المساكنة.. هروب من العنوسة ومتعة بلا ثمن

المساكنة وتعارضها مع العادات والتقاليد
المساكنة مصطلح جديد ظهر في المجتمع المصري، وتعني المساكنة، بحسب ما يُفهم من السياق الاجتماعي، العيش المشترك بين رجل وامرأة دون أن يكون بينهما رابط قانوني مثل الزواج، ويثير هذا المصطلح العديد من النقاشات حول تأثيراته النفسية والاجتماعية والقانونية.
تصريحات إيناس الدغيدي
مؤخراً أثارت تصريحات المخرجة إيناس الدغيدي جدلاً كبيراً بعد تأكيدها أنها عاشت مع زوجها الحالي قبل الزواج لمدة تسع سنوات.
إيناس الدغيدي ليست الوحيدة التي تحدثت عن المساكنة فقد سبقها عدد من الفنانين منهم الفنان كريم فهمي الذي تحدث عن تجربة المساكنة التي عاشها قبل زواجه.
بالإضافة إلى فنانين يفضلون المساكنة مثل الفنان محمد عطية الذي أعلن عن رفضه لفكرة الزواج قبل أن يعيش فترة مساكنة مع التي ينوي أن يتزوجها، والمطربة مايا دياب التي صرحت قبل مدة أنها تفضل المساكنة قبل الزواج، وذلك لمعرفة الطرفين لشخصيات بعضهما.
آراء ضد المساكنة
قالت نوران حامد، طالبة في العقد الثالث من عمرها، إن أشياء مثل المساكنة لا يجب أن تنتشر في المجتمع لأنها حرام شرعاً، وخطر على الشباب خاصة أن ظروف الحياة صعبة والكثير من الشباب لا يستطيع الزواج، ودعوات لأشياء مثل هذه في الفترة الحالية ستنتشر بشكل كبير.
وأكملت هاجر علي، طالبة بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن المساكنة والمواعدة والأشياء التي تدعوا للانحلال الأخلاقي يجب أن لا تنتشر في المجتمع المصري لأنها تخالف قيمنا المجتمعية والدينية، وأنا أرفض انتشار هذه الأفكار في وسائل الإعلام لأنها قد تعلق بأذهان الشباب خاصة حديثي السن.
تحليل علماء النفس لظاهرة المساكنة
قالت أستاذ علم النفس التربوي، مايسة فاضل، إن المساكنة تُعَدُّ انحرافًا نفسيًا، وأن هذه المعضلة تشمل شقين: الشق الأول بالنسبة للذكور هو نوع من عدم تحمل المسؤولية والتهرب منها، حيث يسعى الذكر إلى الاستمتاع بالحياة دون دفع ثمن.
أما الشق الثاني، فقد أوضحت أن بعض الإناث يلجأن إلى المساكنة بحثاً عن الأمان، واستغلال بعض الذكور لهذه الحاجة العاطفية.
ومن الممكن أن يتم استغلال الرجل مادياً من قبل الأنثى عن طريق الإنفاق والإعالة، مما يؤدي إلى نوع من الاستغلال العاطفي، مشيرة إلى أن المساكنة لا توفر حباً أو أماناً أو مشاعر حقيقية.
وأضافت أن بعض النساء يلجأن إلى المساكنة لتجنب وصمة "العانس"، وأن الانفصال بين الطرفين قد يسبب صدمة عاطفية، مما قد يدفع البعض للدخول في دائرة مفرغة من المساكنة.
وأكدت أهمية وجود مرجعية دينية في حياة الأفراد لضمان الاستقرار وتجنب المحرمات.

الآثار الاجتماعية والاقتصادية للمساكنة
أشارت أستاذة علم النفس الاجتماعي، سوسن فايد، إلى أن استمرار ظاهرة المساكنة يرتبط بالتفكك الاجتماعي وغياب تكوين الأسرة، وأن الاستغناء عن الزواج التقليدي قد يؤدي إلى نشوء أجيال مفككة.
وأكدت أن صعوبة تكاليف الزواج وعزوف الشباب عنه قد يؤديان إلى اللجوء إلى المساكنة، مشيرة إلى أن هذا ليس في مصلحة المجتمع ويزيد من نسبة العنوسة.

