"الرقابة الصحية": الطاقة المتجددة تقلل استهلاك الكهرباء 30% سنويًا

أكد رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية الدكتور أحمد طه، أن التميُّز الأخضر لا يمثل مجرد هدف بيئي، بل يعكس رؤية شاملة تسعى لإعادة صياغة دور المنشآت الصحية في الجمهورية الجديدة.

استثمار ذكي

وأوضح طه، أن التحول إلى ممارسات صديقة للبيئة في قطاع الصحة يمثل استثمارًا ذكيًا نحو مستقبل مستدام، حيث تُظهر الدراسات أن المستشفيات التي تعتمد الطاقة المتجددة وتقنيات الإضاءة الموفرة يمكنها خفض استهلاك الكهرباء بنسبة تصل إلى 30% سنويًا، ما يوفر ملايين الدولارات. كما أن اعتماد أنظمة ذكية لإدارة النفايات يخفض تكاليفها بنسبة 40%.

وجاءت تصريحات طه خلال افتتاح ورشة عمل بعنوان "نحو التميز الأخضر، تحويل المستشفيات إلى منشآت صديقة للبيئة"، التي نظمتها الهيئة بالتعاون مع إحدى شركات الأدوية في مصر، بمشاركة قيادات من قطاعات الصحة العامة والخاصة، إلى جانب ممثلين من منظمة الصحة العالمية.

القطاع الصحي والتحديات البيئية

وأشار رئيس الهيئة إلى أن قطاع الصحة، رغم دوره المحوري في حماية الإنسان، يتسبّب في 5% من إجمالي الانبعاثات الكربونية العالمية، وهو ما يعادل انبعاثات قطاع الطيران المدني بأكمله، فضلًا عن أن 4.4% من النفايات الصلبة تأتي من المنشآت الصحية.

التغير المناخي

وأضاف أن التغيُّر المناخي يتسبب في وفاة أكثر من 7 ملايين شخص سنويًا نتيجة تلوث الهواء، ما يعكس التحدي الذي تواجهه المنشآت الصحية لتحقيق التوازن بين تقديم الرعاية وحماية البيئة.

المنشآت الخضراء

وأوضح أن تحسين بيئة العمل داخل المنشآت الخضراء يؤدي إلى زيادة إنتاجية العاملين بنسبة كبيرة، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن 81% من العاملين في منشآت خضراء يشعرون بتحسن نفسي وجسدي.

دعم التميز الأخضر

وأعرب طه عن فخره باعتماد مستشفى شفا الأورمان بالأقصر ومستشفى الدكتور مجدي يعقوب للقلب بأسوان من الهيئة ضمن معايير التميز الأخضر، مشيرًا إلى أن هاتين المؤسستين قدمتا نموذجًا ناجحًا لتحقيق التوازن بين الرعاية الصحية عالية الجودة وحماية البيئة.

كما أكد أن التحول إلى منشآت صحية خضراء يتطلب ثقافة عمل شاملة، مشددًا على أهمية العمل الجماعي والإبداع لتحقيق هذا التحول.

إدارة المخلفات والتحول الأخضر

فيما أشار الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، الدكتور علي أبو سنة، إلى الجهود الوطنية لدعم البنية التحتية لإدارة المخلفات، بما في ذلك إنشاء أكبر مجمع لإدارة المخلفات الطبية في الشرق الأوسط بمدينة العاشر من رمضان.

واختتمت الورشة بجلسات نقاشية تناولت أبرز التحديات والحلول البيئية في قطاع الصحة، بما في ذلك تعزيز مفهوم "الشراء الأخضر" والتعاون مع الموردين لتوفير معدات طبية صديقة للبيئة.