متحف الشرطة بالإسماعيلية.. هنا أبطال انحنى أمامهم الإنجليز

متحف الشرطة بالإسماعيلية
يوسف نصار ويوسف عماد
هنا متحف الشرطة بالإسماعيلية، يوثق بطولات العيون الساهرة، بعد 72 عامًا على المعركة الأشهر في تاريخ الشرطة، عندما تصدى الأبطال للمحتل الإنجليزي، في 1952.
متحف الشرطة
متحف الشرطة الذي يقع في الطابق الأرضي بمديرية أمن الإسماعيلية، يجسد تفاصيل معركة الشرطة في 25 يناير 1952، من خلال لوحات عدة تحكي معركة الشرطة ضد الاحتلال البريطاني.
افتتح المتحف وزير الداخلية الأسبق زكى بدر عام 1987 بمناسبة عيد الشرطة، وتم تطويره وافتتاحه مرة أخرى في 17 يناير 2015 في عهد وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم.
وقبل 5 سنوات من الآن، تم تطوير المتحف مرة أخرى، وافتتاحه في مارس 2019، ليضم “ماكيت” داخل صندوق زجاجي بداخله مجسم لمعركة الشرطة ضد الاحتلال الإنجليزي أمام "قسم البستان" بديوان عام محافظة الإسماعيلية.

ودارت تفاصيل معركة الشرطة في 25 يناير عام 1952، بعدما استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" ضابط الاتصال المصري، لإنذاره بتسليم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، والرحيل عن منطقة القناة والانسحاب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطاني، وأبلغته إلى وزير الداخلية في ذلك الوقت، فؤاد سراج الدين.
بلوكات النظام
وطلب وزير الداخلية من الشرطة، الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام، وكانت هذه الحادثة من أهم أسباب اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة، أو التي كان يطلق عليها “بلوكات النظام” وقتها، وهو ما جعل إكسهام وقواته يحاصرون بمحاصرة المدينة ويقسمونها إلى حي العرب وحي الإفرنج، ووضعوا سلكًا شائكًا بين المنطقتين، بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحي الراقي مكان إقامة الأجانب.
لم يكن ذلك السبب الوحيد لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 1936 في 8 أكتوبر 1951، حيث غضبت بريطانيا بشدة واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين.
ومع إحكام قبضة المستعمر الإنجليزي على المدن المصرية، ومنها مدن القناة التي كانت مركزًا رئيسيًا لمعسكرات الإنجليز، بدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر، واندلعت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

مظاهرات العمال والطلبة
وفي 16 أكتوبر 1951، بدأت الشرارة الأولى للتمرد ضد وجود المستعمر بحرق “النافي”، وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز، كان مقره بميدان عرابي وسط مدينة الإسماعيلية، وأُحرق بعد مظاهرات من العمال والطلبة، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فنظموا جهودهم لمحاربة الانجليز، فكانت أحداث 25 يناير 1952.
مجزرة وحشية
وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحًا، وانطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا، ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر، تضرب بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة.
وبعد أن تهدمت الجدران وسالت الدماء أنهارًا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب مدة قصيرة، لكي يعلن لرجال الشرطة المحاصرين في الداخل إنذاره الأخير، لمطالبتهم بالاستسلام والخروج رافعين أيديهم دون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة.
شجاعة ضابط
وتملكت الدهشة القائد البريطاني المتعجرف، حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج بالحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ في وجهه بشجاعة وثبات قائلًا: “لن تتسلمونا إلا جثثًا هامدة”. واستأنف البريطانيون المذبحة، فانطلقت المدافع وانهمرت القنابل على المباني حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت في أركانها الأشلاء وارتوت الأرض بالدماء الطاهرة.

وبرغم ذلك الجحيم، ظل أبطال الشرطة صامدين في مواقعهم، يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية، حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم في المعركة 56 شهيدًا و80 جريحًا، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلًا و12 جريحًا.
وأسر البريطانيون من بقى من الضباط والجنود على قيد الحياة، على رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف، ولم يفرج عنهم إلا في فبراير 1952. ولم يستطع الجنرال “إكسهام” أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين، فقال لضابط الاتصال المقدم شريف العبد: “لقد قاتل رجال الشرطة المصريين بشرف واستسلموا بشرف.. لذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا".
وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة، ومرورهم أمامهم تكريمًا لهم وتقديرًا لشجاعتهم، لتظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية في معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزي ماثلة في الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصري وتحتفى بها.

الأكثر قراءة
-
وفاء في المطار وهبة قفلت الحساب".. منشور لـ أحمد مهران يشعل "السوشيال ميديا"
-
بعد مرور شهر.. حقيقة تفعيل قانون الإيجار القديم اليوم
-
بائعة الفسيخ والأردنية وفتاة قمرون.. جيوش الزومبي | خارج حدود الأدب
-
"اتعاملوا معاها كرقم في جدول العمليات".. رسالة مؤثرة من خالة نورزاد ضحية الإهمال الطبي
-
بنت تنظيم الإخوان.. كابتن إيلا تحرض على الفلسطينيين نهارًا ووالدها يسب مصر ليلا
-
فيديو ورطها مع أم مكة.. الداخلية تعلن القبض على البلوجر أم سجدة
-
انفجار أسطوانة بوتاجاز بمطعم في سوهاج يوقع 10 مصابين.. و"الحماية المدنية" تتدخل
-
غياب ضوء النهار.. موعد كسوف الشمس كليا في مصر

أخبار ذات صلة
القضاء يؤكد أحقية شيرين في "المليونين".. ومحاميها: روتانا ملزمة بالدفع
02 أغسطس 2025 04:17 م
إخماد حريق اندلع في مركب سياحي بمدينة رشيد.. ولا إصابات
02 أغسطس 2025 03:59 م
ضبط تيك توكر ادعت قدرتها على تسهيل استخراج رخص قيادة السيارات
02 أغسطس 2025 03:56 م
المحامي أشرف فرحات ينفي القبض على الفنانة هند عاطف
02 أغسطس 2025 03:51 م
سيارة جمع القمامة تكتب نهاية مؤلمة لبائعة سمك بالمنوفية
02 أغسطس 2025 03:22 م
إصابة 8 أشخاص في حادث تصادم على طريق القاهرة الفيوم الصحراوي
02 أغسطس 2025 03:11 م
بعد 30 سنة.. جرح أنغام يتجدد بعد رحيل عمها الثاني في غرفة النوم
02 أغسطس 2025 03:02 م
حكم قضائي بشأن رسوم العائمات السياحية
02 أغسطس 2025 11:54 ص
أكثر الكلمات انتشاراً