وتابعت سوسن فايد أن الحل يكمن في تقليل تكاليف الزواج وفهم مضمونه والمسؤوليات والواجبات التي يتحملها الزوجان، وأن تتم حالات الانفصال بسلام بدون مشاكل أو مشاحنات.
وشددت على ضرورة إعادة النظر في هذه الظاهرة، مشيرة إلى أن استمرارها سيكون على حساب تماسك المجتمع واستقراره.
الفراغ التشريعي والمبادرات الحكومية
أكدت عضو مجلس النواب وعضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بالنواب، عبلة الهواري، أنه لا يوجد حتى الآن طرح لمناقشة أو دراسة قانون يمنع المساكنة في اللجنة التشريعية بمجلس النواب.
وأوضحت في تصريحات لـ "تليجراف مصر" أنه إذا تم عرض رؤية لظاهرة المساكنة في قانون الأحوال الشخصية، يجب أن يُعرض على لجنة تتضمن أعضاء من وزارة العدل، بالإضافة إلى مشاركة شيوخ من الأزهر، مشددة على أن الأزهر سيكون الأجدر بالمساعدة في إعداد قانون الأحوال الشخصية.
موقف الأزهر من المساكنة وتداعياتها
من جانبه، أكد العالم الأزهري أسامة قابيل أن فكرة "المساكنة" التي تظهر بين الحين والآخر عبر تصريحات بعض الفنانين أو من يسمون أنفسهم "حقوقيين" هي محاولات ممولة تهدف إلى تخريب المجتمعات.
وتابع أن الدعوات التي تروج لفكرة المساكنة باعتبارها حرية أو تطوراً حضارياً لا تتماشى مع القيم والأعراف المجتمعية، متسائلاً: "هل انتهت الأفكار البناءة ولم يبقَ سوى هذه الأفكار التي تهدف إلى تدمير المجتمعات وإشاعة الفتن وضياع الأخلاق؟".
اختتم قائلاً: "مجتمعاتنا تعاني من ارتفاع نسب العنوسة بسبب ارتفاع المهور وتكاليف المعيشة، لذا أدعو إلى تيسير الزواج وتخفيض المهور، فالشاب والفتاة يجب أن يختارا بعقلانية خلال فترة الخطوبة وفق الشريعة، مما يساعد في كشف إمكانية التوافق وبناء أسرة سليمة، وبالتالي إغلاق الباب أمام محاولات نشر الفسق والفجور في المجتمع".

الأكثر قراءة
-
الرقصة الأخيرة.. لحظة القبض على "طارق ميشو" بالإسكندرية (صور)
-
مشاجرة بأكياس الشطة.. "خناقة" في الشروق تنتهي بإصابة أسرة كاملة
-
عمرهما 5 سنوات.. ضبط مدرس خدش براءة صغيرتين بحضانة مدرسة دولية بأكتوبر
-
ما يحدث تهديد لاتفاقية السلام القائمة.. رسالة حاسمة من السيسي لـ إسرائيل
-
لماذا امتنعت تونس والعراق وإيران عن التصويت على حل الدولتين؟.. أستاذ علوم سياسية يوضح
-
"المشردة المثقفة".. "ولاء" أنهكتها قسوة الحياة فقررت عشق الشارع
-
وزنها 600 جرام.. تحقيقات موسعة حول سرقة أسورة الملك بسوسنس الأول
-
جدة ضحايا دلجا تصرخ في المحكمة: "موتت لي 7.. عايزة حقهم"

أخبار ذات صلة
ضياء رشوان يكشف دلالات استخدام السيسي لكلمة "العدو" في وصف إسرائيل
15 سبتمبر 2025 11:40 م
ما يحدث تهديد لاتفاقية السلام القائمة.. رسالة حاسمة من السيسي لـ إسرائيل
15 سبتمبر 2025 04:57 م
أستاذ علاقات دولية: أهمية تشكيل قوة عربية لمواجهة التصعيد الإسرائيلي
15 سبتمبر 2025 10:55 م
سامي عبد الراضي يكشف كواليس محاكمة المتهمة بإنهاء حياة صغار ديرمواس
15 سبتمبر 2025 10:45 م
سامي عبد الراضي: قصة الطالبة "آية" استثنائية تحولت فيها المحنة لمنحة
15 سبتمبر 2025 10:42 م
أستاذ أمراض صدرية: نزلات البرد الحالية لا تستدعي القلق
15 سبتمبر 2025 10:38 م
دبوس معدني وقطع فول.. فريق مجمع الأقصر الطبي ينقذ صغيرتين من الاختناق
15 سبتمبر 2025 10:20 م
مسلم: إسرائيل دولة منفلتة وقمة الدوحة جسدت الغضب العربي من انتهاكاتها
15 سبتمبر 2025 10:11 م
أكثر الكلمات انتشاراً