أمريكا تخطط لخنق غزة بـ"رصيف مساعدات" سيئ السمعة

بناء الرصيف البحري الأمريكي في غزة
تحليل - محمد خيري
أعلن الجيش الأمريكي، اليوم، البدء في تجربة الرصيف البحري المقام على ساحل شمال غزة، والمقرر أن يتم من خلاله تسليم المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، في ظل حرب تشنها إسرائيل على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي.
وعملت الولايات المتحدة على إنشاء الرصيف لاستقبال المساعدات عبر البحر بدلًا من إدخالها من خلال المعابر الحدودية (معبر رفح المقابل للحدود المصرية، ومعبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل).
وسبق أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن رغبته في بناء رصيف بحري يسهل من عملية توصيل المساعدات إلى قطاع غزة، على أن تنسق إسرائيل مع المنظمات الأممية إدخال تلك المساعدات إلى مستحقيها من أهالي القطاع، على الرغم من استمرار الهجمات الإسرائيلية على المدنيين من أهالي القطاع، كما تستهدفهم أثناء استلامهم لتلك المساعدات، وهو ما يضع طبيعة الرغبة الأمريكية في إنشاء ذلك الرصيف في دائرة الضوء.

سيطرة إسرائيلية كاملة على الرصيف
الرصيف الذي يبلغ طوله 500 متر جرى تدشينه في شمال غزة، وهي منطقة السيطرة العملياتية الإسرائيلية، حيث توغلت دبابات جيش الاحتلال وهدمت البُنى التحتية لتلك المنطقة، وتستمر في استهداف المدنيين هناك، بالتالي فقد استهدفت الولايات المتحدة إنشاء الرصيف في منطقة سيطرة إسرائيلية كاملة، ليتسنى لتل أبيب السماح أو عدم السماح بإدحال المساعدات، وتفتيشها بحرية مطلقة، كما ستتحكم قوات الاحتلال في كميات المساعدات الداخلة إلى القطاع، على عكس ما كان يحدث في معبر رفح.
لكن الأزمة لم تكن أبدًا في إنشاء الرصيف البحري أو عدم إنشائه، بقدر ما هي البحث فيما وراء إنشائه، فرغم وجود مبررات مقبولة ساقها الجانب الإسرائيلي على لسان الصحفي والباحث الإسرائيلي، رون بن يشاي، في مقال له نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فإن الهدف من وراء رغبة واشنطن إنشاء الرصيف هو محاولة من بايدن لتصدير صورة إيجابية لدى الأمريكيين ذوي الأصول العربية، وإيصال المساعدات بكميات أكبر من تلك التي تصل عبر المعابر، علاوة على عدم وجود كثافة سكانية في مناطق الشمال ما يسمح بعدم نهب تلك المساعدات، على حد قوله.
رصيف سيئ السمعة
وثمة تخوفات أخرى من وراء إنشاء هذا الرصيف، وهي تلك التي جعلت منه رصيفًا "سيئ السمعة"، إذ تحتوي فكرة إنشائه على مآرب أخرى، أبرزها رغبة حكومة الاحتلال في إغلاق كافة المعابر المحيطة بقطاع غزة وبسط السيطرة الإسرائيلية الكاملة على منافذ القطاع، بما فيها الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وهو ما أقدمت عليه إسرائيل بعد اجتياح مناطق شرق رفح، ورفع العلم الإسرائيلي على سارية في المعبر.

مخطط إسرائيلي
أما أبرز المخاوف على الإطلاق فهي أن يكون الميناء وسيلة لتنفيذ المخطط الإسرائيلي الذي يقضي بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مناطق أخرى أو دولًا أخرى، طبقًا لرغبة وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، حيث ستوجه إسرائيل نداءات إلى المدنيين الفلسطينيين غير الآمنين على أنفسهم بالتوجه إلى منطقة الرصيف، واستقلال السفن الذي قد تزج به في البحر المتوسط لوجهة أوروبية أو تقديمهم كوجبة سهلة للأسماك المفترسة بالبحر الأبيض، بالتالي يسهل تفخيخ القضية الفلسطينية وإنهاؤها، وهو ما يشير إلى أن الرصيف الأمريكي في غزة قد يسمح لإسرائيل بإعادة إدارة الصراع مع الفلسطينيين وليس إنهاءه.
وتؤكد تلك المؤشرات إلى أن الولايات المتحدة لا ترغب في فك الحصار عن أهالي غزة، بل تعمل بذلك الرصيف على زيادة الحصار، فبدلًا من إقناع إسرائيل بفتح المعابر - وهي قادرة على ذلك بالفعل - وإدخال المساعدات، كشف عن رغبتها في زيادة الحصار الأمني والعسكري المفروض على أهالي القطاع، على أن يكون الأمل الوحيد أمام أهالي غزة هو البحر من جهة الشمال، بالتالي تضع واشنطن وتل أبيب أهالي غزة بين شقي رحى.. إما البقاء والموت أو الرحيل عن القطاع من منفذ وحيد.

ويدعم هذه الرؤية ما كشفته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن تقارير استخباراتية تشير إلى رفض نتنياهو إقامة دولة فلسطينية وسيطرة السلطة الفلسطينية على غزة، بحجة أنها "أضعف من أن تتمكن من البقاء وهي معادية للغاية لإسرائيل.
وتظهر استطلاعات الرأي أن معظم الإسرائيليين يؤيدون مواقفه، بالتالي يظل الموقف الإسرائيلي الرافض لإقامة الدولة الفلسطينية متسقًا مع الموقف الأمريكي المماطل في إنهاء الحرب على غزة، مع إجراءات تعمق جراح الفلسطينيين مثل "إنشاء رصيف بحري لاستقبال المساعدات".
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
"كانت حياة ابني على المحك".. قصص مأساوية من قلب العتمة في إسبانيا
30 أبريل 2025 07:53 م
بدأت بـ"هاشتاج" وانتهت بمؤبد.. التسلسل الزمني لقضية "طفل دمنهور"
30 أبريل 2025 04:12 م
أسباب الحرب بين الهند وباكستان.. هجمات عسكرية بعد 24 ساعة
30 أبريل 2025 06:00 ص
من غزة لـ إسبانيا.. معاناة أسرة فلسطينية فرقها القصف وأوجعها النزوح
29 أبريل 2025 09:53 م
غنى بها العندليب.. أنغام أول مصرية تشدو في قاعة "ألبرت الملكية"
29 أبريل 2025 07:22 م
زيادة القيمة 20 مرة.. أبرز ملامح قانون الإيجار القديم المقدم من الحكومة
29 أبريل 2025 06:06 م
كل ما يجب أن تعرفه عن مبادرة استيراد سيارات المصريين في الخارج
29 أبريل 2025 02:15 م
"لو كنت ناسي أفكرك".. الأوليمبي بطلا للدوري للمرة الأولى والأخيرة
29 أبريل 2025 10:55 ص
أكثر الكلمات انتشاراً