سداد الدين وطهارة القلب.. 6 شروط لـ"حج مبرور"
الحج ارشيفية
"الحجُّ بينَ كمالِ الإيمانِ وعظمةِ التيسيرِ.. وما علَى الحاجِّ قبلَ سفرِهِ"، هو عنوان خطبة الجمعة اليوم، وفق ما أعلنته وزارة الأوقاف.
وأكدت الوزارة على الأئمة ضرورة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير وألا يزيد زمنها عن 15 دقيقة، للخطبتين الأولى والثانية معا كحد أقصى، وعلى الخطيب أن ينهى خطبته والناس فى شوق إلى المزيد، خير من أن يطيل فيملوا.
أعظم العبادات
إنَّ الحجَّ رحلةٌ إيمانيةٌ عظيمةٌ تهوِي إليهَا قلوبُ المؤمنينَ، وتشتاقُ لنفحاتِهَا نفوسُ المحبينَ الصادقين؛ إجابةً لدعوةِ سيدِنَا إبراهيمَ عليهِ السلامُ حيثُ دعَا ربَّهُ سبحانَهُ قائلًا: ﴿رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.
والحجُّ مِن أعظمِ العباداتِ التي يتجلَّى فيهَا كمالُ الإيمانِ بكمالِ، التسليمِ للهِ عزَّ وجلَّ، فأعمالُ الحجِّ مبنيةٌ على حسنِ الاتباعِ وحسنِ التسليمِ للهِ (عزَّ وجلَّ) وكمالِ الإيمانِ بهِ.
أفعل ولا حرج
وإذا كان دينُنَا الحنيفُ قائمًا على التيسيرِ ورفعِ الحرجِ، فإنَّ هذا التيسيرَ يتجلَّى أعظمَ ما يتجلَّى في الحجِّ، فمَا يسَّرَ نبيُّنَا ﷺ في شيءٍ أكثرَ مِن تيسيرِهِ على حجاجِ بيتِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) في قولتِهِ المشهورةِ: (افْعَلْ وَلا حَرَج).
غيرَ أنَّ التيسيرَ الذي نسعَى إليهِ هو التيسيرُ المنضبطُ بضوابطِ الشرعِ، المقرونُ بمدَى القدرةِ والاستطاعةِ؛ إذ ينبغِي أنْ يحرصَ المستطيعُ على أداءِ العبادةِ على وجهِهَا الأكملِ والأفضلِ الذي يحققُ لصاحبِهِ أعلَى درجاتِ الفضلِ والثوابِ وبمَا لا يصلُ إلى حدِّ التهاونِ الذي يُفرغُ العبادةَ مِن مضامينِهَا التعبديةِ الأصيلةِ الساميةِ.
6 أمور احرص عليها قبل الحج
وحتى يكونَ الحجُّ مبرورًا ينبغِي على الحاجِّ قبلَ سفرِهِ أنْ يحرصَ على أمورٍ مهمّةٍ منها:
- إخلاصُ النّيّةِ للهِ عزَّ وجلّ، فيستحضرُ الحاجُّ رضَا اللهِ (عزَّ وجلَّ) وحدَهُ بأداءِ ذلك الركنِ العظيمِ مِن أركانِ الإسلامِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ }، ويقولُ سبحانَهُ: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى)، ويقولُ (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ): (إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتَغِي بِهِ وَجْهُهُ).
- منها التوبةُ النصوحُ، فالتوبةُ طريقُ المفلحينَ وسبيلُ الفائزينَ، وحقيقةُ التوبةِ الإقلاعُ عن الذنوبِ وتركُهَا والندمُ على ما مضَى منهَا، والعزمُ على عدمِ العودةِ إليهَا، وردُّ المظالِمِ إلى أهلِهَا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلَهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارُ وَلَا دِرْهَم إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلَ صَالِحٌ أُخِدَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَناتُ أَخْدَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ).
