الخميس، 01 مايو 2025

07:14 ص

خطوات أسرع.. ماذا حدث للمشاة في عصر التكنولوجيا؟

المشاة في عصر التكنولوجيا

المشاة في عصر التكنولوجيا

خاطر عبادة   -  

A .A

وجدت دراسة جديدة أجريت في نيويورك وبوسطن وفيلادلفيا، أن المشاة في المناطق الحضرية يسيرون بسرعة أكبر ويمارسون أنشطة اجتماعية أقل، مما يثير تساؤلات حول إن كانت التكنولوجيا هي المسؤولة عن ذلك أم أن البيئة العامة نفسها لا توفر أماكن للالتقاء؟.

المشاة في عصر التكنولوجيا

المشاة في عصر التكنولوجيا 

ولاحظت الدراسة أن عام 2010 كان نقطة التحول، حيث أصبح الهاتف المحمول هو السائد، وبدأ المشاة في تسريع خطواتهم، والتقطت كاميرات مثبتة في بوسطن، نموذج أصلي للمشاة المعاصرين، وهي لشخص يركض مسرعًا، بمفرده تمامًا. 

ماذا تقول الدراسة؟

ووفقا لتقرير وكالة بلومبرج الأمريكية، كان سؤال الباحثين هو: هل شوارع المدينة أماكن مخصصة للمشاة، أم أنها طرق يجب عبورها بأسرع ما يمكن؟.

وكان هذا هو الاستنتاج المذهل هو موضوع دراسة حديثة متعددة التخصصات نشرها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، فباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة على لقطات فيديو قديمة، قارن الباحثون بين نشاط المشاة في عامي 1980 و2010 عبر مواقع بارزة في بوسطن ومدينة نيويورك وفيلادلفيا.

وتوصلوا إلى استنتاج مقلق: فقد أصبح المشاة الأمريكيون يسيرون بسرعة أكبر ويتحدثون بشكل أقل مما اعتادوا عليه، كما يبدو أنهم أصبحوا يحظون بعدد أقل من اللقاءات غير الرسمية التي تدعم المجتمع المدني وتعزز الاقتصادات الحضرية.

أجرى الدراسة فريق من 8 باحثين من خلفيات متنوعة، بما في ذلك الخبير الاقتصادي بجامعة هارفارد إد جلاسر، وأستاذ الاتصالات بجامعة ولاية ميشيجان كيث هامبتون، وخبير التكنولوجيا الحضرية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا كارلو راتي.

وقالت مؤلفة الدراسة الرئيسية، أستاذة كلية ييل للبيئة أريانا سالازار ميراندا، أنها استلهمت عمل ويليام إتش وايت، وهو صحفي ومراقب حضري فحص كيف يستخدم الناس في المدن شرائح من المساحة العامة، وقام وايت بتدريب الكاميرات على الرصيف لالتقاط سلوك المشاة.

وفي دراستهم، راجعت سالازار ميراندا وزملاؤها اللقطات الأصلية التي التقطها فريق وايت في عام 1980 لمناطق المشاة على طول شارع تشيستنت في فيلادلفيا، ومعبر وسط المدينة في بوسطن، ومتحف متروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك وبريانت بارك.

وباستخدام الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي، جمعوا البيانات التي التقطت كيف يتحرك الناس على الفيلم، ثم كرروا العملية مع لقطات من نفس المواقع التي تم التقاطها بين عامي 2008 و2010.

وقد وجد الباحثون تطوراً ثابتاً في جميع المواقع الأربعة، ففي كل موقع، سار المشاة أسرع في عام 2010 مقارنة بعام 1980، بنسبة 15% في المتوسط.

وانخفض الوقت الذي يقضونه في الأماكن العامة بنحو النصف، وأصبح عدد أقل من الناس يشكلون مجموعات. وبشكل عام، بدا المشاة أكثر تفتتاً واندفاعاً في عام 2010 مقارنة بالجيل السابق.

مجتمع أعمال

قالت سالازار ميراندا إن تحليل الفيديو وحده لا يمكن أن يفسر سبب تغير سلوك المشاة، لكنها ترى عدة عوامل محتملة، نظرًا لأن متوسط ​​​​الدخل ارتفع بين أولئك الذين عاشوا وعملوا بالقرب من جميع المواقع الأربعة، فإن القيمة الأعلى للوقت لدى الأفراد قد تردعهم عن الانخراط في أنشطة ترفيهية مثل المحادثات غير الرسمية أو التنزه التي تحمل الآن تكلفة فرصة أعلى.

قد يكون لدى سكان المدن تفاعلات اجتماعية أقل من جميع الأنواع، وهي ظاهرة مرتبطة بارتفاع معدلات الشعور بالوحدة، وربما كان بعض المشاة الذين تمت ملاحظتهم في عام 2010 يتواصلون اجتماعيًا عن بُعد.

search