بعد تصريح ترامب.. لماذا ترفض مصر تهجير الفلسطينيين؟

في أعقاب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي اقترح فيها نقل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، لم تعلن القاهرة موقفها بعد، ما يُعد تأكيدًا لموقفها السابق والذي يرفض تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر.

ذلك الموقف الذي يأتي استنادًا إلى أسباب جوهرية عدة، تتعلق بالقضية الفلسطينية والأمن القومي المصري.

رفض السيسي تهجير الفلسطينيين إلى مصر

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، قد أعرب في 18 أكتوبر 2023، عن رفضه القاطع لمقترح تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى صحراء سيناء، محذرًا من التداعيات الخطيرة لهذا الأمر.

وأشار إلى أن نقل الفلسطينيين إلى سيناء يعني تحويلها إلى قاعدة لانطلاق عمليات ضد إسرائيل، ما قد يجر مصر إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل.

وأكد الرئيس المصري أن تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية يقضي على فكرة حل الدولتين، ويؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية.

كما اقترح في ذلك الوقت نقل الفلسطينيين إلى صحراء النقب داخل الأراضي الفلسطينية، مشددًا على أن أي تحرك بذلك الاتجاه يجب أن يكون بدافع حقيقي لإعادة إعمار قطاع غزة، وليس بهدف تصفية القضية الفلسطينية والاستيلاء على القطاع.

سبب رفض مصر تهجير الفلسطينيين إليها

ترى مصر أن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم يُعد تصفية للقضية الفلسطينية، ويقضي على حقهم المشروع في إقامة دولتهم المستقلة.

كما يشكل نقل أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى سيناء تهديدًا للأمن القومي المصري، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، خاصة مع احتمال تسلل عناصر متطرفة بين النازحين.

ذلك بخلاف أن استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين قد يؤدي إلى تحديات اجتماعية واقتصادية وأمنية، بالإضافة إلى أن غياب ضمانات من إسرائيل لإنهاء الحرب يزيد من تعقيد الموقف.

كما ترى مصر أن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم يُفقدهم هويتهم الوطنية ويُضعف من حقهم في العودة إلى ديارهم، لذا، ترفض مصر أي محاولات لفرض واقع جديد يؤدي إلى تغيير ديموغرافي في المنطقة.

بناءً على تلك الأسباب، تُواصل مصر دعمها لحقوق الشعب الفلسطيني، وتؤكد على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية دون اللجوء إلى حلول تؤدي إلى تهجيرهم من أراضيهم.