منصات بيع الوهم.. لماذا يفضلها الضحايا على البنوك؟
ذاع صيت منصة FBC خلال الأسبوع الجاري، كواحدة من أبرز منصات بيع وهم الربح السريع للمواطنين البسطاء، والغريب أن المنصة التي باتت ملاحقة أمنيًا استخدمت تكتيكًا تقليديًا للغاية للاستيلاء على أموال الضحايا الذين يقدر عددهم بالآلاف.
وأوضح الخبير المصرفي وأستاذ التمويل والاستثمار، الدكتور فهد جاهين، أن هناك عدة أسباب وراء تكرار أزمة منصات الاحتيال وبيع الوهم، أبرزها؛ الطمع في تحقيق المكسب السريع والمرتفع، والاحتيال باسم الدين، ووجود فئة من المواطنين الباحثين عن قنوات غير شريعة لتوظيف أموالهم.
سيناريو متكرر
وأضاف جاهين لـ"تليجراف مصر"، أن الغريب في الأمر أن قضايا النصب عبر هذه المنصات باتت سيناريو متكرر سواء من حيث الأساليب المتبعة للإيقاع بالضحايا أو طريقة السقوط، ورغم هذا في كل مرة يسقط الآلاف ضحايا لهذا السيناريو، نتيجة لغياب الوعي واستهداف القائمين على المنصات للبسطاء الطامعين في الربح السريع.
وأكد أن منصة FBC وغيرها من المنصات الاحتيالية تغري ضحاياها بأرباح سريعة ومبالغ فيها في بداية الأمر، وتقنعهم بضخ أموال أكثر لمضاعفة أرباحهم، مذكرًا هنا بقضايا شركات التسويق الهرمي التي استولت على ملايين الجنيهات من المواطنين.
وأعلنت وزارة الداخلية منتصف الأسبوع الجاري، القبض على التشكيل العصابي القائم على منصة FBC بعد أن تلقت بلاغات من مواطنين تعرضوا للاحتيال عبر المنصة، وسط توقعات بأن عدد الضحايا يتجاوز 500 ألف مواطن، وصلت خسائرهم لقرابة 2 مليون جنيه في تقديرات أولية.
الاحتيال باسم الدين
ووفقا للمحاضر الرسمية للتحقيقات مع المتورطين في قضية منصة FBC، أوضح المتهم الرئيسي، أنه كان يستخدم المخطط الهرمي لاستقطاب الضحايا، حيث كان يطالبهم بجذب عملاء جدد للمنصة للحصول على أرباح أعلى وعمولات.
المنصة المشار إليها بدأت عملها في نهاية 2024، كأداة توفر لعملائها فرصة لتحقيق أرباح مبالغ فيها ويومية مقابل تنفيذ بعض المهام الموكلة إليهم عبر الإنترنت، كالتفاعل مع بعض الصفحات أو مشاهدة فيديوهات والإعجاب بها وتحميل برامج في أوقات مُحددة.
وأوضح الدكتور فهد جاهين، أن منصة FBC استخدمت الوازع الديني للاحتيال على البسطاء عبر تأكيدها أن أرباحها ليست ربوية ووضعت نفسها في مقارنة مع البنوك في مسلسل مستمر لتحريم فوائد البنوك منذ قضايا توظيف الأموال الشهيرة خلال حقبة الثمنينات وما بعدها.

وتابع الدكتور فهد جاهين: البنوك تقدم حاليًا فوائد مرتفعة للغاية على الأوعية الأدخارية المختلفة وعلى غالبية الحسابات، ومع ذلك لا يزال البعض يُفضل الابتعاد عن البنوك، ويبحث عن قنوات أخرى ربما تدفعه في نهاية الأمر للسقوط ضحية لمنصات بيع الوهم.
واقترح أن تنظم الدولة بالتعاون مع البنوك حملة قومية لرفع الوعي المالي للمواطنين تحديدًا في المحافظات، والتركيز على دور البنوك في حماية الاقتصاد.
ونصح الدكتور فهد جاهين، المواطنين بأن يتجنبون التعامل مع أي جهة غير شرعية تدعي قدرتها على توظيف الأموال بأي شكل من الأشكال ودفع أرباح أو عوائد مرتفعة، موضحا أن منصة FBC وغيرها من منصات بيع الوهم غالبًا تعمل بصورة غير شرعية، وهو ما يجعلها بابًا أيضًا لأولئك المنخرطون في أعمال غير قانونية ولا يمكنهم استثمار أموالهم عبر البنوك.
كما حذر من خطورة انتشار تطبيقات التمويل المتبادل بين الأفراد أو ما يعرف بتطبيقات “الجمعيات”، موضحًا أن عملاء هذه التطبيقات من الممكن أن يستيقظون فجأة على ضياع مدخراتهم وتبخرها في الهواء، إذ من السهل أن تقوم هذه التطبيقات بالاحتيال على عملائها أو تنهار لأي سبب من الأسباب.
وأكد أن استثمار المدخرات الشخصية يتطلب الحذر والتعامل مع جهات موثوقة كالبنوك وغيرها من القنوات المشروعة المرخصة من قبل الدولة.

أخبار ذات صلة
استيراد 348 ألف طن سلع غذائية.. ماذا عن مخزون مصر الاستراتيجي؟
16 مارس 2025 02:25 م
"الاستثمار الملائكي" في "شارك تانك" يُطير 20 مليونًا من ملياردير أمريكي
16 مارس 2025 02:01 م
الأوقية عند مستوى تاريخي.. أسعار الذهب في مصر تعزز مكاسبها الأسبوعية
16 مارس 2025 01:01 م
تقسيط بدون فوائد.. "يونيون إير" تتعاون مع كبرى البنوك
16 مارس 2025 12:53 م
سكن لكل المصريين 5.. موعد فتح باب التظلمات
16 مارس 2025 12:23 م
رائحة البارود تفوح بالبحر الأحمر.. كيف ستتحرك أسعار النفط؟
16 مارس 2025 11:57 ص
سعر الريال السعودي اليوم الأحد 16 مارس 2025
16 مارس 2025 05:30 ص
شبح الفقاعة العقارية يخيم على السوق المصرية.. هل تنفجر قريبًا؟
15 مارس 2025 03:31 م
أكثر الكلمات انتشاراً