رئيسي وسليماني.. يموت القادة في إيران وتبقى الخواتيم

قبل ثلاثة أيام تحطمت طائرة الرئيس الإيراني، بينما كل ما استطاعت فرق الإنقاذ أن تفعله هو العثور على خاتم إبراهيم رئيسي، ما أعاد إلى الأذهان المشهد نفسه حين عثرت السلطات الإيرانية – قبل 4 سنوات – على  خاتم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في كفه المقطوعة.

يرتدي القادة في إيران خواتيمهم كدلالة على الإيمان والقوة والثروة ومن أجل جلب الحظ والانتصار في المعارك، وتنتهي حياة القادة في إيران بطريقة درامية كما تنتهي حياة رجال العصابات في أفلام هوليود.

 في كل مرة يضيع جسد القائد، ويعثر الرفاق على الخواتيم، لتذكرهم بالثأر، الذي يأتي في الغالب استعراضيا، بدون تأثير، لحفظ ماء الوجه أمام الشعب، وضمان بقاء المقاعد الوثيرة، والسماح لهم بمواصلة خطابهم العدائي تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل. 

ولكن ما هي قصة الخواتيم مع الشيعة، لماذا يفضل القادة أن يكون لكل منهم خاتما مميزا منقوشا عليه عبارة مختارة، وما هي أنواع الأحجار التي تتوسط تلك الخواتيم؟ 

لم يكن لسليماني خاتما واحدا، من الواضح أن قائد فيلق القدس كان يقتني مجموعة منها، بينما الملاحظ أنه يضعها في يده اليمنى، وتظهر في صوره المنتشرة في وسائل الإعلام وعلى المواقع الإخبارية، وهو يلقي خطبة، أو يؤدي الصلاة، أو يتجول بين جنوده، ولكل منها نقش مختلف. 

إذا كانت الخواتيم مجرد تعبير عن الزينة لدى الرجال فإن الأمر مختلف مع الشيعة، ليس فقط لأنها عادة توارثتها الأجيال، ولكن لأنها دليل على إيمان صاحبها، في الغالب يضع الشيعي خاتمه في خنصر يده اليمنى، وفي بعض الأحيان حول البنصر، وهناك من يفضل الجمع بين خاتمين في الإصبعين.

6 أحجار 

ستة أحجار تدخل في صناعة الخواتيم، وفق التاجر محمد باقر خبير الأحجار الكريمة بلبنان، لموقع "بي بي سي" هي: الفيروز والحديد الصيني والدرّ النجفي والعقيق والياقوت والزمرد".

تمكن عودة من الحجر الذي يتوسط خاتم سليماني بعد مقتله، قال إنه من العقيق اليماني، " أكثر حجر مستحب عند المسلمين، حسب وصفه، ويرجّح أن يكون هدية من مرشد الثورة الإسلامية علي الخامنئي، ما يجلعه ذا رمزيّة".

ويرى علماء الدين في إيران أن الخاتم لدى الشيعي مرتبط بأمرين، أولهما ديني ارتبط  بأحاديث مروية عن الأئمة، وثانيهما اجتماعي يؤكد على هوية مرتبطة بالتراث،  ومع الزمن تحولت الخواتيم مع الشيعة إلى شعار إيمانيّ. 

دلالات الخواتيم

توصف إيران بأنها موطن الفيروز، بسبب جبال نيسابور الغنية بالحجر الكريم، ما يجعل الخواتيم في الدولة الإسلامية تستخدم تلك الأحجار بغزارة في صناعة الخواتيم، في الوقت نفسه يتحدث البعض عن تفسيرات مرتبطة بعلم الطاقة للأحجار الكريمة، خاصة عند النظر إليها.

وفي التراث الشعبي يرتبط كل حجر بشيء معين: الفيروز بالظفر والنجاح والسفر والحماية من الحسد، والعقيق بالحماية، والصلاة، والدعاء، والحديد الصيني بالقوة ويلبس في المهمات والمعارك؛ والدرّ النجفي للبركة والأمان والاطمئنان. أمّا الياقوت للرزق، والمقام الاجتماعي، والزمرّد لتيسير الأمور.

البداية التاريخية 

تعود الخواتم افي إيران إلى بداية الحضارات في تلك المنطقة، فهي تمثل للرجال القوة والخلود والثروة، ويعود استخدامها إلى ألفي عام قبل الميلاد، حين اعتقد أباطرة الفرس أن الخواتم المزينة بالزمرد والماس والياقوت والفيروز تساعدهم في الحفاظ على قوتهم وسيادتهم وتحقيق النصر في المعارك. 

وفي العصر الأخميني، قبل 400 عام من ميلاد المسيح، تم صنع خواتم بتصميمات مختلفة لإظهار رتبة وقوة الملوك والنبلاء. وكانت هناك حلقات ذات تصميمات دينية وصور للآلهة.

ويرجح تاريخ الحلقة العيلامية القديمة الكبيرة والجميلة إلى 1100-770 قبل الميلاد وهي إحدى الآثار التاريخية القيمة للفرس.

وتم اكتشاف خاتم ذهبي عليه صورة رجل فارسي من القرن الخامس قبل الميلاد. وما يزال محفوظًا في المتحف الروسي، وينسب إلى كورش الكبير.