"حبك سفاح".. سبب الاستعانة بأغانٍ في امتحانات "آداب إسكندرية"

"علشانك ممكن أعيش أسبوع مبكلش ولا أشرب"، سؤال غير متوقع فوجئ به طلاب كلية الآداب جامعة الإسكندرية، بامتحان مادة علم النفس، حيث يضمن أجزاء من أغنية "حبك سفاح" للفنانة نانسي عجرم.

جامعة الإسكندرية

بررت الدكتورة مريم إسماعيل أستاذ علم النفس في نص المذاكرة الإيضاحية المُقدمة لعميد كلية آداب جامعة الإسكندرية التي حصلت "تليجراف مصر" عليها، بأنها "بقيس قدرة الطالب على النقد التحليلي".

الدكتورة استعانت بأجزاء من أغاني "يا خالة ارقيني"، للفنان أحمد سعد، و"حبك سفاح"، ضمن أسئلة امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي الحالي.

وأوضحت لعميد كلية أداب جامعة الإسكندرية، في المذكرة أسباب اختيارها مثل هذه الصياغة في الامتحان، قائلة إن السؤال جاء متماشيا مع المادة العلمية المقررة، والتي اشتملت على موضوعات في علم النفس الإكلينيكي، الذي يهتم بدراسة الاضطرابات النفسية، والعقلية، وتشخيصها.

 مرضى الذهان

أستاذ المادة وواضعة الامتحان، في المذاكرة الإيضاحية، أن السؤال تحدث عن مثال لإحدى الشكاوى الإكلينيكية التي يعاني منها بعض مرضى الذهان، ولم يحمل أي لغة نابية، أو بذيئة، واستخدمت كلمات عربية واضحة، ومحتوى فني متداول لتبسٌط المعنى.

 أستاذة علم النفس

المفاجأة أن هذه ليست المرة الأولى لأستاذة علم النفس الدكتورة مريم إسماعيل، في استخدام مقتطفات من الأغاني في الامتحان، فمنذ أيام أثارت ورقة أسئلة لمادة “نصوص نفسية بلغة أوروبية حديثة”، تضمنت كلمات من أغنية "يا عراف" للفنان أحمد سعد.

النقد التحليلي

الدكتورة مريم إسماعيل، أكدت أن السؤال يقيس قدرة الطالب على النقد التحليلي، والتفكير المجرد لأحد المقاطع الفنية المتداولة، ولكن من الناحية الإكلينيكية، إذ يحتاج الأخصائي النفسي الإكلينيكي، أن يكون على دراية وصلة بفنون مجتمعه وآدابها لتصقل قدراته المهنية في فهم أنواع الشخصيات، والسلوكيات، ومن ثم القدرة على تعديلها، وعلاجها إن لزم الأمر.

 تدريب الطلاب

وقالت: بناء على إدراكي للأثر العميق الذي يحدثه الفن في تكوين قناعات المجتمع، وتراثه، حاولت تدريب الطلاب على الاستماع بصورة ناقدة بناءة لأي محتوى علمي وفني يعرض عليه، ويحاول الاستفادة بما درسه في المقرر عن طريق تسمية المشكلات إن وجدت بالمسمى العلمي الخاص بها.

مقاطع من الأغاني

بررت استخدامها مقاطع من الأغاني في الامتحان، أنها سبق وتصفحت عددا من الامتحانات الخاصة ببعض الكليات العملية، مثل: الأقسام العلمية للترجمة، ووجدت أسئلة تخص ترجمة "مقاطع غنائية معاصرة"، حتى يتمكن الطالب من الربط بين النظرية، وتطبيقاتها، وكان هذا هو المنطق وراء اختياري مثل هذا السؤال بهذه الصياغة.

 الامتحان سري

أشارت أستاذ علم النفس، في المذكرة الإيضاحية، إلى أن الأمر لا يتعلق بالسؤال في ذاته فقد حرصت على استخدام لغة مقبولة اجتماعيا وثقافيا، في ظل علمي أن الطالب يقوم بتسلٌم ورقة الأسئلة مع ورقة الإجابة، ولا يسمح له باستخدام الهاتف المحمول أثناء الامتحان، ومن ثم يبقى الامتحان سريا داخل أروقة اللجان.

مخالفة الأعراف 

وعلقت على تصوير  أحد الطلاب جزءا مستقطعا من الامتحان، وعرضه على صفحات التواصل الاجتماعي، قائلة، إن هذا الأمر يخالف جميع الأعراف القانونية والجامعية، ما أثار الجدل لعدم الدراية بالمقصد العلمي للسؤال.