كانوا راجعين من شغلهم.. قصص "ضحايا لقمة العيش" بحادث الأوسطي

دقائق معدودة كانت تفصلهم عن لقاء أسرهم، سيارة تنطلق في مسارها لتنقلهم إلى وجهتم في رحلة يومية ذهابًا وإيابًا بين بيوتهم في البدرشين بالجيزة، وعملهم في القاهرة الجديدة.. 5 عمال يبدأ يومهم مع ساعات الفجر ليخوضوا رحلة شاقة للبحث عن مصدر رزقهم، سعادة بعد المشقة تعلو الوجوه كلما اقتربت السيارة من بيوتهم للقاء أطفالهم،  هو الحال كل يوم، لكن الرحلة لم تكتمل في يومها الأخير، مشهد النهاية كان حاضرًا في نفق الطريق الأوسطي بمدينة ١٥ مايو بالقاهرة.

أحدهم كان يمسك مصحفه

كانت الساعة تتجه عقاربها للخامسة مساء،  عندما بدأت الصرخات والاستغاثات تعلو المكان وبالتحديد في نفق الأوتو ستراد بالطريق الدائري الأوسطي، بعدما اصطدمت السيارة الميكروباص بسيارة نقل وأخرى سوزوكي: "كان منظر الحادث بشعا وحاول خروج جثامين المتوفين من السيارة بصعوبة.. وكان أحد الضحايا يلتقط أنفاسه الأخيرة ممسكًا بيده مصحفًا". قالها مصطفى رجب أحد شهود العيان على الحادث في روايته لـ"تليجراف مصر ".

الاتصال الأخير

بدأ "عادل.ع" أحد جيران الضحايا الـ5 الذين راحوا في الحادث القاسي،  وفق وصفه: "أن محمد عيد أحد الضحايا، هاتفه بعد انتهاء عمله وكان قلبه مقبوض ويشعر أن شيئا ما سيحدث، لكنه لم يكن يعلم أن قدره ينتظره"، مضيفا: "طلب منى انتظاره فور وصوله ولما جالنا خبر الحادث استقبلناه كالصاعقة على قلوبنا".

نهاية مأساوية

يضيف: "الضحايا الـ5 عمال يومية يخرجون كعادتهم كل صباح ويعودون قرابة غروب الشمس، الجميع كان يسعى على لقمة عيشه، وماتوا من أجلها"، موضحًا أن أسر الضحايا يعتصرهم الألم، لا سيما وأن "رجب حسنين الغول" هو أكبر أفراد الأسرة وأحنّهم، ولديه علاقة وطيدة، خاصة مع والدته التي لم تستوعب الخبر المشؤوم حتى الآن وأصيبت بغيبوبة بعد معرفتها بالحادث.

سقارة تودع الجثامين

في مشهد مهيب، شيع المئات من الأهالي جثامين الضحايا الخمسة وسط صراخ وانهيار أهالي الضحايا، عقب صلاة الجنازة عليهم بمسجد السيوفي وسط القرية بعد خروج تصريح النيابة بدفن الجثامين عقب توقيع الكشف الطبي لتحديد أسباب الوفاة وإعداد تقرير طبي بها.

مأساة على الأوسطي

تلقى قسم شرطة 15 مايو، إخطارًا من غرفة عمليات النجدة، بوقوع حادث تصادم بين 3 سيارات، ووجود مصابين وجثث، جراء الحادث أعلى الطريق الأوسطي قبل نفق الأوتوستراد القادم من التجمع، وانتقلت سيارات الإسعاف، إلى مكان الحادث، وتبين بالفحص أن الحادث نتج عن اختلال عجلة القيادة من سائق السيارة النقل، ما أسفر عن مصرع 6 أشخاص وإصابة 10 آخرين،  ونقل رجال الإسعاف المصابين والجثث إلى المستشفيات، فيما رفع رجال المرور آثار الحادث

أسماء الضحايا
وفقًا للتحريات الأولية، تبين أن الضحايا هم: محمد عيد خليل، 22 عاا، و أحمد عبدالفتاح ابوعنتر، 25 عاما، ومحمد فتحي الجبوري، 28عامًا، وحمدي عصام نعيم، 36 عاما، ومحمد محمود أبوحسان، 41 عاما، وجميعهم من قرية سقارة التابعة لدائرة قسم شرطة البدرشين، كانوا عائدين من عملهم مستقلين سيارة ميكروباص، وشخص آخر مجهول الهوية وجار البحث عن هويته وذويه.