برقصة الشياطين.. 400 ألف زائر لـ كرنفال الحج الإنديزي سنويا

كرنفال أورورو
يُعد كرنفال أورورو واحدًا من أبرز المهرجانات الدينية والثقافية في بوليفيا، حيث يجمع بين الطقوس التقليدية للسكان الأصليين والعناصر الكاثوليكية المتمثلة في تكريم عذراء سوكافون.
وقد حظي هذا الكرنفال باعتراف عالمي، إذ تم إدراجه ضمن روائع التراث الشفهي وغير المادي للإنسانية من قبل اليونسكو في عام 2001.

مسيرة احتفالية تجمع آلاف المشاركين
يشهد الكرنفال مشاركة أكثر من 28 ألف راقص و10 آلاف موسيقي، يجوبون الشوارع في مسيرة احتفالية تمتد لمسافة أربعة كيلومترات وتستمر دون انقطاع لأكثر من عشرين ساعة، وصولًا إلى مزار النفق حيث يُقام الطقس الديني الأساسي.
يتوافد إلى هذا الحدث أكثر من 400 ألف زائر سنويًا، لمتابعة العروض الفولكلورية التي تعكس التنوع الثقافي لبوليفيا.

جذور تاريخية تعود لقرون
يعود أصل هذا المهرجان إلى الطقوس الدينية لسكان أورورو الأصليين، حيث كان الموقع يعتبر مركزًا مقدسًا للحج في العالم الأنديزي.
ومع الاستعمار الإسباني في القرن السابع عشر، تم حظر الاحتفالات الوثنية، لكن السكان المحليين استمروا في إحيائها تحت غطاء الطقوس الكاثوليكية، ليتم دمج آلهة الأنديز مع الرموز المسيحية.

أسطورة المعجزة والتقاليد الدينية
بحسب الروايات الشعبية، فقد ظهرت صورة للعذراء مريم داخل أحد المناجم الفضيّة عام 1756، ما دفع السكان إلى تكريس الكرنفال للاحتفاء بها.

ومنذ ذلك الحين، بات الاحتفال يُقام تكريمًا لعذراء الشموع (فيرخين دي لا كانديلاريا) أو فيرخين ديل سوكافون، حيث تتمركز معظم فعاليات الكرنفال في كنيسة المناجم، المكان المقدس للاحتفال.

تبدأ أجواء الكرنفال عادة قبل أسبوع من أربعاء الرماد، أي نحو 55 يومًا قبل عيد الفصح، وتستمر حتى ظهر ذلك اليوم.
ويشهد الكرنفال على مدار أربعة أيام سلسلة من الاحتفالات والطقوس التقليدية، تشمل مهرجان الفرق الموسيقية، والليالي الاحتفالية، والمسيرات الدينية، والاستعراضات الراقصة التي تجسد الصراع بين الخير والشر.

مهرجان الفرق الموسيقية (Festival Bandas)
يشكل مهرجان الفرق الموسيقية الانطلاقة الرسمية للكرنفال، حيث تقدم المجموعات الموسيقية عروضًا مميزة في شوارع المدينة.

ليلة "إل تيو" (El Tio Night)
تعد ليلة "إل تيو" احتفالية تقام ليلة الجمعة، وتكرّم "إل تيو"، وهو شخصية أسطورية يُعتقد أنها تحكم عالم المناجم.

المسيرة الرئيسية (Entrada Folklórica)
تُعد المسيرة الكبرى يوم السبت قلب الكرنفال النابض، حيث تنطلق الفرق الاستعراضية منذ ساعات الصباح الباكر في موكب مذهل يضم شخصيات رمزية مثل رئيس الملائكة ميخائيل، لوسيفر، الشيطانة تشينا سوبا، الدببة، أسود الجبال، القرود والكوندور المقدس في الميثولوجيا الأيمارية.

يشارك في هذه الفعالية أكثر من 50 فرقة رقص، فيما يحتشد على جانبي الشوارع أكثر من 400 ألف متفرج لمتابعة العروض البديعة، حيث يتم أداء رقصة "الديابلادا" الشهيرة التي تروي الصراع الأزلي بين الخير والشر.
الاثنين الشيطاني (Devil's Monday)
حيث تكتمل العروض الفولكلورية برقصات تمثل الصراع بين الملائكة والشياطين.

حرب المياه (Water Battle)
في ختام الكرنفال، حيث يتراشق المحتفلون بالمياه احتفالًا بالموسم الجديد.

