فوزي عبد المولى.. شهيد حرب 1967 عاد لأسرته "رفات" بعد 57 عامًا

الجندي فوزي عبد المولى أبو شوك
داليا أشرف
في نهار يوم جمعة من العام 1967، ودع الجندي فوزي عبد المولى أبو شوك، أمه وأبيه وأشقاءه وزوجة المستقبل، حاملًا أمتعته داخل حقيبة ذات ذراع واحد، وتوجه نحو الباب قبل أن ينظر إليهم النظرة الأخيرة ثم أغلقه وراءه، واختفى بلا رجعة.

الجندي فوزي عبد المولى أبو شوك
سافر فوزي، إلى اليمن بعد التحاقه بالقوات المسلحة، غير مدرك لما هو قادم إليه، كان فقط ينتظر عودته إلى أهله والانتهاء من استكمال عش الزوجية، ليبدأ حياته مع زوجته المستقبلية، لكن حرب الاستنزاف بدأت وانغمس فيها، ثم انقطعت أخباره.
البعض ظن أنه يواجه ظروفًا قاسية تمنعه من التواصل رافضين الاستسلام لصوت يتردد داخلهم بوفاته، وفقًا لحديث الشاب محمد أبو شوك، نجل شقيقه لـ"تليجراف مصر" حيث روى تفاصيل القصة.
الأيام مرت وجرّت وراءها أعوامًا طويلة، والأسرة تترقب نفس الباب الذي خرج منه فوزي، آملة في أن يقرعه ويدخل عليهم مرة أخرى، أما الأم فكانت تنتظر أمام الباب تارة وتنظر من الشباك في الوجوه العابرة تارة أخرى، وتردد: "هذا يشبه ابني.. حليق الرأس، جسده نحيل وشاربه قصير، خطواته سريعة خلال السير.. هل سينظر إلي الآن ويلقي التحية؟".


رحلة البحث عن فوزي أبو شوك
الأسرة المكلومة لا تكل ولا تمل، قسّموا أنفسهم بين المستشفيات في رحلة بحث لا تنتهي عن المفقودين المصابين من الحرب، لكنهم فشلوا في العثور عليه، إلى أن اُعتبر شهيد مفقود في المستندات الرسمية، لكن عائلته رفضت التصديق حتى بعد أن استلموا شهادة وفاته.
الأم تموت حسرة على ابنها فوزي أبو شوك
أقامت الأسرة العزاء؛ لكن الأم ظلت تراقب "الشباك" تنتظر قدومه في أي لحظة، رافضة أن تتقبل خبر وفاته دون رؤية جثمانه أمام عينيها، وظلت هكذا إلى أن توفيت حسرةً عليه.

تعلق قلب شقيقه هو الآخر بالأمل، واستمر في البحث عنه بقية حياته، وكان يقول لأولاده: "عندي أمل في الله سبحانه وتعالى.. أنا بسعى عشان ألاقيه والسعي مطلوب.. يمكن يكون فاقدًا الذاكرة".
وصية البحث عن الجندي فوزي أبو شوك
في عام 2016، توفى شقيق "فوزي" تاركًا وصية لأبنائه فحواها أن من يجد "فوزي" يدفنه وسطهم في مقابر العائلة، إذ ظل قلبه متعلقًا بأخيه حتى بعد وفاته.

رفات الشهيد تعود لمنزله في 2024
الشهيد "أبو شوك" الذي كان يستعد قبل أكثر من نصف قرن لحفل زفافه، عثر الأحفاد على رفاته في عام 2024 بمنطقة الحسنة وسط سيناء، بعدما شاهد أحد أقاربه بالصدفة، منشورًا على "فيسبوك" يفيد بإيجاد متعلقات شخصية متهالكة، منها صور له ولأسرته وبطاقته الشخصية، ليجتمع الأحفاد مع الرفات أخيرًا بعد 57 عامًا من الغياب.

زغاريد اختلطت بالبكاء، فبعد التأكد من أن الرفات لفوزي أبو شوك بواسطة تحليل DNA، شيعت الأسرة جثمانه من مسجد سناني بمنطقة غرب، وسط عدد غفير من أهالي محافظات الإسكندرية وسوهاج والسويس.


الأكثر قراءة
-
حظك اليوم الاثنين 16يونيو 2025.. ستكون سعيدًا للغاية
-
لماذا تصدّر الأهلي مجموعته في مونديال الأندية رغم تساوي النقاط مع منافسيه؟
-
نموذج امتحان الفرنساوي تالتة ثانوي 2024
-
بعد صراع إسرائيل وإيران.. هل تتحقق نبوءات بابا فانغا بشأن نهاية العالم؟
-
قبل الامتحان.. أهم أسئلة فرنساوي ثالثة ثانوي pdf 2025
-
3 غضاريف وإقرار.. فتاة تتهم طبيبًا بالتسبب في وفاة والدتها
-
ماذا يحتاج الأهلي للتأهل إلى دور الـ16 في كأس العالم للأندية؟
-
طالب جامعي يتخلص من شقيقه بسبب مبلغ مالي في سوهاج

أخبار ذات صلة
مكان لا تجرؤ إسرائيل على قصفه في إيران
16 يونيو 2025 11:28 م
هروبًا من صواريخ إيران.. هكذا يقضي سكان تل أبيب يومهم في الملاجئ
16 يونيو 2025 11:10 م
بعد استهدافه من إسرائيل.. 5 معلومات لا تعرفها عن التليفزيون الإيراني
16 يونيو 2025 09:17 م
قبل القصف الإسرائيلي.. من هي سحر إمامي آخر وجه على التليفزيون الإيراني؟
16 يونيو 2025 07:22 م
حلم فيفا الكبير| مونديال الأندية.. الكرنفال الذي لا يرغب أحد بالرقص فيه
16 يونيو 2025 06:48 م
"الماماد" تحت الاختبار.. صواريخ إيران تكشف ثغرات الملاذ الآمن بإسرائيل
16 يونيو 2025 05:32 م
أوسكار أوستاري.. نهض من رماد الإصابات ليُسدد دين الذكريات لميسي
16 يونيو 2025 11:32 ص
ضربات موجعة.. ماذا تخفي إسرائيل من خسائرها جراء الهجمات الإيرانية؟
15 يونيو 2025 05:09 م
أكثر الكلمات انتشاراً