بسبب "بقرة".. صعيدي سُجِن 45 عاما ومات قبل زفافه

كمال ثابت أقدم سجين في مصر
أحمد نور الدين
البداية كانت "بقرة"، فلت عقالها، وسارت في حقل زراعي على غير هدًى، لتدهس في طريقها ما تيسر لقدميها من جرجير وفجل وبصل غير عابئة، ولا واعية بما تفعله، ولا بما قد يصير إليه.
خلال دقائق، كان صاحب الحقل قد رآها، فجرى وراءها، يسبها، ويضربها، ويحاول تنحيتها، لينقذ ما تبقى من محصوله، وحين رآه صاحب البقرة، هبّ إليه غاضبًا، لتبدأ خناقة صغيرة بينهما، تطورت إلى أن قتله.
صاحبُ البقرة، قتل جاره وابن عمومته، صاحبَ الحقل، وهذا يعني في تقاليد الصعيد إشعال شرارة ثأر، لا يعرف أحد إلى أين تمتد، وكم ستأكل في طريقها.
المشهد جرى في قرية الديابات، مركز أخميم، محافظة سوهاج، منتصف 1973. كان القتيل اسمه ثابت. الابن "كمال"، رأى مقتل الأب، وظل يضمر في داخله الغضب، حتى تمكن من إطلاق النار على القاتل، ليودي بحياته، وحياة ثانٍ كان معه، بينما أصيب ثالث كان بينهما. حينها، أحس ببرودة الثلج في صدره، بعد أن أخذ بثأر أبيه، وتوجه من فوره إلى الشرطة، ليسلم نفسه.
حوكم كمال، وعوقب بالسجن 25 عامًا، لتبدأ رحلة تدويره بين السجون في مصر. وفي سجن طرة العمومي، قابل ابن الرجل الذي قتل أباه، فخطط للتخلص منه هو الآخر، وفعلا، نجح في الإجهاز عليه داخل السجن، لتعاد محاكمته، ويعاقب بالسجن المؤبد للمرة الثانية.
في عام 2006، تخلفت أمه للمرة الأولى عن زيارته، فأدرك أنها ماتت، وحينها أصيب بالجزع، وقرر التخلص من حياته، وجهز مشنقة قماشية في زنزانته، لكن حرس السجن فطنوا لخطته، وأدركوه في اللحظة الأخيرة.
قضى كمال 45 عامًا في السجن، حصل بها على لقب أقدم سجين في مصر، وبعد أن وصل مجموع الأحكام الصادرة ضده 65 عامًا؛ خرج بعفو رئاسي عام 2019، كان حينها قد تجاوز الخامسة والستين من العمر، لكنه لم يكن يائسًا، وفكر في بدء حياة جديدة.
تقدم حينها لخطبة فتاة، وافقت، ووافق أهلها، وبينما تستعد العائلتان للزواج، عاجله القدر بأزمة قلبية مفاجئة، صاحبها ضيق في التنفس، استدعى نقله إلى مستشفى سوهاج الجامعيّ، حيث لفظ آخر أنفاسه.
وصية كمال كانت واضحة، وتلخص قصة حياته، إذا وجّه فور خروجه من السجن رسالة إلى أهالي الصعيد، موضحا أنه لا يجب لأي إنسان مهما كان عمره أو منصبه أن يندفع وراء عادات أصبحت لا تصلح في الوقت الحالي الذي انتشر فيه العلم والتنوير.
كمال قال إن "يكون متحمساً لأخذ الثأر، وبعد ارتكابه الجريمة يصيبه الندم فوراً بعد القبض عليه، وتظلم الدنيا في وجهه أكثر وأكثر بعد توقيع عقوبة السجن عليه".
وناشد كمال كبار العائلات في الصعيد بالتعاون مع مشايخ الأزهر والأوقاف لوقف "هذه العادة الذميمة، التي باتت تهدد أبناء الصعيد باعتبار أن العديد منهم لازال متمسكًا بها رغم عاقبتها التي لا يعلمها إلا من ذاقها"، حسب قوله.

الأكثر قراءة
-
حظك اليوم الاثنين 16يونيو 2025.. ستكون سعيدًا للغاية
-
لماذا تصدّر الأهلي مجموعته في مونديال الأندية رغم تساوي النقاط مع منافسيه؟
-
نموذج امتحان الفرنساوي تالتة ثانوي 2024
-
بعد صراع إسرائيل وإيران.. هل تتحقق نبوءات بابا فانغا بشأن نهاية العالم؟
-
قبل الامتحان.. أهم أسئلة فرنساوي ثالثة ثانوي pdf 2025
-
3 غضاريف وإقرار.. فتاة تتهم طبيبًا بالتسبب في وفاة والدتها
-
ماذا يحتاج الأهلي للتأهل إلى دور الـ16 في كأس العالم للأندية؟
-
طالب جامعي يتخلص من شقيقه بسبب مبلغ مالي في سوهاج

أخبار ذات صلة
ضبط "بلطجية منشأة ناصر" بعد ساعات من تداول الواقعة عبر مواقع التواصل
16 يونيو 2025 10:52 م
بينهم "صغار".. إصابة 7 أشخاص بحادث على طريق "مصر – الإسماعيلية" الصحراوي
16 يونيو 2025 10:28 م
حبس مفتش مالي بتهمة سبّ وقذف موظفين وشخصيات عامة بالفيوم
16 يونيو 2025 10:25 م
وفاة غامضة لفتاة داخل منزلها تهز قرية شمشيرة بكفر الشيخ
16 يونيو 2025 09:01 م
وفاة طالبة إثر انهيار منزل بقنا.. والأهالي يشيعونها في أجواء من الحزن
16 يونيو 2025 08:54 م
الأمن يفحص واقعة تعدي أشخاص على مواطني منشأة ناصر
16 يونيو 2025 08:49 م
إصابة 16 شخصا في انقلاب ميكروباص بطريق "القاهرة – الفيوم"
16 يونيو 2025 07:59 م
إصابة وكيل نيابة جرجا في حادث سير على الطريق الصحراوي بقنا
16 يونيو 2025 07:31 م
أكثر الكلمات انتشاراً