العنف الأسري ينهش قلب طفلة بريئة.. قصة "مها" تكشف عن مأساة اجتماعية
العنف الأسري للأطفال - أرشيفية
شهدت منطقة المقطم حادثة أليمة تلامس شغاف القلوب وتثير أسئلة مؤلمة عن الإنسانية، حيث تعرضت الطفلة مها، التي لم تتجاوز السادسة من عمرها، لمأساة حقيقية نتيجة اعتداء وحشي على جسدها من قبل زوج والدتها.
كان من المفترض أن يكون هذا الرجل بمثابة أب للطفلة، لكنه بدلاً من ذلك، انتزع براءتها وطفولتها بيدين غافلتاه، حيث أسقطها ضرباته القاسية، قاصدًا بذلك تدمير حياتها الصغيرة.
تواطؤ بدلًا من الحماية
الأدهى من ذلك، كانت والدتها غائبة عن الحماية، بل وشاركت في هذا العنف، حيث يعكس صمتها وعدم قدرتها على اتخاذ موقف صارم عجزها عن مواجهة الضغوط النفسية أو الخوف من زوجها.
لم تكتفِ بالتفرج على الاعتداء، بل ساهمت أيضًا في تعنيف ابنتها، مما جعلها شاهدة على نهاية مأساوية لبراءة طفلة كان من المفترض أن تعيش في أمان.
جروح نفسية تفوق الجراح الجسدية
يقول استشاري الطب النفسي الدكتور توفيق عمران إن الأطفال الذين ينشأون في بيئات مليئة بالعنف يعانون من آثار نفسية مدمرة. فهذه التجارب لا تترك فقط علامات جسدية، بل تزرع قلقًا واكتئابًا عميقين قد يتلازمان معهم طيلة حياتهم.
وقد أُخذت من مها فرصة العيش في أجواء طبيعية، لتعيش الآن في ذكرى أليمة، محاطة بجراح لا تُرى لكنها تؤلم بشدة.
دور الأم في العنف
يوضح الدكتور عمران أن الأحداث المؤلمة تشير إلى أن الأم لم تكن غائبة عن الحماية فحسب، بل كانت أيضًا متواطئة في الاعتداء. هذا السلوك قد يكون نتيجة لعوامل عدة، منها الخضوع للضغوط النفسية أو الخوف من الزوج.
يبرز هذا التواطؤ الديناميكية السلبية التي تنشأ عندما يتحول الحب المفترض إلى أداة للسيطرة والعنف، مما يعكس افتقار الأم إلى الثقة في قدرتها على حماية ابنتها، ما يزيد من تعقيد المشكلة النفسية.
تأثير العنف على نفسية الأطفال
يؤكد عمران أن الأطفال الذين ينشأون في بيئات عنيفة يعانون من أضرار نفسية بالغة تتجاوز حدود الجراح الجسدية. يصبح هؤلاء الأطفال ضحايا للقلق المزمن والاكتئاب واضطرابات سلوكية، مما يترك آثارًا تمتد طوال حياتهم.
وفي حالة الطفلة مها، كان بإمكانها أن تعيش حياة مليئة بالأمل والسعادة، لكن العنف الذي تعرضت له أطفأ بريق براءتها وترك في روحها جروحًا نفسية عميقة لن تُمحى.
غياب الدعم المجتمعي
شدد الدكتور عمران على أن دور المجتمع لا يمكن تجاهله في هذه المأساة، حيث غالبًا ما يتعامى المحيطون عن علامات العنف والفوضى التي تعيشها الأسر، مما يساعد على انتشار المشكلة.
كما أشار إلى أن غياب الدعم الاجتماعي والعائلي يعمق مشاعر العزلة والضعف لدى الأمهات والأطفال، لذا، يتطلب الأمر جهودًا حقيقية من المجتمعات المحلية، مع ضرورة وجود آليات فعّالة لرصد وحماية الأطفال المعرضين للخطر، وتقديم المساعدة النفسية للأسر التي تواجه أزمات.
الدعوة إلى التحرك
اختتم عمران حديثه مؤكدًا أن مأساة الطفلة مها تمثل ناقوس خطر يدعو الجميع للتحرك نحو تغيير جذري، مضيفا : "علينا أن نعيد تقييم أساليب تعامل المجتمع مع قضايا العنف الأسري، ونعزز من برامج التوعية والدعم النفسي، لأن تغيير الواقع يتطلب منا جميعًا أن نكون جزءًا من الحل، لا مجرد شهود على المآسي".
الأكثر قراءة
-
قرض الـ 800 مليون دولار، هل المتحف المصري الكبير بحق انتفاع لليابان؟
-
من عمودين لصرح عالمي، رئيس عمال يكشف كواليس سنوات بناء المتحف الكبير
-
سعر صرف الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 2 نوفمبر 2025، كم وصل؟
-
20 دولارا للتأشيرات أو الخدمات.. "النواب" يوافق على قرار هام يخص المصريين بالخارج والسائحين
-
بعد تصدرها أوركسترا المتحف المصري الكبير، من هي الأوبرالية شيرين أحمد؟
-
المطرب النوبي أحمد إسماعيل يبهر الحضور في افتتاح المتحف المصري الكبير
-
بعد غياب 4 سنوات، المتحف المصري الكبير يعيد شريهان إلى أحضان الشاشة
-
كانت بتعدل طرحتها، إنقاذ فتاة ابتلعت دبوس داخل مدرسة بالأقصر
أخبار ذات صلة
بأيدي مصرية 100%، مراحل صناعة دعوات افتتاح المتحف المصري الكبير (خاص)
02 نوفمبر 2025 02:14 ص
مدرب كورال افتتاح المتحف المصري: واجهنا صعوبات، وهذا كان التحدي الأكبر
02 نوفمبر 2025 06:25 ص
كيف تمنع ظهور الشعر الرمادي؟، إليك 7 أطعمة تكافح الشيب المبكر
02 نوفمبر 2025 03:30 ص
بنقوشات فرعونية، إشادات بإطلالة انتصار السيسي في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير
01 نوفمبر 2025 08:04 م
منى شعراوي: رؤيتي لاحتفالية المتحف لم تكن مهنية فقط، وفخورة بالمشاركة
02 نوفمبر 2025 01:30 ص
"استحضار للهوية القديمة"، الآثار النفسية لترند صور الفراعنة
01 نوفمبر 2025 11:20 م
مهندس إضاءة العروض السماوية بالمتحف المصري الكبير يكشف سر الأضواء المبهرة
01 نوفمبر 2025 10:54 م
بعد ظهورها بالزي الفرعوني، من هي السباحة فريدة عثمان؟
01 نوفمبر 2025 10:40 م
أكثر الكلمات انتشاراً