رجل أمام جيش.. آخر صورة للطبيب حسام أبو صفية قبل اعتقاله من الاحتلال

فقط في غزة من يدفع ثمنًا باهظًا هم الكوادر الطبية تحت نيران القصف الإسرائيلي، وكان آخرهم الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان الذي قدم روحه فداءً لأرواح مرضى غزة، وكانت النتيجة اعتقاله من قبل الاحتلال مع عشرات العاملين بالمستشفى.

صورة الطبيب حسام أبو صفية

ظهرت صورة الطبيب حسام أبو صفية، وهو يرتدي ثوبه الأبيض ويقف وحده وسط الخراب وركام مستشفى كمال عدوان أمام دبابات جيش الاحتلال، وكأنه يحارب وحيدًا بصبر وصمود، حسبما وصف مصور الدكتور حسام، مهند المقيد، وكتب عليها قائلًا: "رجل واحد ضد جيش بأكمله..هذا هو الدكتور حسام أبو صفية".

وأفاد الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، بأن الطبيب حسام أبو صفية اعتقلته قوات الاحتلال ونقلته إلى مركز تحقيق، وتعرض للتعذيب والإهانة وأجبر على خلع ملابسه تحت تهديد السلاح.

مستشفى كمال عدوان

وأوضح البرش أن جيش الاحتلال الإسرائيلي خدع المرضى وكذلك الطواقم الطبية، وأجبرهم على ترك مستشفى كمال عدوان والذهاب إلى الإندونيسي الذي يعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات والكوادر الطبية، لكنه اعتقل الكثير منهم ونقلهم إلى أماكن مجهولة.

قوات الاحتلال الإسرائيلي

وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، احتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 350 شخصًا كانوا داخل المستشفى، بينهم 180 من الطواقم الطبية و75 من الجرحى والمرضى ومرافقيهم.

الطبيب حسام أبو صفية عُرف بجهوده الإنسانية، وإصراره على خدمة المرضى رغم الضرب المستمر لمستشفى كمال عدوان وتلاشي الإمكانيات الطبية، حتى أنه فقد ابنه في إحدى الغارات الغاشمة، لكنه لم يتوقف يومًا عن إسعاف مرضاه.

وأعربت منظمة MedGlobal الإنسانية، التي كان أبو صفية أحد العاملين فيها، عن غضبها وقلقها البالغ إزاء استهداف العاملين الطبيين، واصفة ذلك بأنه "نمط مثير للقلق من الانتهاكات".