مدير مستشفى العباسية يبوح بأسرار خلف الأسوار وحالة لقنته درسًا (فيديو)

داخل أسوار مستشفى العباسية لعلاج الأمراض النفسية والعقلية، هذا المكان الغامض بالنسبة للكثيرين، والذي تحول إلى مكان مرعب بأذهانهم، أجرت "تليجراف مصر" حوارًا حصريًا مع مدير المستشفى، الدكتور عماد مشالي.

وخلال حواره معنا كشف مدير المستشفى أسرار التعامل مع المرضى النفسيين، وكيفية مواجهة حالات الهروب، وأبرز الأمراض التي تتردد على المستشفى. 

في البداية.. كم مريض يُستقبل بالمستشفى يوميًا؟

يتردد ما لا يقل عن 300 مريض على المستشفى كل يوم، منهم من يتم حجزه، وآخرون تكون المتابعة الخاصة بهم عبر العيادات، كما أنه يوجد بالمستشفى أكثر من 1260 سريرًا لحجز المرضى.

كم من الوقت يتم إيداع مرتكبي الجرائم بالمستشفى لفحص قواهم العقلية؟

يخضعون للفحص لأيام عدة، قد تصل لأسبوع ونصف، في سبيل فحص قواهم العقلية، وتحديد إن كانوا مدركين لفعلتهم وقت ارتكابهم لها أم لا؟ وهل كانوا تحت تأثير أي من المواد المخدرة أم لا؟ وعقب ذلك يتم كتابة تقرير بنتيجة الفحص، وإرساله إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات اللازمة في تلك الأمور.

ما أكثر الأمراض النفسية ترددًا على المستشفى؟

نوعان من الأمراض النفسية الأكثر ترددًا على المستشفى، وهما العصابية والذهانية، وعادة ما يتم حجز أصحاب الأمراض الذهانية، والتي تتنوع بين الاكتئاب الجسيم الذى يصاحبه أعراض ذهانية، مثل التي تجعله يُخطط للانتحار، وكذلك مرض الفصام العقلي والاضطراب الوجداني ثنائي القطبين.

ما الدور الذي تقدمه وحدة الطب الشرعي بمستشفى العباسية؟

تخضع وحدة الطب الشرعي في المستشفى لحراسة أمنية مشددة من وزارة الداخلية، حيث يتم احتجاز المتهمين لمدة 45 يومًا لإجراء التقييم الطبي، ويمكن تمديد الفترة عند الحاجة.

وفي النهاية، يتم اتخاذ القرار النهائي: إما إثبات قواهم العقلية لمحاكمتهم، أو إيداعهم في مستشفيات الأمراض النفسية للعلاج، حيث إن مستشفى العباسية ليس مكانًا مرعبًا كما يعتقد البعض، بل هو صرح طبي متكامل يسعى إلى تقديم الرعاية النفسية والعلاجية للمرضى بأحدث الطرق، بعيدًا عن الصور النمطية والاعتقادات الخاطئة.

https://www.facebook.com/share/r/19mYEQtr17/

هل هناك حالة أثرت بك وتأثرت بها؟

عالجت حالة مرضية قبل تولي منصب مدير المستشفى، ولقنتني درسًا قويًا وهي ألا أثق بأي مريض يخضع لعلاج، والأهم هو قبل أن أسمع للمريض أن أستمع لعائلته وأقرب أصدقائه لتكوين صورة ذهنية عن شخصيته.

وقال "مرت عليا حالة فضلت مصدقه، ومصدق أنه خف، واتفاجأت أنه أول ما خرج أذى نفسه، وهذا علمني درسًا إني مصدقش مريضًا، ولا أصدق شخصيته، غير لما أسمع من القريبين له".

كيف يواجه المستشفى مشكلة هروب المرضى؟

لمواجهة مشكلة هروب المرضى، يتم اتخاذ إجراءات عدة لضمان سلامتهم وسلامة الآخرين، في البداية، يتم تأمين المستشفى بحراسة مشددة، بجانب متابعة مستمرة للمرضى سواء داخل أجنحتهم أو في الأماكن المشتركة.

وقد يحاول بعضهم ذلك أكثر من مرة، ولكن نتعامل مع ذلك بمنتهى الهدوء، لأن محاولاتهم للهروب أمر طبيعي: "بنطبطب عليهم ونسمعهم ونعرف ليه المريض دا حاول يهرب، ونساعده ونفهمه أننا بنساعده".