"أنجلوجولد" تستحوذ على منجم السكري.. هل تتأثر حصة مصر من الذهب؟

أعلنت شركة سنتامين، المشغِلة لـ"منجم السكري"، أن حملة الأسهم صوتوا بالموافقة على الصفقة الموصى بها للاستحواذ من شركة أنجلوجولد أشانتي، وذلك في إفصاح لبورصة لندن اليوم.

وأوضحت سنتامين، في بيان لها، أن الأغلبية المطلوبة من مساهميها، وافقوا على تمرير القرار الخاص بالصفقة وتعديل النظام الأساسي للشركة، مشيرة إلى أن الذين صوتوا (إما شخصيًا أو بالوكالة) ويمثلون معًا أكثر من 75% من حقوق التصويت لجميع أسهم الشركة.

وحسب بيان الشركة، بلغ إجمالي عدد الأسهم المصدرة لشركة سنتامين وقت تسجيل التصويت على الخطة 1.161.082.695 سهمًا، بالتالي، فإن إجمالي عدد حقوق التصويت في سنتامين في ذلك الوقت كان 1.161.082.695 سهمًا أيضًا.

وفي 10 سبتمبر الماضي، أعلنت شركة "أنجلو جولد أشانتي" الجنوب أفريقية، إبرام صفقة بقيمة 2.5 مليار دولار للاستحواذ على شركة "سنتامين" المشغِلة لـ"منجم السكري"، ما يعني السيطرة على المنجم الذي يُعتبر أحد أكبر مناجم الذهب في العالم خارج ملكية كبرى الشركات العالمية.

تأثير الصفقة على مصر

من جانبه، أكدت الحكومة أن صفقة الاستحواذ لن توثر على حصة مصر في منجم السكري، مضيفة على لسان رئيس مجلس الوزراء: “هناك عقد خاص يتضمن حقوقنا في منجم السكري بمنتهى الوضوح، ونحن نأخذ حصتنا بانتظام تام، وفيما يخص حصة مصر لا يحدث بشأنها أي نوع من النقاش أو الجدل”.

من جانبه أكد الخبير الاقتصادي، بلال شعيب، أن استحواذ إمبراطورية التعدين، على شركة سنتامين سيدفع شركة أنجلو جولد أشانتي إلى ضخ استثمارات جديدة في منجم السكري خلال الفترة المقبلة، ما سينعكس بالتبعية على حجم إنتاجه من الذهب.

وارتفعت عوائد مصر من منجم السكري للذهب بنسبة 134.4% عام 2023، لتبلغ 139مليون دولار مقارنة مع 59.3 مليون في 2022، حيث تتوزع القيمة بين مدفوعات الامتياز (العلاوة) ونصيب مصر في الأرباح.

ووفق بيان سابق لـ"سنتامين"، فإن إيراداتها ارتفعت بنسبة 13%، لتحقق 891 مليون دولار في 2023، وبلغ صافي أرباحها نحو 92.3 مليون دولار، بنمو 27%، مشيرة إلى أنها سحبت 450.058 أوقية من الذهب من الأرض في 2023، بزيادة 2% عن العام السابق، مضيفة أنها أعادت توجيه منجم السكري نحو تحقيق عائد سنوي من الذهب يبلغ 500 ألف أوقية بشكل مستمر، مع انخفاض متوقع في تكاليف الأعمال بمجرد إنشاء قدرات توليد الطاقة الشمسية.

أرصدة الذهب

وأوضح بلال شعيب لـ"تليجراف مصر" أن زيادة إنتاج الذهب من منجم السكري، سيؤدي إلى زيادة أرصدة المعدن النفيس لدي البنك المركزي، لا سيما أن الذهب هو أحد مكونات الاحتياطيات الدولية بالبنك المركزي، وهذا يعني أنه كلما ازداد الاحتياطي سواء من خلال توريد المناجم التابعة للهيئة العامة للثروة المعدنية، أو التعاقدات الخارجية، فإن ذلك يعني زيادة احتياطي النقدي في مصر.

 ووفقًا لأحدث تقارير للبنك المركزي المصري، فإن أرصدة الذهب في احتياطي النقد الأجنبي إلى 10.262 مليار دولار بنهاية أغسطس 2024، مقارنة بـ9.833 دولار بنهاية يوليو الماضي بمقدار زيادة 379 مليون دولار، فيما سجل بنهاية يونيو 9.485 مليار دولار.

وأشار  البنك المركزي إلى أن رصيد حقوق السحب الخاصة سجل 20 مليون دولار مقابل 302 مليون دولار بنهاية يوليو، وارتفعت أرصدة العملات الأجنبية إلى 36.317 مليار دولار، مقابل 36.306 مليار دولار بنهاية يوليو.

منجم السكري

وضربت مصر موعدًا مع المجد باكتشافها أحد كنوزها المدفونة في بطن أراضي صحراء النوبة في عام 2005، وهو تاريخ لا ينسى ارتبط باكتشاف منجم السكري، فمنذ ذلك التاريخ أخذت الشراكة بين الحكومة المصرية وشركة سنتامين الأسترالية "الفرعونية لمناجم الذهب سابقًا"، مرحلة جديدة من جني ثمار التعاون الذي بدأ في 2014 بتوقيع اتفاقية للتنقيب عن الذهب واستغلاله.

وخلال الفترة من مارس 2010 إلى فبراير 2023، وصل حجم إنتاج الذهب من منجم السكري الممتد على على مساحة 160 كيلومترًا إلى 5.2 مليون أوقية بإيرادات تقدر بقرابة 7.5 مليار دولار، وفق بيان لوزارة البترول والثروة المعدنية.