"من فات جديده تاه".. إحياء نجوم التسعينيات "كله كدب”

مرة أخرى، وفي غضون أقل من 6 أشهر، يجتمع نجوم “الكاسيت” من جيل التسعينيات، على مسارح السعودية ضمن فعاليات هيئة الترفيه. فرصة لجمع شمل حشد من النجوم المصريين الذين انسحبت عنهم الأضواء والشهرة، في ظل مزاحمة صاخبة من أغاني المهرجانات والراب، وتغيّر ذائقة الشباب.

هذه المرة لا يقتصر الحضور على مصطفى قمر وإيهاب توفيق وهشام عباس، كما حدث في حفل 17 أغسطس 2023. لكن حفل الغد 4 يناير، سيضمّ محمد فؤاد ومدحت صالح ومصطفى كامل. 6 أسماء كبيرة خير معبّر عن جيل التسعينيات بأغانيهم وأمانيهم ورومانسيتهم، وطريقة التعبير عن مشاعرهم. 

الأرقام لا تكذب

لكن برأي كثيرين، وبحسب لغة الأرقام، فإن هؤلاء النجوم انطفأت نجوميتهم، ولم تعد تحقق أغانيهم الجديدة أي نجاح يذكر. بالعودة للأرقام الرسمية عبر قنواتهم بموقع (يوتيوب)، تتكشف أمور عدة، وهي أن هؤلاء النجوم رغم ذيوع صيتهم وتوهج أسمائهم في فترة التسعينيات لم تعد أسماؤهم أو أغانيهم الجديدة عنصرًا جاذبًا لأي فئة من الجمهور، سواء أبناء جيلهم الذين تخطت أعمارهم حاجز الخمسين عامًا أو فئة جمهور الشباب، الذين أصبحت تجذبهم مُغريات موسيقية أخرى، ونجوم من أبناء جيلهم.

بنظرة سريعة على ما حققته أغاني هؤلاء النجوم الجديدة من أرقام عبر (يوتيوب)، نكتشف أن أغانيهم لم تواكب النجاحات الكبيرة، التي يحققها نجوم الجيل الحالي، أمثال ويجز وأحمد سعد وغيرهم.

 الفنان محمد فؤاد طرح في يوليو الماضي، أغنيته الجديدة “معاك من أول يوم”، كلمات أمير طعيمة وألحان إيهاب عبد الواحد وتوزيع كريم عبد الوهاب، ولم تنجح الأغنية في كسر حاجز المليون الأول، مكتفية بتحقيق 955 ألف مشاهدة فقط.

بينما طرح الفنان مصطفى قمر أكثر من أغنية بالتزامن مع طرح الجزء الثاني من فيلمه “حريم كريم”، من بينها أغنية “مهيبرين”، التي لم تحقق سوى 18 ألف مشاهدة عبر قناته الرسمية، كما طرح أغنية “بنتي”، التي حققت 32 ألف مُشاهدة.

تعد أغنية “شوجر دادي” آخر أغنية للفنان هشام عباس، التي قدمها لفيلم يحمل نفس الاسم، بطولة ليلى علوي وبيومي فؤاد، والأغنية كلمات وألحان وتوزيع محمود عفيفي، ولم تحقق سوى 191 ألف مُشاهدة فقط عبر “يوتيوب”.

الفنان إيهاب توفيق طرح في أغسطس الماضي أغنيته الجديدة “ولا حاجة”، ولم تحقق الأغنية سوى 831 ألف مُشاهدة في 4 أشهر.

الفنان الكبير مدحت صالح، طرح قبل ثلاثة أشهر أغنيته الجديدة “حمايا العزيز”، والأغنية حققت 614 ألف مُشاهدة، عبر قناة الفنان الرسمية عبر “يوتيوب”.

الفنان مصطفى كامل ونقيب الموسيقيين، طرح أغنيتين بشكل متتالٍ خلال الأشهر الماضية، الأغنية الأولى طرحت في أبريل الماضي، تحمل عنوان “ابن المحظوظة” وحققت 565 ألف مُشاهدة، أما الأغنية الثانية “كله كدب”، فحققت 981 ألف مُشاهدة.

وحول أسباب تراجع هؤلاء النجوم وعدم قدرتهم على الاحتفاظ بشعبيتهم ونجوميتهم الكبيرة في فترة التسعينيات، قال الناقد الفني أشرف عبد المنعم، إنهم "لا يستطيعون التجدد والتغيير، ومواكبة التطور الكبير الذي تشهده صناعة الموسيقى، فاعتمادهم على الموسيقى القديمة، من أسباب عدم نجاحهم، وعدم قدرتهم على الصمود أمام النجاحات الكبيرة التي يعيشها نجوم آخرون".

وأضاف "صناعة الموسيقى مُتجددة مثلها مثل صناعة السينما، التي لم تعد مثل السابق؛ فالموسيقى بها تقنيات حديثة على مستوى الصوت والإيقاع وأيضًا الكلمات والموضوعات التي يتم مُناقشتها، تختلف عن الموضوعات القديمة التي كانت بأغاني هؤلاء النجوم، وما يتم تقديمه من جانبهم حاليًا لم يعد مُناسبًا تمامًا".

ذكاء اجتماعي 

فسر “عبد المنعم” أسباب صمود بعض مُطربي التسعينيات وفشل البعض الآخر "عمرو دياب على سبيل المثال من القلائل الذين استطاعوا الصمود، فهو يمتلك 90% ذكاء اجتماعي و10% موهبة، وهو أمر هام للغاية، أن يمتلك الفنان ذكاء يجعله يستطيع الاستمرارية مهما مرت السنين".

وتابع "قد يمتلك أحد نجوم التسعينيات موهبة فنية كبيرة تصل لـ90%، لكن ذكاءه الاجتماعي 10 % فقط، وهو ما جعله توقف، وعدم قدرته على مواكبة التطور الموسيقي الذي يحدث".

وعن محاولة هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية في إحياء نجومية هؤلاء النجوم، عن طريق حفلات تحمل عنوان “كاسيت 90”، قال الناقد الفني "أرى أنها ليست فكرة ناجحة، ولا تحيي هؤلاء النجوم، فهم يقدمون نفس أغانيهم القديمة، وهي المرة الثانية التي يتم فيها تقديم نفس الحفل، تحت نفس العنوان، فهم لا يجدون أفكارًا جديدة، فيعيدون تقديم نفس الحفلات، لكن هذه الحفلات لن تعيد نجومية أحد".