"قارب نانوسا".. تحفة فنية تعبر نهر النيل لإثراء تجارب المبدعين

قارب نانوسا
بين عامي 1928 و1929 تجول الفنان الألماني بول كيلي في أنحاء الجمهورية، حيث زار الإسكندرية والقاهرة وصولًا إلى الأقصر وأسوان، وخلال رحلته استلهم كيلي العديد من الأعمال الفنية أبرزها لوحة بعنوان" نُصب على حدود الأرض الخصبة"، التي قدمت رؤية تجريدية للأراضي الزراعية على جانبي نهر النيل.
قارب نانوسا الذهبي
وبعد ما يقرب من قرن استلهمت جويا جالاجر مؤسسة “أنوت كايرو” للأثاث الفاخر من هذا العمل الفني تصميم قاربها الذهبي “نانوسا”، وهو قارب تقليدي مكون من خمس مقصورات، يمثل ملاذها الخاص بعيدًا عن ضوضاء القاهرة ولندن، وفقًا لصحيفة “فايننشال تايمز”.

يتميز القارب بمظلة ضخمة مصنوعة من قطع الكتان الثقيل، المنفردة بألوان الشاطئ والرمال المستوحاه من لوحة كيلي، التي تم تجميعها بدقة لتظهر كنسيج واحد.
لم يتوقف الإلهام على التصميم الخارجي للقارب، بل امتد ليشمل أغطية الأسرة والطاولات والأواني الزجاجية والأكسسورات وغيرها، وتقول جالاجر: "مصر متعددة الطبقات بشكل لا يصدق، سواء من الناحية التاريخية أو الحرفية".
وتضيف: "من العصور القديمة مرورًا بالمماليك والعثمانيين، لكل مرحلة لغتها الجمالية الخاصة، التي تعد جزء لا يتجزأ من النسيج التراثي المصري".

الزخارف المصرية القديمة
على متن القارب تظهر مجموعة من الزخارف الفرعونية التي تصوِّر سماء الليل مع القمر والنجوم الخماسية، الملونة بالأصفر الزعفراني والأحمر الدموي والنيلي الداكن كأنها مأخوذة من مقابر وادي طيبة.
وفي غرفة الجلوس المغلقة الموجودة في السطح الرئيسي، تغطي الجدران منسوجات خيامية تتخللها شرائط الأقطان المنسوجة بدقة وتصور أشجار النخيل، وهو نسيج تقليدي قديم يعود إلى القرن الخامس الميلادي.

ترميم القارب
كان القارب مملوكًا لجالاجر منذ 20 عامًا، وكانت حالته سيئة، حيث قامت بأول ترميم كامل له مع عالم الآثار الراحل عمرو خليل، وتقول جالاجر: "كان القارب ذا أسلوب مصري قديم أعظم مما هو عليه الآن".
وفي عام 2024 أضافت جالاجر غرفة الجلوس على السطح بالإضافة إلى دهانات الباستيل ووسائد الخيامية، وكان هذا من أكبر التجديدات التي قامت بها في القارب، وقد وضع لمسات هذه الغرفة الفنان محمد عبدالواحد.

مرممي القارب
وكان من بين المتعاونين في إعادة تصميم القارب عدد من الفنانين المصريين، من بينهم مشيرة العمراوي خبيرة الصباغة التي ابتكرت المظلة المستوحاة من لوحة كيلي، والتي استخدمت الأصباغ الطبيعية القديمة في صبغ قماش الكتان مثل الكركدية والرمان والكمون وقشور الجوز المطحونة.

بينما ابتكرت أمل أخنوخ فنانة الفسيفساء الطاولات الجانبية الساحرة بالتعاون مع الحرفيين في مجال المعادن، وطاولات خشب البلوط الجانبية والتي يبلغ سعر الواحدة منها 1750 جنيهًا استرليني.
استاضفة الفنانيين المصريين
تهدف جالاجر إلى التواصل مع الفنانين واستضافتهم في القارب لعدة أيام وليال، على أمل أن تتأثر أعمالهم الفنية بمصر القديمة على اختلاف مجالاتهم بداية من صناع الأفلام وحتى فناني الموازييك.

في البداية سوف تتركز الإقامة على الفنانين والمبدعين المصريين، وقد حددت جالاجر بالفعل موعدًا لبدء الإقامة مع الشاعر والمصور محمود خطاب، مشيرة إلى أن هذه الرحلة في أرجاء نهر النيل سوف تقدم الكثير من العمل الملهم".
-
12:00 AMالفجْر
-
12:00 AMالشروق
-
12:00 AMالظُّهْر
-
12:00 AMالعَصر
-
12:00 AMالمَغرب
-
12:00 AMالعِشاء


أخبار ذات صلة
بعد الخضراوات.. العلماء يستعدون لزراعة الأسماك في الفضاء
01 مايو 2025 08:32 م
انفجرت في وجهها.. كبسولة منظف تُفقد طفلة جزءًا من بصرها
01 مايو 2025 06:47 م
"هدية من القبر".. شهر عسل ينتهي بمأساة غامضة في أمريكا
01 مايو 2025 04:06 م
واقعية أم مزيفة؟.. حقيقة الصورة المتداولة لطفل دمنهور
30 أبريل 2025 10:05 م
يستهدف مرايا السيارات.. ولاية أمريكية تتعرض لغزو "نقار الخشب"
30 أبريل 2025 09:09 م
"على بيانو من ذهب".. حفيد ترامب يؤلف مقطوعة موسيقية ويهديها لجده
30 أبريل 2025 07:27 م
صرخة "طفل دمنهور" تكسر جدار الصمت.. متى يجب فضح المتحرش؟
30 أبريل 2025 07:19 م
الـ AI يثير الجدل بفيديو للبابا فرنسيس في جنة المشاهير
30 أبريل 2025 06:56 م
أكثر الكلمات انتشاراً