سيول تاريخية في أسوان.. "النينو" يغيّر طبيعة حزام الأمطار

علّق أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي، على هطول الأمطار الغزيرة في أنحاء كثيرة من غرب ووسط وشرق أفريقيا خلال الأيام الماضية، ووصولها إلى جنوب مصر، وتحديدا أسوان.

هطول الأمطار في أسوان

وقال شراقي لـ"تليجراف مصر"، إن هطول الأمطار في هذا الوقت من العام يعد أمرا طبيعيا نظرا للظروف الجوية نتيجة حركة الفاصل المداري (ITCZ) نحو شمال أفريقيا صيفًا. 

وأضاف أن غير الطبيعي هو امتداد حزام الأمطار نحو الشمال ليشمل مناطق لم تصلها الأمطار منذ مئات السنين، مثل شمال السودان وجنوب مصر، وشمال تشاد والنيجر ومالي وموريتانيا، وجنوب السعودية. بالمقابل، شهدت مناطق على طول خليج غينيا أمطارا أقل من المتوسط.

وأوضح شراقي أن الأمطار بصفة عامة مرتبطة بعدة عوامل، أهمها تأثير الشمس على مياه البحار والمحيطات وتكوين الظواهر الجوية مثل النينو، التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة مياه سطح المحيط الهادئ وتؤثر على الكتل الهوائية والبحر وتكوين السحب.

النشاط الشمسي

وأشار إلى أن النشاط الشمسي، الذي يبلغ ذروته خلال 2024-2025، يتسم حاليا بالنشاط الكبير، مما يسبب ارتفاع درجات الحرارة غير المعتادة وسيستمر حتى العام القادم. هذا النشاط مسؤول أيضا عن سنوات الفيضانات والجفاف في جميع الأنهار منها نهر النيل.

وأفاد شراقي، أن ما يحدث حاليا هو تقلبات مناخية وليس تغيرات مناخية دائمة، مشيرا إلى أن استمرار هذه الأمطار لمدة 30 عامًا متصلة قد يؤدي إلى تحولها إلى تغير مناخي دائم.

في سياق متصل، علق أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق، الدكتور قطب، على أسباب سقوط الأمطار التي تصل إلى حد السيول في جنوب مصر رغم ارتفاع درجات الحرارة. 

تغير المناخ

وأوضح قطب أن السبب هو تغير المناخ والتأثر بكتل هوائية رطبة من البحر الأحمر، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل تبخر المياه وتكوّن السحب الكثيفة والعواصف الرعدية.

وأشار قطب إلى أن التغير المناخي والاحتباس الحراري تسببا في تغيرات جوية عالمية، مؤكدًا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتأثر بهذه الأنماط الجوية بشكل ملحوظ، وتشهد موجات حارة وعواصف رعدية وفيضانات مفاجئة. 

ونصح بالاهتمام بالأشجار والغابات للحفاظ على التوازن البيئي والتخفيف من حدة تأثيرات الاحتباس الحراري وتغير المناخ.