلى مستوى 75 دولارًا للأوقية أو أعلى خلال الفترة المقبلة، مع احتمالات قوية بتجاوز حاجز 100 دولار للأوقية خلال العام المقبل، مدعومة بالنمو المتسارع في قطاعات الطاقة المتجددة، والسيارات الكهربائية، ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.

وشهدت أسعار الفضة في 2025 تقلبات حادة، حيث بدأت بمحاولات تعافٍ محدودة خلال الربع الأول، قبل أن تتأثر مؤقتًا بإعلانات الرسوم الجمركية في أبريل، لكن استعادة السوق زخمها بسرعة، لتدخل الفضة موجة صعود قوية اعتبارًا من شهر سبتمبر، وتنجح في كسر مستويات تاريخية متتالية خلال الربع الأخير من العام.

وبحلول شهر ديسمبر، تجاوزت أسعار الفضة حاجز 60 دولارًا للأوقية، ثم اخترقت مستوى 70 دولارًا في وقت قياسي، لتغلق العام قرب مستويات غير مسبوقة، مدعومة بمزيج من العوامل النقدية والهيكلية.

حجم المعروض من الفضة

وعلى جانب العرض، أكد التقرير أن سوق الفضة لا تزال تعاني من ضغوط قوية نتيجة اضطرابات التعدين وتراجع المخزونات العالمية، ما يدفع السوق نحو عجز متزايد في المعروض.

وتشير تقديرات المكتب العالمي لإحصاءات المعادن، إلى أن عام 2025 سيكون العام الخامس على التوالي الذي يشهد نقصًا في معروض الفضة، مع تراجع الإنتاج العالمي بنحو 3% سنويًا، نتيجة انخفاض تركيز الخامات وقلة المشروعات التعدينية الجديدة.

كما توقع معهد الفضة العالمي نمو المعروض بنسبة لا تتجاوز 2%، وهو ما يبقي العجز عند مستويات تقترب من 20%، ويدعم استمرار صعود الأسعار خلال عام 2026.

توقعات سعر الفضة 2026

ورغم تصاعد حالة الحذر لدى بعض البنوك والمؤسسات المالية الكبرى مع اقتراب الأسعار من مستوى 80 دولارًا للأوقية، يرى غالبية خبراء الصناعة والمتداولين الأفراد أن الفضة مقبلة على عام استثنائي جديد خلال 2026.

وأكد التقرير أن استمرار العجز في الأسواق العالمية، وقوة الطلب الصناعي، وتزايد استخدام المعادن النفيسة كأدوات تحوط طويلة الأجل، كلها عوامل تعزز التوقعات الإيجابية للفضة في بيئة عالمية تتسم بارتفاع المخاطر وعدم اليقين الاقتصادي.

أقرأ أيضا:

أسعار الفضة في مصر، ما سر القانون الأمريكي في صعود "الأبيض"؟