"ملعب تزلج شندي".. خطوة "غير واقعية" تثير جدلا في السودان

أعلنت إدارة الشباب والرياضة بمدينة شندي في السودان، عن إنشاء أول ملعب للتزلج في ولاية نهر النيل، ليكون الثاني من نوعه في البلد الذي يعاني ظروفا صعبة بسبب الحرب الدائرة من عام ونصف.

الخطوة أثارت ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تباينت آراء السودانيين حول جدوى المشروع في ظل الظروف الراهنة التي تعاني منها البلد، في وقت يعاني فيه السودانيون من أزمات متعددة، تشمل صراعات دامية في العاصمة والمدن الكبرى وأوضاع إنسانية متدهورة، جاء الإعلان عن إنشاء ملعب للتزلج ليبدو منفصلًا عن الواقع بالنسبة للكثيرين، فقد تساءل العديد من المواطنين عن جدوى إنشاء مشروع رياضي يُعتبر رفاهية في دولة تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء. 

استخدم بعض المعلقين الإشاعة الشهيرة عن الملكة ماري أنطوانيت، التي نُسب إليها القول "إذا لم يكن هناك خبز للفقراء، دعهم يأكلون الكعك"، للتعبير عن استنكارهم لمثل هذا المشروع في ظل الظروف الصعبة، وأشار البعض إلى الفجوة الكبيرة بين احتياجات السكان اليومية واهتمامات الإدارة الرياضية، وفقًا لموقع "العربية".  

دفاع عن المشروع 

على الجانب الآخر، دافع بعض المراقبين عن المشروع باعتباره خطوة نحو تعزيز التنوع الرياضي وإدخال رياضات جديدة للشباب، وأكدوا أن تطوير الرياضة في البلاد يمكن أن يكون جزءًا من رؤية أوسع تشمل تحسين الأوضاع المعيشية. 

أحد المتفاعلين عبر عن رأيه قائلاً، "يد تبني ويد تحمل السلاح"، في إشارة إلى ضرورة الموازنة بين المشاريع التنموية والأوضاع الأمنية والإنسانية. 

مشاريع رياضية في السودان 

يُذكر أن ملعب شندي هو الثاني من نوعه في السودان، بعد الملعب الأول الذي أُنشئ في ولاية الخرطوم، كما تم افتتاح الملعب الثالث قبل شهرين تقريبًا في العاصمة المؤقتة بورتسودان بولاية البحر الأحمر. 

 تقع مدينة شندي في ولاية نهر النيل شمال السودان، على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتبعد حوالي 150 كيلومترًا شمال العاصمة الخرطوم، وتعتبر المدينة من المواقع التاريخية ذات الأهمية الثقافية والاقتصادية في السودان. 

تجدر الإشارة إلى أن الحدود الجنوبية للمدينة شهدت مؤخرًا أعنف المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع قرب مصفاة الجيلي لتكرير البترول، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني والإنساني في المنطقة.