- كمَا أنّهُ ينبغِي على الحاجِّ أنْ يبادرَ إلى سدادِ ديونِهِ قبلَ سفرِهِ، فقد حذّرَ الشرعُ الحنيفُ مِن التهاونِ أو المماطلِةِ في أداءِ الديونِ والتأخرِ في سدادِهَا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَن أخذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللهُ عَنْهُ، ومَن أخذ يُرِيدُ إتلافها أَتْلَفَهُ اللَّهُ).
- لا شكَّ أنّهُ مِن أهمِّ ما ينبغِي على الحاجِّ أنْ يحرصَ عليهِ تحرِي المالِ الحلالِ، فإنَّ المالَ الحرامَ يردُّ الدعاءَ ويمنعُ القبولَ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا)، وذكرَ نبيُّنَا ﷺ: الرجلَ يُطيلُ السفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يديهِ إلى السماءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ ، وَمَلْبَسُهُ حَرَام، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذلِكَ؟!”.
- كما أنّهُ على الحاجِّ أنْ يعتنِيَ بطهارةِ قلبِهِ مِن الغلِّ والحسدِ والشحناءِ والخلافاتِ والخصوماتِ؛ لأنَّ هذه الأدواءُ تعكِّرُ صفوَ هذه الشعيرةِ العظيمةِ، كمَا أنَّهَا سببٌ لحجبِ الرحماتِ وعدمِ قبولِ الحسناتِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (ألَا أخبرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إِصْلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ، لا أَقُولُ: تَخْلقَ الشَّعْرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ).
- على أنّنَا نؤكدُ على أهميةِ تعلمِ أحكامِ الحجِّ ومناسكِهِ وآدابِهِ قبلَ سفرِ الحاجِّ إلى بيتِ اللهِ الحرامِ حتى يعبدَ اللهَ تعالَى على بصيرةٍ، ويؤدِّي حجَّهُ على الوجهِ الأكملِ الذي يُرجَى معهُ تمامُ القبولِ والغفرانِ.
الأكثر قراءة
-
بعد عامين من شطبها ببورصة طوكيو، مجموعة العربي تنهي الشراكة مع توشيبا
-
تراجع درجات الحرارة، توقعات الطقس في القاهرة هذا الأسبوع
-
موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025 والقنوات الناقلة
-
استدعاء مرتقب لنادية الجندي للتحقيق في بلاغ قذف وتشهير، ما القصة؟
-
41 مليار جنيه في الظل، ألعاب المراهنات الإلكترونية تنهش جيوب 5 ملايين مصري
-
نجيب ساويرس يحذر من ركود محتمل في السوق العقاري، ما الأسباب؟
-
"هرسوا راسه بالكوريك"، مصرع شاب على يد بلطجية في الوادي الجديد
-
"تعالى اشتري مني"، بائعة ثوم تستوقف محافظ الأقصر خلال افتتاح سوق اليوم الواحد
أخبار ذات صلة
صوت واحد لا يكفي، ماذا يحدث إذا تساوى المرشحون في الأصوات؟
16 ديسمبر 2025 07:20 م
مصر تدعو لمسار إنساني عاجل وتوافق سياسي شامل في السودان
16 ديسمبر 2025 03:59 م
نجاح أول جراحة لتثبيت الفقرات بمستشفى دراو المركزي بأسوان
16 ديسمبر 2025 06:17 م
بعد غرق مركب هجرة غير شرعية، توجيهات عاجلة من وزير الخارجية لسفارة مصر باليونان
16 ديسمبر 2025 02:56 م
مدبولي: تصدير العقار أولوية استراتيجية لتعزيز الاقتصاد الوطني
16 ديسمبر 2025 05:31 م
تفاصيل حالة الطقس غدًا، رياح على أغلب الأنحاء وأمطار تزور عدة مناطق
16 ديسمبر 2025 05:09 م
مستشفى إهناسيا التخصصي يجري 21 عملية جراحية دقيقة في يوم واحد
16 ديسمبر 2025 04:50 م
الصحة: مصر نموذج إقليمي في دعم اللاجئين وتعزيز الجاهزية للأزمات الإنسانية
16 ديسمبر 2025 03:44 م
أكثر الكلمات انتشاراً