الإثنين، 20 مايو 2024

12:54 م

حتى "خوسيلو المشجع" يصنع جنون مدريد!

أندية تصرف مليارات على مهاجمين نجوم، وأخرى تخطط سنوات لرفع الكأس "أم أذنين"، وفي المقابل يصدم ريال مدريد العالم بمهاجم حصل عليه بنظام الإعارة من نادي اسبانيول مقابل 500 ألف يورو فقط، وهو خوسيلو (34 عاما)، ليقوده إلى النهائي الـ18 في دوري أبطال أوروبا بتسجيله هدفين قلب فيهما الطاولة على بايرن ميونيخ، بعد اشتراكه بديلاً في الدقائق الأخيرة.

خوسيلو، ليس مبابي أو هالاند أو هاري كين، ولكن هناك مدرب "عبقري" اسمه كارلو أنشيلوتي راهن عليه في الموسم الحالي لدقائق عدة، استفاد فيها من إمكاناته، ولم يخيب خوسيلو ظنه، فسجل 9 أهداف في الدوري الإسباني، و5 في دوري الأبطال وكانت كلها مفيدة.

تخيلوا أن خوسيلو حضر مباراة ريال مدريد مع ليفربول من المدرجات كمشجع، في نهائي الأبطال 2022 التي توج بها "الميرينغي"، واحتفل مع عشاق النادي باللقب الـ14 دون أن يعلم ما يخفيه له قدره الجميل بعد سنتين، بأن أصبح أهم ورقة رابحة في يد أنشيلوتي داخل المستطيل الأخضر، ويقرب معشوقه الريال من اللقب الـ15 المتوقع أن يحتفل به كلاعب في الأول من يونيو على استاد "ويمبلي" في النهائي الكبير مع بروسيا دورتموند.

كثيرون انتقدوا الأداء الدفاعي لريال مدريد في المباراة السابقة أمام مانشستر سيتي، والتأهل بركلات الترجيح، وهاجموا أنشيلوتي بضراوة، واعتبروه "مدربا جبانا"، دون دراية بأنه واقعي وعاقل، وذهنيته وخبرته وقراءاته الفنية ترد على أي مشجع يحكم بعاطفته وليس بعقله!.

هذا "المدخن الشره" رجل البطولات، شاب رأسه في الملعب، وأثبت للجميع أنه أفضل مدرب في العالم بعد أن أصبح على مرمى حجر من التتويج بلقبه الأوروبي الخامس (بطولاته الأربعة السابقة كانت مع ميلان موسمي 2002-2003 و2006-2007 ومع ريال مدريد 2013-2014 و2021-2022).

نعم الأفضل، فقد تفوق على جيلين من المدربين، إذ قهر مارسيلو ليبي وكابيللو ومورينيو في الماضي وأطاح بالمدربين الجدد يورغن كلوب وبيب غوارديولا وتوماس توخيل ودييغو سيميوني، كما لقن الجماهير العالمية دروساً، أبرزها أن كرة القدم لا تُلعب بطريقة واحدة، فكل مباراة لها خصوصيتها وتكتيكها المناسب.. بالأمس دافع أنشيلوتي بشراسة أمام السيتي، واليوم هاجم البايرن بضراوة، وكأنه يريد تمزيق خصمه، بعد الفرص الكثيرة الضائعة والتبديلات الواثقة والفوز الثمين المستحق.

مقولة تتردد كثيراً: "حظ مدريد في الأبطال"! أليست مباراة اليوم دليلا دامغا وردا صريحا مفاده أن شخصية الريال "بطولية"، وإدارة فلورنتينو بيريز حكيمة!

نادٍ ليس ككل الأندية، وفريق لا تتوقع معه شيئا، وقميصه ينبض بروح الملايين من أنصاره حول العالم، في "سانتياغو برنابيو" وخلف كل تلفاز! يجعل لكرة القدم معنى، ويرفع مستوى الأدرينالين لدى عشاقه بجنون!.

كلمة أخيرة:

خبراء التحكيم تحدثوا عن لقطة هدف بايرن ميونيخ الملغي نهاية اللقاء، وأكدوا أنه “تسلل”، لكون لاعب البايرن كان أقرب إلى مرمى المنافس بالجزء العلوي منطقة الإبط وتداخل مع المنافس، لذا فإن قرار الحكم سليم.

search