الخميس، 20 نوفمبر 2025

04:19 م

مرشحون بلا دعم أو ظهير حزبي، هل تنتصر السوشيال ميديا على المال السياسي؟

انتخابات مجلس النواب 2025

انتخابات مجلس النواب 2025

وسط مشهد انتخابي يزداد اشتعالًا، بعد إلغاء نتيجة المرحلة الأولى، في بعض الدوائر واقتراب موعد المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025، برزت نماذج غير تقليدية لمرشحين بلا دعم مالى أو ظهير حزبى، لكنهم استطاعوا أن يتحولوا إلى ظواهر لافتة بفضل حضورهم الإنسانى وتفاعلهم المباشر مع المواطنين، وانتشارهم الواسع على منصات التواصل الاجتماعى.

من خطوات الدكتور محمد زهران داخل شوارع المطرية، إلى جولات مونيكا مجدى على دراجتها فى شبرا، وصولًا إلى المدرس عماد العدل الذى حمله الجمهور إلى صدارة المشهد تحت لقب “مرشح الغلابة”.. قصصًا تكشف كيف تمكنت السوشيال ميديا من قلب معادلة الدعاية الانتخابية وتجاوز نفوذ المال السياسى.

جولات بسيطة تلامس القلوب

انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي، لقطات لافتة لمرشح مجلس النواب الدكتور محمد زهران، وهو يتجول على قدَمَيه داخل شوارع منطقة المطرية بالقاهرة، في جولة ميدانية حملت طابعًا إنسانيًا مباشرًا، وجعلته أقرب إلى المواطنين وأكثر تفاعلًا مع نبض الشارع.

الدكتور محمد زهران أثناء تواجده في الشارع

أسلوب مختلف في الدعاية الانتخابية

اختار الدكتور زهران أسلوبًا مختلفًا في دعايته الانتخابية؛ فلم يعتمد فقط على اللافتات أو الحملات الإلكترونية، بل نزل بنفسه إلى الشوارع، يُصافح الأهالي يدًا بيد، ويتحدث معهم بلا حواجز، موزّعًا الكروت الانتخابية الخاصة به في مشهد لاقى انتشارًا واسعًا عبر “السوشيال ميديا”.

ومع كل خطوة داخل المطرية، كان يتوقف للاستماع إلى المواطنين ويسأل عن احتياجاتهم اليومية، ويستمع إلى معاناتهم مع الخدمات والظروف المعيشية، في محاولة لإظهار أنه قريب منهم بالفعل، يشعر بهم ويفهم مشكلاتهم، ويحاول أن يُشعرهم بأن صوتهم مسموع ووجودهم مهم.

بهذه الجولة التي اعتمدت على السير وسط الأهالي، قدّم الدكتور محمد زهران نموذجًا مغايرًا في الدعاية الانتخابية، يقوم على القرب المباشر من المواطنين والإصغاء لهمومهم اليومية، وهو ما قد يمنحه دفعة قوية في سباق مجلس النواب 2025، إذ يميل كثيرون إلى تأييد المرشح الذي يصل إلى الناس قبل أن يصل إلى قاعة البرلمان.

جولات بالدراجة

ابتكرت المرشحة مونيكا مجدي عن حزب الإصلاح والنهضة، في دائرة شبرا وروض الفرج وبولاق أبو العلا، أسلوبًا مبتكرًا في الدعاية الانتخابية، حيث قامت بجولات بالدراجة داخل الدائرة لتوزيع الدعاية على أهالي منطقتها، مؤكدة أن هذه الطريقة تُمكّنها من الوصول إلى جميع المواطنين بطريقة مباشرة وفعّالة.

وخلال جولاتها الانتخابية، قالت مونيكا مجدي: "هذه أدواتي وجهدي الشخصي، وحسبي الله ونعم الوكيل في كل من ينشر شائعات أو يحاول التقليل من مجهودي، لن أتساهل مع أي شخص يقلل من جهدي أو يروج لأقوال غير صحيحة".

وأكدت المرشحة أن الهدف من أسلوبها المباشر هو التواصل الحقيقي مع الناخبين بعيدًا عن أرقام وهمية أو تأثير المال والنفوذ، مشيرة إلى أنها ستواصل جهودها للوصول لكل المواطنين وإيصال رسالتها الانتخابية بشكل شفاف وواضح.

المرشحة مونيكا مجدي بالدراجة والتوكتوك

"مرشح الغلابة"

وبأسلوب دعاية بسيط ومباشر، تمكن أحد مرشحي انتخابات مجلس النواب، من جذب تعاطف شعبي واسع بعد أن لُقّب بـ"مرشح الغلابة"، عقب انتشار صوره ومقاطع الفيديو الخاصة به على مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي محافظة الدقهلية بدلتا النيل، وتحديدًا بمدينة المنصورة، ظهر اسم عماد عبد الغني العدل، المدرس بالمرحلة الثانوية، كأحد أبرز المرشحين الذين لفتوا الأنظار، بعدما شوهد يتحرك بين الشوارع والأسواق حاملًا منشوراته الدعائية التي تحمل رمزه الانتخابي “طلمبة المياه”، ويقوم بتوزيعها بنفسه على الأهالي.