فعاليات إضافية – 2 إلى 4 مارس 2025
لمن لم يتمكن من حضور المسيرة الكبرى، يواصل الكرنفال تقديم فعاليات متنوعة في الأيام التالية، مثل مسيرة خاصة بالفرق الموسيقية تمر عبر Santuario del Socavón في الساعات الأولى من الصباح، وتقام قداسات تقليدية وعروض رقص في شوارع المدينة، معلنةً وداعًا للكرنفال.

يتم الاحتفال بطقوس "تشالا"، حيث يقوم المحتفلون بنثر بتلات الزهور على الأرض، ودفن قدر مليء بالقرابين، وتزيين المنازل، وذلك كنوع من الامتنان للإلهة باتشاماما، أم الأرض في المعتقدات الأيمارية.

مسار المسيرة
تنطلق المسيرة من تقاطع شارعي بوتوسي وأروما أو من شارع بوليفار، ثم تمر عبر ساحة 10 فبراير، وشارع لا بلاتا، وشارع لا بيتوت، وجادة سيفيك، وصولًا إلى Santuario del Socavón، وهو أحد المعالم الكاثوليكية البارزة في أورورو، حيث تكتمل الطقوس الدينية.

أبرز الرقصات الفولكلورية
يتميز كرنفال أورورو بتقديم مجموعة واسعة من الرقصات الفولكلورية التي تمثل مختلف المناطق البوليفية، ومن أبرزها الديابلادا (رقصة الشياطين)ىوهي الرقصة التقليدية الرئيسية التي تُجسد الصراع بين الخير والشر.

كما يتميز المهرجان برقصات مثل المورينادا، السامبونياريس، والسوري سيكوري: رقصات تعبّر عن التراث المتنوع للمرتفعات الأنديزية، والتينكو، الكابوراليس، والسالايا، وهي رقصات مستوحاة من ثقافات السكان الأصليين والأفارقة البوليفيين.

يظل كرنفال أورورو حدثًا استثنائيًا يُجسد التقاء الحضارات، ويمثل أحد أبرز أشكال التعايش بين المعتقدات الدينية والطقوس الشعبية، ما يجعله من أهم المهرجانات التراثية في أمريكا اللاتينية والعالم.

ومن المتوقع أن تصل قيمة صناعة السفر والسياحة في بوليفيا إلى 554.40 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2025، ومن المتوقع أن تنمو سنويًا بنسبة 5.43٪ حتى عام 2029.

الأكثر قراءة
-
تحالفات ما بعد الصدمة.. "ردع رباعي" عربي إسلامي لكسر غطرسة إسرائيل
-
أثناء الزيارة الملكية..40 رحلة بالون طائر لـ850 سائحا تزين سماء الأقصر
-
ماذا تريد إسرائيل من الترويج لاختراق حدودها بـ100 مسيرة عبر مصر؟
-
مقاتلات "قآن KAAN" الشبحية.. مصر وتركيا يزاحمان الغرب على "الجيل الخامس"
-
ملك إسبانيا يقع في حب الملوخية.. ويشيد بالضيافة في الأقصر
-
هربنا من الحرب للموت.. أول تعليق من والدة لاجئة أوكرانية هزت وفاتها العالم (خاص)
-
أسرار جديدة عن جريمة الزوج ببورسعيد.. ابنة الضحية: احتال عليها وأخد فلوسها
-
سعر هاتف آيفون 17 في مصر.. يتجاوز 156 ألف جنيه

أخبار ذات صلة
أتلف لوحة تاريخية.. “السوشيال ميديا” تعاقب بيومي فؤاد بعد "الإسورة"
19 سبتمبر 2025 10:43 ص
شاهدة على نهاية الفراعنة.. حكاية إسورة أمنموبي التي ضاعت للأبد
18 سبتمبر 2025 05:48 م
"اخواتي ماتوا وعايزة ألحق ولادي".. أم تصرخ لإنقاذ نجليها من "دوشين"
18 سبتمبر 2025 04:01 م
نيزك يحتوي على كائن فضائي في بنما.. خدعة أم هبط من السماء؟
17 سبتمبر 2025 07:13 م
"باع لي نحاس وهرب".. فلسطيني يتهم "جواهرجي" بالنصب عليه في مصر
17 سبتمبر 2025 09:46 م
"لا يستطيع الكلام ونفسيته سيئة".. زوجة بطل المنيب تروي تطورات حالته الصحية
17 سبتمبر 2025 08:53 م
بعد واقعة المتحف المصري.. سرقة متاحف باريس عرض مستمر
17 سبتمبر 2025 05:17 م
الخيامية.. فن مصري أصيل يواجه تحديات البقاء
17 سبتمبر 2025 02:56 م
أكثر الكلمات انتشاراً