من الدرجة السادسة إلى المجد.. قصة بغداد بو نجاح

أنقذ بغداد بو نجاح منتخب الجزائر بعد تسجيله هدفًا في الوقت القاتل أمام منتخب بوركينا فاسو، ليتعادل الخضر أمام الخيول البوركينية بهدفين لكل فريق.

وتواجه الفريقان ضمن منافسات الجولة الثانية من المجموعة الرابعة في بطولة كأس أمم أفريقيا 2023.

وأعاد تألق بو نجاح إلى الأذهان، تألق المهاجم الجزائري في نسخة 2019، حين قاد الخضر لتحقيق اللقب، فهل يفعلها مرة أخرى بعد 5 سنوات؟.

ويستعرض “تليجرف مصر” قصة بغداد بونجاح نجم منتخب الجزائر كالتالي:

نشأ بغداد بونجاح على حب كرة القدم منذ الصغر، لكنه عانى على مستوى الدراسة.

لم يكن “بغداد” طفلًا مميزًَا بنظر والده، ومثلما فقد الأمل فيه بالتعليم، لم يكن مؤمنًا بقدراته في كرة القدم، واتجه لدعم شقيقه.
وخيب نجم الجزائر ظنون الأب، ونجح فيما فشل فيه شقيقه، وكتب تاريخًا كبيرًا مع منتخب بلاده.

تألق في الجزائر وتونس

وبدأ بغداد بونجاح مع فريق وهران في الدرجة السادسة لكرة القدم الجزائرية، ومن ثم تابعه مدرب اتحاد الحراش بوعلام الشريف الذي دعاه للاختبارات لمدة أسبوع، ليوقع بعدها مباشرة مع الأصفر والأسود.

وشارك لأول مرة مع النادي كلاعب أساسي في مباراة الجولة الأولى من الدوري الجزائري موسم 2011-2012 ضد مولودية وهران، وسجل هدفًا في الدقيقة 78.

وبعد أشهر قليلة من انضمامه إلى الحراش، أثار مدرب الجزائر آنذاك وحيد خليلودزيتش ضجة عندما استدعى بونجاح لمباراة دولية.

وخلال موسمين مع اتحاد الحراش، ميز بونجاح نفسه كواحد من بين أفضل الهدافين في البطولة الجزائرية، ليقرر النجم الساحلي التعاقد مع اللاعب في يونيو 2013، ووقع معه عقد لمدة 3 مواسم.

وسرعان ما أصبح جزءًا أساسيًا من النجم الساحلي، وحصل على لقب هداف الدوري التونسي 2014 في عامه الأول، بتسجيله 14 هدفًا في 23 مباراة.

وفي نفس العام، فاز بونجاح بأول ألقابه مع النادي التونسي، بعد التتويج بكأس تونس 2014، على حساب الصفاقسي (1-0).

إلى قطر

وفي 29 أبريل 2015، انتقل المهاجم الجزائري الدولي إلى نادي السد الرياضي القطري، لكنه عاد إلى النجم الرياضي الساحلي لمدة 6 أشهر على سبيل الإعارة بعد اكتمال عدد الأجانب في النادي القطري.

قدم المهاجم الجزائري موسمًا استثنائيًا في عام 2018 مع السد، إذ سجل 58 هدفًا، وكان تحت أنظار أندية عالمية مثل أولمبيك مارسيليا، وليدز يونايتد، لكنه في الأخير مدد تعاقده مع النادي القطري.

وفي مارس 2019، بات بغداد الهداف التاريخي لنادي السد بعدما سجل 105 هدفًا، متقدمًا على كارلوس تينوريو، وأنهى الموسم برصيد 39 هدفا في 22 مباراة فقط.

وإجمالا، لعب بغداد بونجاح 216 مباراة مع السد القطري، نجح في تسجيل 199 هدفًا وقدم 59 تمريرة حاسمة.

المجد مع الجزائر

استمر تألق بغداد مع منتخب الجزائر على رغم من رحيل وحيد خليلودزيتش الذي استدعاه لأول مرة، ليكمل المسيرة مع جمال بلماضي.

وقال بلماضي خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019: “اخترت بونجاح لقدراته التهديفية المتميزة، ولأنه لاعب كبير في الفريق، لقد أهدر ركلة جزاء أمام كوت ديفوار في دور ربع النهائي، لكن لا داعي للقلق”.

وحاول المهاجم الجزائري بذل قصارى جهده، وقال "عندما نلعب للمنتخب الوطني فإننا نلعب من أجل الجزائر، نحن لا نلعب من أجل المال، لا نلعب من أجل الشهرة، كل العمل الذي نقوم به هو من أجل بلدنا".

استعاد بونجاح بعض ثقته في نصف النهائي ضد نيجيريا رغم عدم تسجيله، حيث تسبب في مشاكل لدفاع النسور الخضراء وصنع الفرص لزملائه.

ولم تتزعزع ثقة بلماضي في بونجاح طوال البطولة وشارك أساسيا في المباراة النهائية ضد السنغال.

وقد تم رد هذه الثقة بعد دقيقتين فقط من المباراة النهائية في القاهرة، حيث هزت تسديدة بونجاح المبكرة الشباك، ليفوز الخضر بالبطولة الأكبر في القارة السمراء.

ولعب بغداد بونجاح 65 مباراة مع المنتخب الجزائري، نجح في تسجيل 28 هدفًا، وقدم 11 تمريرة حاسمة.