الأربعاء، 30 أبريل 2025

08:39 م

مكالمة ترامب وبوتن تفجّر الجدل.. هل بدأ إنهاء الحرب في أوكرانيا؟

لقاء ترامب وبوتين، أرشيف

لقاء ترامب وبوتين، أرشيف

خاطر عبادة

A .A

فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المجتمع الدولي بإعلانه عن بدء مفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، دون إشراك كييف في المحادثات الأولية.

وقال ترامب، عبر حسابه على منصة Truth Social: "لقد أجريت مكالمة طويلة ومثمرة للغاية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، واتفقنا على بدء المفاوضات فورًا، سنقوم أيضًا بالتواصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإبلاغه بالمحادثات. لقد مات الملايين في حرب لم تكن لتحدث لو كنت رئيسًا، لكنها حدثت، لذا يجب أن تنتهي."

ورغم تأكيد زيلينسكي على ضرورة مشاركة أوكرانيا في أي مفاوضات، أعرب عن استيائه من أن ترامب تحدث أولًا إلى بوتن قبل الاتصال به.

غضب أوروبي واتهامات بالضعف والخيانة

أثار إعلان ترامب ردود فعل غاضبة من المسؤولين الأوروبيين، الذين رأوا في قراره تهميشًا لأوكرانيا وخيانة للحلفاء.

وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي: "لا يمكن التفاوض بشأن أوكرانيا بدون أوكرانيا."

أما وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، فاعتبر أن إدارة ترامب قدمت "تنازلات مجانية" لروسيا قبل بدء أي مفاوضات.

وفي بولندا، عبّر رئيس الوزراء دونالد توسك عن قلقه قائلًا: "نحتاج إلى سلام عادل، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بتعاون مشترك بين أوكرانيا، أوروبا، والولايات المتحدة."

انتقادات لاذعة على وسائل التواصل الاجتماعي

على وسائل التواصل الاجتماعي، هاجم عدد من النشطاء والمحللين السياسيين ترامب، واصفين تحركه بالكارثي.

وانتقد زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي البريطاني، إيد ديفي، موقف ترامب، محذرًا من أن "إجبار أوكرانيا على التنازل عن أراضيها سيكون أكبر خيانة لحليف أوروبي منذ اتفاق يالطا عام 1945."

من جهته، كتب أحد المستخدمين على منصة X: "يقترح ترامب أن روسيا يجب أن تحتفظ بالأراضي التي غزتها، لمجرد أنها خسرت الكثير من الجنود في سبيل ذلك. هذا يوم مظلم في تاريخ العالم الديمقراطي."

وتساءلت سيدة الأعمال ديبورا ميدن: "لماذا يقدم ترامب تنازلات لبوتن قبل ضمان أي مكاسب؟ يبدو الأمر ضعيفًا للغاية."

نهاية الهيمنة الأمريكية؟

في تحليلها لهذا التطور، اعتبرت صحيفة Il Giornale الإيطالية أن مكالمة ترامب مع بوتن تمثل "نهاية القرن الأمريكي في أوروبا"، مشيرة إلى أن تخلّي ترامب عن أوكرانيا سيضعف الغرب أمام الصين وروسيا.

وأضافت الصحيفة أن هذا القرار يعني عمليًا أن انضمام أوكرانيا إلى الناتو بات مستبعدًا، وأن الولايات المتحدة لن تتدخل عسكريًا حتى لو استمرت روسيا في انتهاك حدود الدول المجاورة، مما قد يعرّض دول البلطيق إلى خطر مستقبلي.

search