شومان: على الشباب أن يدركوا الحكمة من كل انتصار وانكسار

ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية
عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان المبارك، عقب صلاة التراويح "ملتقى الأزهر.. قضايا إسلامية"، بحضور جمعٍ من علماء وقيادات الأزهر الشريف، وجاء عنوان الملتقى اليوم: “غزوة بدر وعوامل النصر”.

تلمسوا أسباب النصر من غزوة بدر
وقال وكيل الأزهر الأسبق والأمين العام لهيئة كبار العلماء، الدكتور عباس شومان إن على شباب اليوم أن ينظروا إلى غزوة بدر وأحد وصلح الحديبية وفتح مكة وغزوة حنين، وأن يتلمسوا أسباب النصر في هذه الغزوات، وأيضا بعض الانكسارات التي تعرض المسلمون لها في بعضها، وأن يدركوا الحكمة من كل انتصار وانكسار، موضحا أن غزوة بدر كانت أول معركة حربية كبرى بين المسلمين وقريش.
وقال “إن بدر جاءت محاولة من المسلمين لتعويض ما صادرته قريش منهم من أموال وممتلكات، ورغم عدم التكافؤ في العدة والعتاد بين الطرفين، انتصر المسلمون في هذه المعركة نصرا مظفرا، حيث تمكنوا من قتل كبار قريش، وفي مقدمتهم عدو الله أبو جهل، لوقوفهم صفا واحدا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثباتهم في أرض المعركة، فأمدهم الله تعالى بجيش جرار من الملائكة لقنوا به قريش درسا عظيما، وانكسرت شوكتهم، وأصبح للمستضعفين من المسلمين قوة ومهابة”.

وأكد الأمين العام لهيئة كبار العلماء، أن المشركين بعد هزيمتهم في بدر، كونو جيشا جرارا واستعدوا للانتقام من المسلمين، بعدة وعتاد كبير، وحدثت المواجهة الثانية في غزوة أحد، والتي بدأت بانتصار عظيم للمسلمين، إلا أنه ونتيجة لتسرع الرماة في توجههم لجمع الغنائم مخالفين لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فاستدارت فرقة من جيش قريش خلف المسلمين، وهاجموا المسلمين من الخلف فانقلب الوضع، وتعرض المسلمين لخسائر كبيرة، كان بها حكمة مهمة وهي ضرورة عدم مخالفة أوامر القائد في الحرب.
الانتصار لا يكون بقوة التسليح
وأوضح أن النصر العظيم الذي تلى ذلك للمسملين كان في فتح مكة، والتي استسلم فيها أهل مكة دون قتال، وكانت بمثابة انتصار عظيم للمسلمين، ثم تلتلها غزوة حنين، والتي بدأت بانكسار للمسلمين، رغم قوة جيش المسلمين وكثرة عددهم، ما ألقى في نفوس المسلمين قدرا من الغفلة، فأراد الله أن يردهم لرشدهم، وهو ما حدث، فسرعان ما تحقق الانتصار الكبير للمسلمين.
وبين أن الحكمة من ذلك أن الانتصار دائما لا يكون بقوة التسليح، ولا كثرة العدد، وإنما يكون بقوة الإيمان والتوكل على الله، ولنا فيما حدث في فتح مكة وبدر وأحد وحنين، من انتصار وانكسار، دروسا وعبرا عظيمة.

ما يحدث في غزة محنة وستزول
وردا على سؤال حول ما يحدث في غزة، ولماذا لا يكون في شهر رمضان نصرا للمسلمين هناك؟؛ قال شومان إن ما يحدث في غزة محنة وستزول، وستكون غزة لأهل غزة وفلسطين لأهل فلسطين، وإن ما يحدث الآن هو نتيجة لحال التفرق والتشرذم في عالمنا وأمتنا الإسلامية، وحين نعود للاتحاد فيما بيننا فلن يبقى شبر من أراضي المسلمين محتلا.
شهر تحقيق أعظم الانتصارات
من جانبه، بيَّن عميد كلية اللغة العربية الأسبق، الدكتور غانم السعيد أن لرمضان مع المسلمين شأن عظيم، فهو الشهر الذي حقق فيه المسلمون أعظم الانتصارات، والانتصارات التي حدثت في رمضان كانت انتصارات لها ما بعدها، فهي انتصارات غيرت وجه التاريخ، وكانت بداية هذه الانتصارات بالانتصار العظيم في غزوة بدر، ثم توالت الانتصارات في رمضان بفتح مكة، والذي كان فيه النهاية لأعداء الإسلام من المشركين.
وتابع "تلا فتح مكة انتصارات عظيمة أخرى ومنها فتح "عمورية"، ذلك الحصن المنيع للروم في العراق، الذي تمكن المسلمون في عهد الخليفة المعتصم، من فتحه، كرد على ما تعرضت له امرأة مسلمة من أحد الروم، فقالت "وامعتصماه"، فكان رد الخليفة بالمناداة للنفير، فخرج جيش جرار لعمورية، ليعيد للمرأة المسلمة كرامتها وعزتها، وهو ما تحقق بنصر عظيم للمسلمين".

