
سعيد محمود يكتب: سعاد رحلت وكأنها لم تكن هنا
لم تكن هناك لحظة وداع.. لم يكن هناك إنذار.. فقط لقاء عابر في نهاية يوم عمل، وكلمات بسيطة لم أكن أعلم أنها ستكون الأخيرة.
"سلامتك يا داليا".. ( اسم الشهرة ).. قولتها وأنا أستعد للرحيل.. ردت بابتسامتها الهادئة، ثم افترقنا ولم أكن أعلم أن القدر قد حسم أمره، وأنني لن ألتقي بها مرة أخرى.
هكذا هي الحياة دائمًا..
تعطينا شعورًا زائفًا بأننا نملك الوقت، بأن الغد قادم، وأن من نحبهم سيكونون هنا متى أردنا، ثم فجأة، وبلا مقدمات، ينهار كل شيء في لحظة واحدة، وتثبت لنا الحياة مجددًا أنها مجرد "لحظة عابرة"، وأن الموت أقرب إلينا مما نتصور.
داليا لم تكن مجرد زميلة، كانت وجهًا طيبًا يمر بيننا بخجل وهدوء دون أن تزعج أحدًا، دون أن تطلب شيئًا، ودون أن تترك وراءها سوى ذكرى نقية كصفاء روحها.
قبل أيام فقط، قالت إنها شعرت بالتعب، لكنها عادت للعمل وكأن شيئا لم يكن، لم تشتكِ، لم تتذمر، فقط استمرت في أداء عملها بابتسامتها المعتادة.
ثم..
وكأنها كانت في زيارة قصيرة لهذا العالم..
رحلت كما عاشت..
في هدوء.
"لماذا يرحل الطيبون أولًا؟"..
سؤال نردده كل مرة يخطف الموت شخصًا نقيًا، ولا نجد له إجابة.
لماذا يكون الموت أسرع إلى أصحاب القلوب البيضاء؟
لماذا لا يمنحنا فرصة أخيرة لنقول لهم كل ما لم نقله؟
لماذا يأخذهم في لحظة، تاركًا إيانا غارقين في الذهول والأسئلة التي لا إجابة لها؟
اليوم، ونحن نقف مذهولين أمام هذا الرحيل المفاجئ، ندرك الحقيقة التي نتهرب منها دائمًا: "لا شيء يستحق".
لا العمل، ولا الصراعات اليومية، ولا الأحلام المؤجلة، ولا حتى تلك الصغائر التي نعتقد أنها قضايا مصيرية.
في النهاية.. ما بين اللحظة التي نقول فيها "سلامتك"، وتلك التي نسمع فيها خبر الوفاة، هناك خيط رفيع من الوهم، يجعلنا نعتقد أن لدينا متسعًا من الوقت.
وداعًا داليا.. وعذرًا أننا لم ننتبه لوجودك كما يجب، لكننا بالتأكيد لن ننسى طيبتك وهدوءك، ولن ننسى أن الحياة قصيرة لدرجة لا تصدق، وأن الموت لا يطرق الأبواب، بل يقتحمها فجأة.
رحمك الله يا داليا، وجعل طيبتك شفيعًا لك، وعلمنا برحيلك أن ننتبه أكثر لمن حولنا، لأننا لا نعرف أبدًا متى ستكون الكلمات التي نقولها هي الأخيرة.

الأكثر قراءة
-
تنسيق الثانوية العامة 2025 محافظة القاهرة للشهادة الإعدادية
-
مكان لا تجرؤ إسرائيل على قصفه في إيران
-
رسميًا.. رابط نتيجة الصف الثالث الإعدادي محافظة القاهرة الترم الثاني
-
حظك اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025.. أنت أقوى عاطفيا من المعتاد
-
رابط البوابة الإلكترونية لمحافظة القاهرة لمعرفة نتيجة الشهادة الإعدادية 2025
-
أسعار الذهب اليوم الثلاثاء.. تراجع كبير لـ عيار 21
-
مستوطن يحتضن ابنه وتعليق صادم من والد محمد الدرة.. ماذا قال؟
-
كلمات فرنساوي 3 ثانوي 2025 بصيغة pdf للتدريب عليها
أكثر الكلمات انتشاراً