السودان.. "معاناة منسية" وسط أزمات الشرق الأوسط

يواجه السودان أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن البلاد قد تشهد واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث.

ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي، يلوح في الأفق شبح المجاعة بعد عام من الصراعات المسلحة، ما يعرض السكان لخطر الجوع والنزوح.

إهمال دولي

وخلال جلسة مجلس الأمن، التي ناقشت تطور مجريات الحرب في السوادان، أعربت "إيديم وسورنو"، نيابة عن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “مارتن جريفيث”، عن قلقها العميق إزاء الوضع في الخرطوم، مشيرة إلى أن البلاد تشهد استهزاءً إنسانيًا وراء ستار من الإهمال الدولي، وأكدت أن العالم يخذل الشعب السوداني بتقاعسه عن تقديم الدعم اللازم.

النزاع المسلح الذي اندلع في الخامس عشر من أبريل العام الماضي بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع أدى إلى عواقب إنسانية مدمرة، بما في ذلك مقتل أكثر من 14,790 شخصًا حتى 15 مارس الجاري، وتفاقمت الأزمة بسبب القتال المستمر والنزوح الجماعي، ما أثر على الأمن الغذائي والبنية التحتية الأساسية.

الجوع يأكل السودانيين

حذر نائب مدير الفاو ماوريتسيو مارتينا، من أن الجوع يهدد مناطق عديدة في السودان، خاصةً في غرب ووسط محافظة دارفور، حيث من المتوقع أن تتدهور الأوضاع إلى حالة كارثية مع اقتراب موسم الجفاف، وأشار إلى أن الصراع يعيق الإنتاج الزراعي، ويدمر البنية التحتية، يعطل التجارة، ويسبب ارتفاعًا حادًا في الأسعار، ويحد من وصول المساعدات الإنسانية.

اقتصاد البلاد يتهاوى

القتال المتزايد يؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي، خاصةً مع امتداده إلى مناطق جديدة مثل ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض، التي تُعتبر سلة الغذاء الرئيسية للسودان، ويعتمد اقتصاد السودان بشكل كبير على الزراعة، حيث يعمل نحو 65% من السكان في هذا القطاع، ومع ذلك، فإن الأزمة تستنزف احتياطات الغذاء وتجعل الوصول إلى المساعدات الإنسانية أكثر صعوبة.

الجفاف قادم

ودعا نائب مدير برنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، إلى تنسيق دولي عاجل لمنع تحول السودان إلى أسوأ أزمة غذائية في العالم، وحذر من أن السودانيين قد يواجهون مجاعة حقيقية مع بداية موسم الجفاف في مايو القادم 2024، مما يتطلب استجابة دولية فورية لتجنب كارثة إنسانية على نطاق واسع.