وأضاف عميد كلية اللغة العربية الأسبق أن انتصارات المسلمين في شهر رمضان تتضمن معركة عين جالوت، التي تمكن خلالها المسلمون من رد شر التتار، وإعادة عزة الأمة وإنقاذها من همجية جيش المغول الجرار، ثم معركة تحرير القدس على يد صلاح الدين الأيوبي، وأخيرا، انتصار المسلمون في معركة العاشر من رمضان، من العام 1973، ذلك النصر الذي أعاد للأمة المصرية مكانتها بين العالمين، فكان رمضان بذلك معروفا بأنه شهر للكثير من الانتصارات الكبرى والعظمى.

عنصر الحسم في المعركة
واختتم بقوله إنه وبالعودة إلى غزوة بدر، كان المنطق والعقل يقول أن انتصار المسلمين أمر مستحيل، بالمقارنة بين عدد وعتاد الجيشين، فالقوة غير متكافئة، وعدد جيش المشركين ثلاثة أضعاف المسلمين، وهكذا فيما يتعلق بالعتاد والأسلحة، إلا أن قوة الإيمان والإرادة والثقة في الله تعالى، كانت هي عنصر الحسم في هذه المعركة، مصداقا لقوله تعالى "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"، وقوله تعالى "ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة"، فتحقق لهم النصر بإرادة الله تعالى، فكانت مليئة بالدروس والعبر التي لا يزال المسلمون حتى اليوم يتعلمون منها.

الأكثر قراءة
-
بيان مهم من "الرعاية الصحية" بعد إصابة إمام عاشور بـ"فيروس A"
-
مفاجأة في تحاليل عينات لاعبي الأهلي بعد إصابة إمام عاشور
-
"عم ممدوح" حارس قلعة "المكواة الرجل" في الفيوم: 45 سنة شقى برزق حلال
-
بعد تطويرها.. افتتاح مدرسة أمل طه حسين للصم وضعاف السمع بالأقصر
-
مسلسل عيناك كالبحر الأسود متى يعرض؟.. اعرف القناة الناقلة
-
السيسي يسابق الزمن
-
لدعمها إسرائيل.. إلغاء حفل فرقة سكوربيونز الألمانية في مصر
-
4 زيادات مرتقبة في أسعار البنزين والغاز والكهرباء والمياه

أخبار ذات صلة
بالتعاون مع اليابان.. بدء تدريب المعلمين على منصة مادة البرمجة
17 سبتمبر 2025 05:09 م
مصر تدين الاجتياح البري لغزة.. ماذا قال وزير الخارجية لنظيره الإسباني؟
17 سبتمبر 2025 05:05 م
تحديات المياه والزراعة.. أسباب صعوبة تحقيق اكتفاء مصر من القمح
17 سبتمبر 2025 05:01 م
شروط القبول بكلية الحقوق جامعة القاهرة 2025
17 سبتمبر 2025 04:58 م
فيديو جديد يوثق الظهور الثاني لـ "قرد أرمنت"
17 سبتمبر 2025 04:58 م
تنسيق كلية الزراعة جامعة عين شمس 2025
17 سبتمبر 2025 04:49 م
بشرى سارة من الحكومة لحاملي التأشيرة الخماسية
17 سبتمبر 2025 04:37 م
لمدة 3 سنوات.. الحكومة توافق على إطلاق برنامج "بيبسي ستارز" للمواهب
17 سبتمبر 2025 04:33 م
أكثر الكلمات انتشاراً