ما حكم إقامة العزاء ثلاثة أيام؟

دار الإفتاء
محمد لطفي أبوعقيل
يشكل موضوع إقامة العزاء وتحديد مدته جزءًا من العادات والتقاليد المتأصلة في المجتمعات العربية والإسلامية.
من بين هذه العادات، تأتي مسألة تحديد فترة العزاء بثلاثة أيام، والتي تتباين الآراء حول مشروعيتها من الناحية الشرعية والعرفية.
ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن التزام هذه المدة يعزز من تضامن المجتمع ويمنح أهل الفقيد فرصة للتخفيف من مصابهم، يرى آخرون أن هذه العادة قد تحمل أعباءً اقتصادية واجتماعية غير مبررة.
وفي هذا السياق ورد الى دار الإفتاء سؤال نصه ما حكم إقامة العزاء ثلاثة أيام؟، مع اجتماع الناس لسماع تلاوة القرآن الكريم وجاء رد الإفتاء " لا مانع شرعًا من ذلك، ما لم يقترن بها إسرافٌ أو مباهاةٌ أو تفاخرٌ أو أكلٌ لأموال الناس بالباطل خصوصًا القُصَّر منهم".
حكم إقامة العزاء ثلاثة أيام
وأجابت دار الافتاء عبر موقعها الرسمي قائلة: إن الدين الإسلامي الحنيف هو دين المودّة والرحمة والترابط والتواصل والمواساة؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" رواه الشيخان من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
وأكدت، أن إقامة السرادقات وإحضار القراء للقراءة من الأمور المباحة في أصلها ما لم يقترن بها إسرافٌ أو مباهاةٌ أو تفاخرٌ أو أكل أموال الناس بالباطل.
مواساة المُصاب
وأضافت، وقد حثَّ الإسلام أتباعه على مواساة المُصاب منهم حتى يخفِّفوا آلام المصيبة عنه، ووعد صلى الله عليه وآله وسلم المُعزِّي بثوابٍ عظيمٍ، فقال في حديثه الشريف: "مَنْ عَزَّى مُصَابًا فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ" رواه الترمذي وابن ماجه، وقال صلوات الله عليه وتسليماته: "مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَزِّي أَخَاهُ بِمُصِيبَةٍ إِلَّا كَسَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ مِنْ حُلَلِ الْكَرَامَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" رواه ابن ماجه.
وأوضحت ويستحب تعزية أهل الميت جميعًا، ولا يكون العزاء بعد ثلاثة أيام إلا لمن كان غائبًا عن المكان أو لم يعلم فإنه يُعزِّي حين يحضر أو يعلم، وإقامةُ المآتم والسرادقات لقبول العزاء من العادات التي جرى بها العُرف بما لا يخالف الشرع الشريف، بل هي في حقيقتها وسيلة تساعد على تنفيذ الأمر الشرعي بتعزية المصاب.
لا إسراف فيها
وأشارت إلى، أنه من المقرر شرعًا أن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد ما لم تكن الوسائل محرمة في نفسها؛ فإذا تمت إقامة هذه السرادقات بطريقة لا إسراف فيها ولا مباهاة ولا تفاخر وكان القصد منها استيعاب أعداد المعزين الذين لا تسعهم البيوت والدور فلا بأس من ذلك، مضيفًة وكذلك الحال في إحضار القُرَّاء لقراءة القرآن؛ هو في أصله جائزٌ ولا شيء فيه، وأجرُ القارئ جائزٌ ولا شيء فيه؛ لأنه أجرُ احتباسٍ وليس أجرًا على قراءة القرآن، فنحن نعطي القارئ أجرًا مقابل انقطاعه للقراءة وانشغاله بها عن مصالحه ومعيشته، بشرط ألا يكون ذلك من تركة الميت، وألا يكون المقصود به المباهاة والتفاخر، وعلى الناس أن يستمعوا وينصتوا لتلاوة القرآن الكريم.
ولفتت، إلى أن أما إذا كان ذلك من أجل المباهاة والتفاخر فهو إسرافٌ محرمٌ شرعًا، وتشتد الحرمة إذا كان قد حُمِّل القُصَّرُ من أهل الميت نصيبًا في ذلك، أو كان أهل الميت في حاجة إليها، ولا يجوز أن ينفق أحدٌ في ذلك كله من تركة الميت أو مال غيره إلا عن طيب نفس منه، ولا يُحمَّل القصَّرُ ولا من لم تطب نفسه بذلك شيئًا منه.
ولا شك أن أهل الميت يكونون في أمسِّ الحاجة إلى من يخفف عنهم ويواسيهم بالقول، وبإعداد الطعام لهم، وبالمال إذا كانوا في حاجة إلى ذلك؛ لانشغالهم وإرهاقهم بمصابهم وتجهيزاته، وهذا معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم: "اصنعوا لآلِ جَعْفَرٍ طعامًا، فإنه قد أتاهم أمرٌ يَشغَلُهم" رواه أبو داود وابن ماجه والبيهقي من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، بل قد يجب الجلوس لتلقي المعزين؛ كما إذا غلب على ظن المُعزَّى أنه لو لم يجلس لنسبه المعزون إلى كراهته لهم حيث لم يجلس لتلقيهم، كما أشار إلى ذلك العلامة الشرواني في "حاشيته" على "تحفة المحتاج" للعلامة ابن حجر الهيتمي (3/ 176، ط. المكتبة التجارية).

الأكثر قراءة
-
"تورتة إباحية".. مفاجأة كبرى وراء فيديو العضو المضبوط بنادٍ شهير
-
لهذه الفئات فقط.. تفاصيل وظائف الكهرباء الجديدة 2025
-
"فتوح" سافر الخليج رجع لقى مراته مخطوبة.. أول تعليق من الزوجة: "بتاع فضايح"
-
موعد عرض الحلقة 12 من مسلسل فات الميعاد
-
بعد تعديل الاتفاق.. كيف توفر مصر الروبل الروسي لسداد قرض "الضبعة"؟
-
رقصة الموت الأخيرة.. تفاصيل ملحمية لـ"لعبة الحبار" قبل ساعات من العرض
-
توقعات تنسيق الثانوية العامة 2025 بجميع المحافظات.. مؤشرات هامة
-
طهران تصدم تل أبيب.. 4 قيادات عسكرية تعود من الموت في إيران

أخبار ذات صلة
رسميًا.. تنسيق الثانوية العامة 2025 محافظة الغربية
27 يونيو 2025 01:41 م
أول تعليق من السفارة المصرية على فيديو الكفيل السعودي والمقص
27 يونيو 2025 12:32 م
"أسترازينيكا مصر" تشارك في النسخة الرابعة من مؤتمر ومعرض "صحة أفريقيا"
27 يونيو 2025 11:52 ص
اعتماد ضوابط العمرة 1447هـ.. تنظيم جديد لحماية المعتمرين
27 يونيو 2025 11:46 ص
"الصحة" تطلق حملة قومية للتبرع بالدم في جميع المحافظات
27 يونيو 2025 10:59 ص
وزير الري: التعاون المائي مفتاح استدامة النيل والتغلب على تحديات المناخ
27 يونيو 2025 10:29 ص
شبورة وحر خانق.. "الأرصاد" تحذر من طقس الـ 72 ساعة المقبلة
27 يونيو 2025 10:13 ص
الإيجار القديم يصل محطته الأخيرة بمجلس النواب الإثنين المقبل
27 يونيو 2025 09:46 ص
أكثر الكلمات انتشاراً