السبت، 24 مايو 2025

11:30 ص

"المال يأتي إليّ".. قانون الجذب علمٌ أم "سبوبة"؟

قانون الجذب

قانون الجذب

ندى ابراهيم

A .A

“ما تبحث عنه يبحث عنك”، مقولة للمتصوفي الشهير، جلال الدين الرومي، تحولت لاحقًا إلى “فلسفة حياتية” يقول معتنقوها إن الإنسان قادر على جذب كل ما يحلم به، بمجرد التفكير فيه بعمق، وتخيله كأنه يحدث فعليًّا، لا كأمنية بعيدة، أو طموح يسعى لتحقيقه.

قانون الجذب، يقوم على أن أفكار الإنسان، إيجابية أو سلبية، هي قوة مغناطيسية كبرى، تجذب الأشياء المماثلة لها في الواقع، وهو ما يعني أن أي شخص بإمكانه استعمال أفكاره وحدها في تحسين حياته وتحقيق الأشياء التي يطمح لها، مثل المال، الصحة، المركز الاجتماعي.

بمنطق القانون نفسه، فإن الإنسان إذا ركز تفكيره على الفشل، المرض، الموت، فإن أفكاره ستجذبها إليه.

“أفكارك تجلب أقدارك”، هكذا يلخص المؤمنون بقانون الجذب فلسفته، حسبما نشر موقع “verywellmind”، وينصحون بإزالة الأشياء السلبية من حياتك، لإفساح المجال لأشياء أكثر إيجابية لتحل محلها.

ربما يبدو هذا الجانب المشرق من القانون، لكن في الجانب الآخر، فقد تحول “الجذب” إلى وسيلة للنصب على الأشخاص، والتربح من وراء الآخرين، بالإضافة إلى الكسل والتواكل ومحاولة استدعاء الأحلام بتقنيات التفكير فيها، ومحاولات استدعائها.

قانون الجذب 

عبر جروب يسمى بـ" قانون الجذب – السر" على موقع "فيسبوك"، نشر أحد الأشخاص “تعويذة لزيادة الثروات”، وقال: "هناك في بيتك يوجد تعويذة سحرية تستطيع من خلالها زيادة ثروتك او كسرها، أولا اختبار ملابسك يؤثر علي ثروتك، هل تختار ملابس الأميرات والملوك أم تختار ملابس الشحاتين والفقراء ملابس غنية وذات بريق ومبهجة أم ملابس مقطوعة ومتسخة ومستعملة، كيف تاتي لك الثروة في ملابس الفقراء والشحاتين".

وأضاف المنشور: "ملابسك هي ثروتك ورزق الله لك، تعاويذ السحر في بيتك وما تعلقه في كل مكان من لوحات وكلمات ورموز تجلب لك الثروة او الفقر، إنها مثل تعاويذ سحرية تعمل كل يوم علي تنفيذ ما صنعت لأجله خير أو شر"، وأرفق كاتب المنشور فيديو عبر منصة "يوتيوب" للدخول عليه ومعرفة التعاويذ.

 

حكم قانون الجذب

أما عن حكم قانون الجذب، فأوضح الأزهر الشريف حكمه في بيان رسمي، قائلا: "فلسفة قانون الجذب خرافة وأفكار وممارسات تخالف صحيح الدين والعلم، وتُضلل العقل، وتُسوِّل الجرائم لمرتكبيها، وامتهانها جريمة والكسبُ منها حرام".

وأضاف الأزهر الشريف، قائلا: "حفظ الإسلام النَّفس والعقل، وحرَّم إفسادهما، وأنكر تغييب العقل بوسائل التغييب المادية كالمُسكِرات التي قال عنها سيدنا النبي ﷺ: «كلُّ مُسكِر خمر، وكل مسكِر حرام» [أخرجه أبو داود]، والمعنوية كالتَّعلُّق بالخُرافات، فقد رأى سيدنا رسول الله ﷺ رجلًا علَّق في عضده حلقة من نحاس، فقال له: «وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟»، قال: من الواهنة -أي لأشفى من مرض أصابني-، قال ﷺ: «أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا، انْبِذْهَا عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا".

وحسم الأزهر الشريف، الأمر قائلا: "إن ما ينتشر في هذه الآونة من أفكار وطقوس وإيحاءات تدعم الخرافات والوساوس والتخيلات؛ وما يدعو إليه كثير من مدربيها، من قدرة الإنسان على معرفة الغيب، أو جذب كل ما أراد من الأرزاق بمجرد التفكير فيها دون سعي إليها من خلال ما يسمى بـ «قانون الجذب»، أو قدرته على خوض تجربة الاقتراب من الموت وترك جسمه المادي والطيران بجسمه الأثيري ومقابلة أشخاص في أزمان غابرة ورؤية أجسام ملائكية أو شيطانية من خلال ما يسمى بـ«الإسقاط النجمي»، أو أن النجوم فاعلة مُدبرة مؤثرة في مستقبل الإنسان ومصيره؛ لهي أفكار ضالة مُضِلَّة أودت بعقول كثير من الناس، بل وبحياتهم، وأدخلت الكثير منهم في أنفاق مظلمة من الإلحاد والاكتئاب والفقر والفشل والجريمة".


قانون الجذب حقيقة ولا وهم

علق خبير الأبراج والفلك، محمد فرعون، على ما يسمى بـ"قانون الجذب"، مؤكدًا أنه لا يوجد له علم مبنى عليه مثله كمثل علم التنجيم والتخاطر، وليس له أي ارتباط بعلم الأبراج والفلك، وأن البعض يلجأ الآن إلى هذا الاتجاه كـ"سبوبة" للنصب على المواطنين.

وأشار خلال تصريحات لـ"تليجراف مصر"، إلى أن هناك عالم خفي وراء كل تلك المصطلحات يجب عدم الخوض فيها دون معرفة أضرارها، لافتًا إلى أن من ضمن تلك الأشياء التي يجب الحذر منها هو "الإسقاط النجمي".

وأوضح أن ما يسمى بـ"الإسقاط النجمي" يكون ضارا للأشخاص، بسبب أنه يعتمد على خروج الروح والذهاب إلى أخرى، مستحدمين بعض الطلاسم غير المتعارف عليها، والتي قد تؤدي إلى استحضار قرين الشخص، وإصابته بأضرار غير متوقعة، مؤكدًا أن كل تلك المصطلحات ليس لها أي أساس علمي يتم الاعتماد عليه.

search