المرشح عماد عبد الغني العدل مع رمزه الانتخابي “طلمبة المياه”

“حِسّكم معايا”

وتزامن ذلك مع تصوير أحد شباب بلدته “محلة دمنة” مقطع فيديو له، وهو يعرّف الناس بنفسه وببرنامجه الانتخابي، ويحثهم على منحه أصواتهم بعبارته العفوية وبلهجته الريفية: “حِسّكم معايا”، ليتحول المقطع بسرعة إلى محتوى متداول على نطاق واسع، ويكسبه موجة كبيرة من التعاطف تجاوزت حدود دائرته.

ومع الانتشار الواسع لفيديوهاته على مواقع التواصل، أطلق المستخدمون على العدل لقب “مرشح الغلابة”، ليصبح أحد أكثر الوجوه تداولًا وشهرة في الدائرة، وتخرج له حشود جماهيرية داعمة دون أي ظهير حزبي أو دعم سياسي.

وامتلأت منصات “فيسبوك” و"تيك توك" بمقاطع توثق جولاته بين الأهالي وردود فعلهم تجاهه، إلى جانب انتشار مجموعة من الأغنيات الدعائية التي قدمها متطوعون لدعمه.

وتضمنت تلك الأغنيات إيقاعات خفيفة وعبارات طريفة تشير إلى رمزه الانتخابي، مثل: “رمز طلمبة الميه... أيامه هي اللي جاية”، وأخرى تحفّز الناخبين على التصويت له، من بينها: “اصحي يا بلد... انتخبي ابن البلد”.

@nova.eg.1 ابن الدايرة الاستاذ عماد عبدالغني العدل رقم 45❤#حسكم_معايا #المنصوره #مشاهير_تيك_توك #ترند #اختار ♬ الصوت الأصلي - Ahmed sheba

دور دعائي مهم

من جانبه قال الخبير السياسي الدكتور مختار الغباشي، إنه لا يمكن الجزم بأن السوشيال ميديا قادرة على ترجيح كفّة مرشح على آخر، رغم قدرتها على القيام بدور دعائي مهم لصالح بعض المرشحين.

وأضاف الغباشي في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن الأحزاب والتيارات السياسية مازالت المسيطر الأكبر على الحياة السياسية، وتمثل العنصر الأكثر تأثيرًا في ترجيح فوز مرشح على آخر، نظرًا لقدرتها على الحشد والدعاية المكثفة، مشيرًا إلى أحزاب مثل مستقبل وطن والجبهة الوطنية وحماة وطن وغيرها من القوى ذات التأثير السياسي والمالي القادر على دعم مرشحيها بقوة.

الخبير السياسي الدكتور مختار الغباشي

 المخالفات التي شهدتها فترة الانتخابات

وأوضح أن هذه التيارات طغت على الانتخابات البرلمانية، بغضّ النظر عن المخالفات التي شهدتها فترة الانتخابات، معتبرًا أن المنافسة بدت شبه محسومة مسبقًا، دون وجود منافسة حقيقية بالمعنى المفهوم للعملية الانتخابية.

وأشار الغباشي إلى أن السوشيال ميديا لعبت دورًا كبيرًا خلال العملية الانتخابية، بعدما كشفت العديد من المخالفات والتجاوزات التي وقعت داخل بعض اللجان التي جرى إلغاؤها لاحقًا، كما أسهمت في إيصال صوت الشارع إلى القيادة السياسية، لكنها رغم ذلك لم تستطع أن تحسم نتيجة أي دائرة أو ترجّح مرشحًا بعينه.

لا تكفي لحسم فوز مرشح

وأكد أن منصات التواصل الاجتماعي تتمتع بصوت عالٍ وانتشار واسع، وهي بالتأكيد مؤثرة، لكنها لا تكفي لحسم فوز مرشح دون وجود دعاية قوية وتواجد فعلي على الأرض، وذكر مثالًا بمقطع الفيديو الذي بثه أحد مرشحي دائرة المنتزه بالإسكندرية، والذي نجح في إيصال رسالته لكنه لم يحسم أي شيء في النتيجة.

وشدد الغباشي على أن الفوز الانتخابي يحتاج إلى حملات قوية على الأرض، إلى جانب دور السوشيال ميديا والإعلام والتواصل المباشر مع المواطنين، مؤكدًا أن ذلك يتطلب فهمًا واضحًا لطبيعة العملية الانتخابية. 

ولفت إلى أن شريحة من المرشحين الذين خاضوا السباق كانت تفتقر إلى الثقافة السياسية اللازمة لإدارة حملاتهم بالشكل المناسب.

اقرأ أيضا:

بعد رسالة الحسم، كيف غير تعليق الرئيس السيسي على الانتخابات البرلمانية شكل المشهد السياسي؟

تحت شعار"ترك النتيجة لله"، محمد زهران بـ"التوكتوك" في سباق برلمان 2025

لا صوت يعلو فوق إرادة الناخب، توجيهات الرئيس تعيد الأمل لمرشح الغلابة وتدفع "بسكلتة مونيكا" للأمام

تابعونا على

search