انطلاق قافلة المساعدات الـ22 إلى غزة وسط تحذيرات من مجاعة كارثية

انطلقت القافلة الإنسانية الـ 22 المعروفة باسم "زاد العزة" من ساحة معبر رفح البري في إلى معبر كرم أبو سالم متجهة إلى قطاع غزة، وذلك في إطار الجهود المصرية المتواصلة لإيصال الدعم الإغاثي إلى الفلسطينيين الذين يواجهون ظروفًا إنسانية غير مسبوقة جراء الحصار الإسرائيلي المستمر، وفقا لـ “القاهرة الإخبارية”.

مطبخ ميداني في العريش لإعداد وجبات طازجة لسكان القطاع.

ووفقا لما ورد، تضم القافلة ثلاث شاحنات مُحملة بالوقود إلى جانب مساعدات متنوعة مقدمة من الهلال الأحمر المصري ومنظمات دولية، موضحًا أنه تم إنشاء مطبخ ميداني في مدينة العريش لإعداد وجبات طازجة مخصصة لسكان القطاع المحاصر.

القافلة 22 تضم مواد غذائية وأطنان من الدقيق

كما تشمل القافلة، شحنات من المواد الغذائية الأساسية، وأطنانًا من الدقيق، ومستلزمات طبية عاجلة، إضافة إلى سلال غذائية مقدمة عبر برنامج الأغذية العالمي والأمم المتحدة، والهلال الأحمر. 

يُذكر أن جميع الشاحنات تخضع لعمليات تفتيش ورقابة صارمة من الجانب الإسرائيلي، الذي يواصل منع دخول عدد كبير منها على الرغم من استيفائها للموافقات الرسمية والتقارير الخاصة بمحتوياتها.

جيش الاحتلال يسمح بدخول فقط 15% من المساعدات

ووسط الحصار الخانق التي تفرضه دولة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه رغم تدفق قوافل المساعدات فإن ما يُسمح بدخوله فعليًا لا يغطي سوى أقل من 15% من الاحتياجات اليومية لقطاع غزة، والمُقدرة بنحو 7.5 مليون وجبة غذائية، بحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة  للشؤون الإنسانية، بينما تواصل سلطات الاحتلال فرض قيود قاسية على دخول الشاحنات التجارية، وتتحكم في نوعية المواد المسموح بها، وهو ما يعكس حجم التعقيدات والعراقيل المفروضة على الإغاثة الإنسانية. 

جهود مصرية لوصول المساعدات إلى سكان القطاع

من جانبه، أكدت القوافل المصرية، المتتابعة التزام القاهرة بدورها الإنساني والتاريخي تجاه غزة، حيث تواصل مصر تجهيزها وتنسيقها مع المنظمات الدولية بهدف ضمان وصول المساعدات إلى القطاع في أسرع وقت ممكن، رغم العراقيل المستمرة من جانب الاحتلال.

تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة

وتصاعدت الأزمة الإنسانية في غزة بشكل خطير منذ مارس الماضي، حين أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع معابر القطاع في خرق لاتفاق التهدئة الموقع في 18 يناير الماضي، والذي كان يقضي بإدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميًا ، إلا أن هذا الإغلاق أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بصورة غير مسبوقة.

المجاعة في غزة عار عالمي وكارثة من صنع الإنسان 

وفي هذا السياق، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر للمرة الأولى دخول غزة رسميًا في مرحلة المجاعة الحادة، مؤكدًا أن نحو 500 ألف فلسطيني يواجهون "جوعًا كارثيًا". 

ووصف فليتشر، الوضع بأنه "عار عالمي" و"كارثة من صنع الإنسان"، مشددًا على أن المجاعة كان يمكن تفاديها لولا العراقيل الإسرائيلية التي تمنع إدخال المساعدات بشكل ممنهج، وهو ما أدى إلى تفكيك نظام توزيع الإغاثة داخل القطاع.

الحكومة الإسرائيلية تتعمد تجويع الفلسطينيين

واتهم فليتشر، الحكومة الإسرائيلية بـ"عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية بصورة متعمدة"، ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى فتح المعابر فورًا والسماح بدخول المساعدات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

الوفيات الناجمة عن التجويع في غزة "جريمة حرب"

من جانبه، حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من أن الوفيات الناجمة عن التجويع في غزة قد تُصنَّف على أنها "جريمة حرب" وترقى إلى "القتل العمد"، مؤكدًا أن المجاعة الحالية هي نتيجة مباشرة لإجراءات الحكومة الإسرائيلية.