"جوزت 5 بنات".. قصة وفاة الحاجة خضرة بعد رمي الجمرات

بعد أن نجحت في تزويج بناتها الـ5، وأصبح لها أحفاد يلعبون حولها، ونصيب في تربيتهم، حملت خضرة حقيبتها وودعت أسرتها ذاهبة إلى بيت الله الحرام، وكأنها تعلم أنها ذاهبة إلى مثواها الاخير بعد أن أدت رسالتها في الدنيا.

أشوف وشكم بخير

قصة الأم خضرة ترويها ابنتها رباب لـ "تليجراف مصر"، والتي تبدأ من عند توديعها بملابس الإحرام ووصيتها أن تبقي معها هاتفها حتى لا ينقطع التواصل بينهما، لترد عليها الأم: "حاضر يابنتي..اشوف وشكم بخير".

كانت تتواصل رباب مع أمها خضرة طوال سفرها، إلى أن انقطع بها الاتصال فجأة، ظنت في البداية أن الأخيرة تقوم بالفريضة ولا تستطيع الرد على الهاتف ولكن طالت مدة الاختفاء واضطرت الابنة المكلومة أن تضع صور أمها على المجموعات المعنية بأمور الحجاج المفقودين والمتوفين ، لعلها تجد من يدلها على أمها.

العزيزية الشمالية

كتبت رباب كلمات مؤلمة تقول: "ياماما لو انتي قاعدة عند حد انزلي دلوقتي اركبي عربية وروحي عند كوبري الملك خالد العزيزية الشمالية..انتي اسمك خضرة عبدالمجيد من مصر الأسكندرية العوايد".

وتابعت الابنة: "انا رباب ياماما يارب تشوفي رسالتي..ياماما انا بمووت عليكي يانور عيني..أرجعيلي وانا هحطك جو نن عيوني والله".

وبعد أيام طويلة والمنشور المؤثر يشاركه العديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والبعض يتواصل مع بنات الحاجة رباب يقترحوا عليهن البحث في مستشفى تارة وفي ثلاجة الموتى تارة أخرى، جاء لرباب المكالمة الاكيدة: "أمك توفاها الله..رحمة الله عليها".

توفيت خضرة في أول يوم رمي الجمرات، بعد أن ضلت الطريق وسارت عدد من الكيلومترات على قدميها، تحت درجة حرارة مرتفعة تتخطى ال50 درجة، فلم تتحمل السيدة المسنة وتوفيت في الحال".

تقول ابنتها: "احنا خمس بنات هي اللي ربتنا وجوزتنا وربت كمان احفادها بعد ما أختي اترملت من 2005، كانت نور عنينا وراحت".