ضرب حكام وانسحابات ومظاهرات.. دراما دوري "الفتوّات" في تركيا

رئيس نادٍ يوجه لكمة قوية لحكَم في مباراة لكرة القدم، فريق ينسحب بسبب عدم حصوله على ضربة جزاء، قرار بتعليق الدوري، وجماهير تتظاهر في الشارع احتجاجًا على أحداث مباراة.. هذه بعض أحوال الكرة التركية في الأسابيع الأخيرة، وهو وضعٌ يجعلها أقرب إلى "حرب الشوارع" منه إلى المنافسات الرياضية.

"تيليجراف مصر" يستعرض أبرز الأزمات التي تهدد الكرة التركية خلال الوقت الراهن.

لكمة في وجه حكم

تعرض الحكم التركي خليل أوموت ميلر، للكمة في وجهه، خلال مواجهة فريقي "أنقرة غوجو" و"ريزه سبور"، ضمن مباريات الدوري التركي الممتاز.

رئيس فريق أنقرة غوجو، فاروق كوجا، ضرب الحكم، بعد تعادل فريقه بالدقيقة 97 من المباراة، وأثار الحادث ضجة واستياء في الأوساط الرياضية والسياسية التركية، وعُلقت جميع مباريات الدوري وأٌلقي القبض على المعتدي.

نزل رئيس فريق أنقرة جوجو، فاروق كوكا، إلى أرض الملعب، وفي مشهد صادم أدانه الجميع، بدأ في الصراخ على الحكم قبل أن يلكمه في وجهه.

وصفت الصحف التركية الحادثة بأنها "أحلك ليلة" في تاريخ كرة القدم بتركيا، بعد ظهور الحكم مرتديًا دعامة للرقبة في المستشفى، لكن تماثل الحكم للشفاء في غضون أيام قليلة.

اكتفى الحكم التركي، خليل أوموت ميلر، 37 عامًا، عقب رقوده في المستشفى مدة 3 أيام، بالتعليق إنه تحسن ولا توجد مشكلة في صحته.

وانتقد رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، الحادث قائلًا أنه "غير مقبول على الإطلاق"، بينما تحدث الرئيس كوكا للدفاع عن نفسه، مُدعيًا أن الحكم "ألقى بنفسه على الأرض"، قبل أن يعتذر لاحقًا.

وبعد وقوع الهجوم، عقد الاتحاد التركي لكرة القدم اجتماعًا طارئًا لمناقشة تلك الحادثة، حيث وصف رئيس الاتحاد التركي محمد بويوكيكسي، الحادث بأنه "أمر مؤسف ومُخزٍ لكرة القدم التركية".

وعُلقت المباريات في الدوري التركي الممتاز في وقت لاحق بعد الحادث، قبل أن تُستأنف في 19 ديسمبر، مع نزول المشجعين إلى الشوارع للاحتجاج على القرار الذي اتخذه اتحاد الكرة.

انسحاب بسبب ضربة جزاء

وبعد استئناف الدوري التركي مباشرة، ألغيت مباراة طرابزون سبور أمام إسطنبول سبور، في الجولة السادسة عشر ضمن منافسات الدوري التركي للموسم الحالي 2023-2024، على ملعب مدينة نجمي قاضي أوغلو الرياضية.

ويضم طرابزون سبور بين صفوفه المصري الدولي محمود حسن تريزيجيه، لينسحب الفريق بعد خروج اللاعبين من الملعب احتجاجًا على قرارات التحكيم.

وتقدم طرابزون سبور بنتيجة 2-1، وسجل محمود تريزيجيه الهدف الأول ونجح بول أونواتشو في مضاعفة النتيجة، لكن اعترض الفريق المنافس، واضطر للانسحاب، بسبب عدم حصوله على ضربة جزاء رأى أنها مستحقة.
 

وعلى الفور، أصدر رئيس نادي إسطنبول سبور، فائق ساريالي أوجلو، تعليمات إلى فريقه بالانسحاب من الملعب، ليتوقف اللقاء في الدقيقة 74، وبدا أن بعض اللاعبين مترددون في مغادرة الملعب.

وبرر رئيس النادي موقفه، بأن الهدف الثاني الذي استقبله فريقه كان، من خطأ ارتكبه لاعبو طرابزون.

وتحدث مدرب طرابزون سبور، عبد الله أفجي، عقب انسحاب فريقه بقرار من رئيس النادي، قائلًا "إنه يوم حزين لكرة القدم، سوف ننتظر قرار الاتحاد التركي بشأن ما حدث".

يحتل طرابزون سبور المركز الرابع في الدوري التركي برصيد 26 نقطة، وتفصله 3 نقاط فقط عن أقرب منافسيه، قيصري سبور صاحب المركز الثالث، فيما يتواجد إسطنبول سبور في المركز الأخير برصيد 8 نقاط.

ملك الانسحابات الوهمية
وقبل 4 سنوات، أعلن نادي طرابزون سبور انسحابه من الدوري التركي لكرة السلة لموسم 2018 - 2019، بسبب مشاكل مالية.

وقرر الفريق التركي الانسحاب من الدوري التركي لكرة السلة بعد تراجع سعر الليرة أمام الدولار، بعد أزمة كبيرة في العملة بالبلاد قبل سنوات.

وذكر النادي في بيان له "لم نستطع حل الأزمات المالية، ولا يوجد جهة راعية، ولم نتجاوز الأزمات المالية المتراكمة على مدار سنوات، بالإضافة إلى تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية وتراجع سعر الليرة.

الأزمات تلاحق الكرة التركية

لا تتوقف الأزمات - خاصةً المالية - في الرياضة التركية، ففي الوقت الذي تتفاقم فيه المشكلات بالاقتصاد التركي، فإن أداء كرة القدم يزداد سوءًا، حيث تزداد حالة التدهور على صعيد الأندية التركية، على مدى السنوات الأربع الماضية.

تعتبر الأندية "الثلاثة الكبرى" في إسطنبول، وهم جالاتا سراي وفنربخشة وبشكتاش، بمثابة دار "مسنين" للاعبين الأجانب النجوم في نهاية مسيرتهم الاحترافية.

وتراجعت إيرادات الكرة التركية والعائد من البث التلفزيوني، كما أن جودة الكرة التركية تتخلف كثيرًا للوراء عن الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى.